جديد الزميل حسن عبد الله: الصحافة العبرية في تجربة المعتقلين الفلسطينيين

-

جديد الزميل حسن عبد الله: الصحافة العبرية في تجربة المعتقلين الفلسطينيين
أصدرت نقابة الصحافيين الفلسطينيين كتاب"الصحافة العبرية في تجربة المعتقلين الفلسطينيين" للمؤلف الصحافي الباحث الزميل حسن عبد الله.

ويقع الكتاب في 164 صفحة من القطع المتوسط، ويتميز بأنه يبحث بشكل شمولي موضوع الصحف العبرية وأثرها في حياة المعتقلين الفلسطينيين والعرب وما أحدثته من تفاعلات مختلفة والأطر والمنهجية التي تعامل المعتقلون بحسبها مع هذه الصحف، وذلك من خلال العودة إلى المصادر الأولية وذوي التجربة ومحاورتهم للحصول على المعلومات منهم مباشرة.

وقد سعى الزميل حسن عبد الله من خلال المؤلف للإجابة على مجموعة من الأسئلة، أهمها:

• هل نجح المعتقلون في كسر طوق الحصار المفروض عليهم من خلال الصحف العبرية؟
• هل شكلت هذه الصحف مصادر معلومات حقيقية؟
• هل أخذ المعتقلون ما تنشره الصحف العبرية كمسلمات؟
• هل كان لهذه الصحف تأثير سلبي على المعتقلين بمعنى التأثير على قناعاتهم السياسية والفكرية؟
• إلى أي مدى أسهمت الصحف العبرية في تنشيط حركة الترجمة في المعتقلات.
• كيف استطاع المعتقلون أن يؤسسوا لحركة ترجمة عن الصحف العبرية، أصبح لها إمتدادها خارج الإعتقال، لا سيما بعد تحرر عدد من المعتقلين الذين أتقنوا اللغة العبرية؟

ويتناول الكتاب لمحات تاريخية من حياة المعتقلين السياسيين منذ مرحلة العفوية وحتى مرحلة النضج، والملامح الثقافية والصحافية في التجربة الإعتقالية، والتفاعلات الداخلية ألتي أحدثتها الصحف العبرية، كما يتناول المتابعة الدؤوبة للصحافة العبرية بين الفوائد الكبيرة وبين الوقوع في فخ التوجهات الإسرائيلية.

وجاء في إهداء المؤلف:

"كثيرون هم الذين تقاسمت معهم لقمة الخبز والبرش في معتقلات الإحتلال. ومع تسارع عقارب ساعة الزمن، ومع إتساع وابتعاد خطوات السنوات، فإن أسماء كثيرة قد أسقطتها من الذاكرة من محطة زمنية إلى أخرى، بيد أن بعض الأسماء ظلت أقوى من النسيان، لأنها استقرت في بؤرة الذاكرة، بل وأسهمت في تشييد حجرات معينة فيها...
إلى كل من علمني حرفاً...
إلى كل من أرشدني إلى كتاب قيم...
إلى كل من أشعل أمامي شمعة في مدرسة الإعتقال، تلك المدرسة التي زودتني بالمعارف والخبرات، ما جعل تجربتي الأكاديمية في الدراسات العليا في منتهى المتعة، بعد مرور سنوات طوال على إنتهاء تجربتي الإعتقالية".

وقد توجه المؤلف بالشكر والتقدير إلى الدكتور محمود محارب، الذي أشرف على مادة هذا الكتاب، حينما كانت معدة في إطار رسالة أكاديمية لنيل درجة الماجستير تخصص دراسات إسرائيلية، كما توجه بالشكر إلى الدكتور إياد البرغوثي والدكتور صبحي حمدان، وإدارة مركز أبو جهاد لشؤون الحركة الأسيرة التابع لجامعة القدس، كما توجه بالشكر إلى جميع المعتقلين والمحررين والحقوقيين الذين تعاونوا معه.


وتجدر الإشارة إلى أن الزميل حسن عبد الله هو أديب وصحفي وباحث يعمل في الإعلام المكتوب والمتلفز. ويولي أهمية خاصة لتوثيق وتأريخ وتحليل تجربة المعتقلين الفلسطينيين. وقد حصل على شهادة الماجستير في الدراسات الإسرائيلية.
صدر له ثلاثة عشر كتاباً بين مجموعة قصصية ودراسة ثقافية.
ومن أعماله الأدبية: حمامة عسقلان، وعاشق الزيتون، وصحفي في الصحراء، وعروسان في الثلج، وطرقات على باب الأمل، ومن مذكرات زيتونة، وإعلاميون في مهمة.
ومن الدراسات: النتاجات الأدبية الإعتقالية، وصحافة تحدت القيد، وجمرات في موقد المرحلة، والحضن الدافئ والعصا الغليظة (علاقة الفرد بالجماعة في تجربة المعتقلين)، وكلمات على جدار الليل (اثر الرسالة في حياة المعتقلين الفلسطينيين)، والصحافة العبرية في تجربة المعتقلين الفلسطينيين.

وقد جاء في تظهير الكتاب:

"وكم من معتقل مثقف ومنتم أشفق على ألسجان الذي ما انفك يلوح بهراوته الغليظة، كون هذا السجان يجهل ماهية الدور الأخلاقي والتاريخي للمناضل المعتقل، وكونه "أي السجان"، يقذف بجسده أمام حركة التاريخ ظاناً أنه بذلك يستطيع إيقافها.
معتقل حر، لأنه ذو رسالة وقضية ويدرك ماهية دوره ويعي القوانين الإجتماعية وقوانين الثورات وأهمية النضال من أجل تغيير الواقع. إنه باختصار يعرف الضرورة، ومعرفتها هي مفتاح ممارسة الحرية، بصرف النظر عن القضبان والأسلاك الشائكة.
إن التعامل مع صحف العدو ومحاولة غربلة حروفها وجملها ودلالاتها في "غربال الوعي" بغية تحقيق أقصى درجات الاستثمار هو من ضمن التجسيدات الحية والعملية للحرية، لمعرفة الضرورة، وفي ذلك تقريب للمعتقل من الحياة رغماً عن إرادة السجان الذي يسعى لتقريبه من الموت، أي لجعله جسداً يتحرك، من حيث الشكل، وميتاً من حيث الأفكار والمشاعر والتطلعات.
بل إن المعتقل بتجسيده حريته فكراً وممارسة خلف القضبان لا يقترب من الحياة فقط، بل يمد شريان نبض حياته الصغير، ليتوحد مع الشريان الكوني الكبير خارج الإعتقال".

التعليقات