جديد "مدار": "قضايا إسرائيلية"، العدد 19

-

جديد
رام الله- صدر حديثاً عن المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية "مدار" العدد 19 من فصلية "قضايا إسرائيلية".

في العدد مقال لمسعود اغبارية حول مقاضاة قادة الاحتلال، يتابع فيه أحدث المعطيات حول الموضوع، وما يستجد على الساحة الإسرائيلية من جدل حوله، ومحاولات إسرائيل تحصين قادتها العسكريين من ملاحقة يعتقد الكثير أنها قادمة لا محالة.
ويوضح اغبارية أن الإسرائيليين يدركون، بلا شك، أنه سيأتي يوم وتنتهي حالة الصراع الدموي في الشرق الأوسط، ولا شك أن من شروط إنهاء هذا الصراع، هو محاكمة الذين اقترفوا جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، ومحاكمة هؤلاء هي ليست فقط لمصلحة الضحية، ولا الفلسطينيين الذين تعرضوا لمثل هذه الجرائم، بل أيضاً لمصلحة الإسرائيليين وسلامة مجتمعهم وأخلاقياتهم.

د. أسعد غانم وأنطوان شلحت يقدمان قراءة في استطلاع الرأي غير المسبوق الذي سبق أن أجراه "مدار" على عينة تمثل السكان اليهود في إسرائيل، وجهت لهم أسئلة فلسطينية تماماً. الاستطلاع تناول قضايا متعددة قسم منها له علاقة بالصراع على مداه الطويل، وأخرى بالمستجدات المعاصرة، في هذا العدد من "قضايا" تطالعون كامل الاستطلاع مع قراءة تحليلية لأبرز معطياته الهامة.

حوار العدد أجراه فراس خطيب مع عامي أيالون، رئيس جهاز "الشاباك" سابقاً، الذي يعتبر من الشخصيات الإسرائيلية الفاعلة والبارزة، ليس فقط بسبب ماضيه العسكري والأمني، بل بسبب نشاطه السياسي بعد تقاعده. لقد انضم مؤخراً إلى حزب العمل، والحوار معه لا بد أن يجمع بين ماضي الرجل وحاضره، بين رؤيته كرئيس لجهاز المخابرات الإسرائيلي ورؤيته كمواطن "يريد سلاماً مع الفلسطينيين، ويسكن في بيت فلسطيني هجّر منه عام 1948".

وفي هذا العدد تستقطب "قضايا إسرائيلية" لأول مرة د. أوري رام، وهو من علماء الاجتماع الجدد المتمردين على مدرسة علم الاجتماع الصهيونية التي سيطرت دون منازع حتى مطلع سنوات التسعين، ويفتتح دراسته بضائقة علماء الاجتماع الصهيونيين الذين يعتبرون أن سنوات التسعين شهدت "موت علم الاجتماع الإسرائيلي". الكاتب في دراسته يدافع عن التطورات الثورية التي طرأت على علم الاجتماع الإسرائيلي في سنوات التسعين، ويرد على ادعاءات فكرية وأكاديمية تطالب بالعودة إلى القديم.

في هذا العدد أيضاً دراسة عميقة وموسعة لكيفية نظر المهاجرين الروس إلى اليهود الشرقيين في المجتمع الإسرائيلي، أعدتها ثلاث باحثات إسرائيليات من الجامعة العبرية في القدس. هذه الدراسة هي ثمرة بحث ميداني قمن بإجرائه بين مجموعات مختلفة من المهاجرين الروس، وتختلف الاتجاهات بين المجموعات، لكن الواضح أن المهاجرين الروس ينظرون باستعلاء إلى المجتمع الإسرائيلي برمته. هناك أصوات بين المهاجرين تدعو إلى تقارب الروس واليهود الشرقيين، وتعمل على توثيق هذا التقارب من منطلقات مختلفة، بينها نخبة من المثقفين الذين يرون أن اللقاء مع الشرقيين، بالمفهوم الثقافي، يبرز تفوقهم هم ويعزز مكانتهم كمجموعة نخبوية. خلافاً لمجموعة أخرى من الطلاب الجامعيين الذين يرون في اللقاء قناة للدمج والاندماج في المجتمع.

في العدد أيضاً مقال نظري تربوي لإيلان غور زئيف حول المدرسين وبناء الأمة في إسرائيل، يغوص فيه عميقاً في الفكر التربوي في إسرائيل، عائداً إلى جذوره قبيل إنشاء الدولة وفي بداياتها، والعلاقة الوثيقة ما بين المشروع التربوي وباقي مكونات المشروع الصهيوني.

ويتضمن العدد مجموعة من الشهادات حول الترجمة عن العبرية، وما يعنيه ذلك على المستويات الشخصية والمهنية والسياسية، حيث يكتب د. جوني منصور عن إشكالية الترجمة من العبرية إلى العربية، وسليم أبو جبل عن إلتقاء العربية والعبرية بين الترجمة والهيمنة، وسلمان ناطور عن الترجمة بين الخطاب الثقافي والخطاب المخابراتي، وسعيد عياش عن غياب النقد وأزمة المترجمين.
وفي العدد أيضاً يقدم د. أسعد غانم قراءة لكتاب الوجه الآخر لإسرائيل من تأليف سوزان ناتان. وسوزان ناتان كاتبة إسرائيلية عاشت في بريطانيا، وقررت بعد مجيئها لإسرائيل أن تعيش في مدينة طمرة العربية الجليلية، متحدية إرثاً من الأفكار المسبقة وأجواء من التخويف أحاطها به القريبون منها.

التعليقات