"ما بعد الصهيونية: بين الحياة والموت" / مجموعة مقالات

ضمن سلسلة "أوراق إسرائيلية"، اصدر مركز مدار - المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية، الورقة رقم 21 وهي عبارة عن مجموعة مقالات مترجمة عن العبرية لكتاب يهود، وتتناول "تيار ما بعد الصهيونية- بين الحياة والموت".

وقد ترجم المقالات سعيد عياش وحلمي موسى وقدم للكراسة الناقد انطوان شلحت، محرر السلسلة.

وتشتمل الورقة على تحقيق لداليا شحوري نشر في صحيفة "هآرتس" في شهر نيسان من العام الحالي، يتضمن مقابلات مع آباء ظاهرة ما بعد الصهيونية، حول تراجع هذه الظاهرة في المؤسسة الأكاديمية في ظل الواقع السياسي والمجتمعي اليميني، إلى جانب "انفجارات" داخل الظاهرة نفسها عبرت عن نفسها في مسلكيات بيني موريس الإعلامية في السنوات الثلاث الأخيرة والتي توجت بالمقابلة "الفضائحية" مع "هآرتس". الآباء في معظمهم يعتقدون أن الظاهرة في مرحلة انحسار واسع على الأقل، وفي معظمهم يجدون الفلسطينيين مسؤولين عن التراجع كونهم منكري نعمة (نعمة باراك) ما أدى لإندلاع الإنتفاضة وبالتالي لصعود اليمين.

الجزء الثاني من هذه الورقة يشتمل على مقابلة موريس مع "هآرتس" مطلع العام الجاري والتي أجراها معه الصحافي آري شفيط، وعلى مجموعة مختارة من التعقيبات عليها وخاصة من قبل كتاب وباحثين إسرائيليين.

وكان موريس قد اعتبر الفلسطينيين، في هذه المقابلة، حالة مرضية نفسية تستدعي قفصاً يحبسون فيه، فيما يوجه اللوم الى بن غوريون الذي لم ينجز جيداً مهمة "تنظيف" فلسطين من الفلسطينيين تماماً ضماناً للأمن والاستقرار، بل ويتورط المفكر "المستنير" بتبرير إبادة الهنود الحمر معتبراً أن ذلك شكل ضمانة لإنتصار الديمقراطية والحضارة.


وفي الورقة مقالات لروبيك روزنتال "بيني موريس والبرابرة", أفيعاد كلاينبرغ عن "التطهير العرقي والمراوغات الأكاديمية", وعادي أوفير "من خلف الطرد تطل إبادة شعب", شموئيل أمير "بيني موريس بين نكبتين"، إلى جانب مجموعة من رسائل القراء والباحثين.

ويقتبس الناقد انطوان شلحت في مقدمته لهذا الكراسة من أقوال المؤرخ اليساري ايلان بابه المصنف ضمن تيار ما بعد الصهيونية، حيث يقول: "ما بعد الصهيونية أضحت منذ اندلاع الانتفاضة الثانية تيارا وهميا غير فاعل... لقد عقروا قدرتها على الاخصاب. قد يأتي يوم يكون فيه متاحًا، في ظروف مخبرية ملائمة، تلقيح نطفتها في عملية اخصاب اصطناعية".

ويشار الى ان المؤرخ ايلان بابه هو من أبرز المؤرخين في هذا التيار وهو مناهض للصهيونية، وهو يؤكد موت تيار ما بعد الصهيونية ويقول "ابحثوا عنا بعد ثلاث أو أربع أو خمس سنوات، عندما تصل الحقارة والشناعة والبربرية، التي أضحت اليوم جزءا لا يتجزأ من السياسة الإسرائيلية، الى درك من شأنه ان يدفع الكثير من الناس، حتى داخل البلاد، الى القول: الى هنا! لكننا لم نبلغ بعد هذه اللحظة".

التعليقات