مرثية لعبد الناصر وتنبؤات بنهاية الصهيونية

-

مرثية لعبد الناصر وتنبؤات بنهاية الصهيونية
القاهرة - أصدرت دار حاربي للنشر والتوزيع الديوان الأشهر للشاعر اليهودي الألماني أريش فريد "اسمعي يا اسرائيل" الذي ترجمه عن الألمانية مباشرة المترجم محمد أبو رحمة، الذي قدم الديوان بمقدمة قصيرة تحت عنوان احدى قصائده هي قبل الطوفان، ويشير أبو رحمة الى أن اختياره وقع على هذه القصيدة لتحمل عنوان المقدمة لأنها قصيدة تؤصل لفكرة الانتقام الدموي المضاعف لدى اليهود، ويرد الشاعر ذلك الى كتاب اليهود المقدس، وينقل المترجم عنه:

ضربات اسرائيل الانتقامية
مثالها الأول في العهد القديم

أما المثال الذي يقصده اريش فريد فكان كلام لامك ـ أحد أجداد اليهود ـ الى زوجتيه، حيث يقول لهما لأنه قتل رجلا ثأراً لجرح أصابه.. ثم يستطرد: انه ينتقم لقايين سبعة أضعاف، وأما لامك فسبعة وسبعين.

ويضيف المترجم أن قايين هذا هو قابيل قاتل اخيه هابيل، وهو الذي ذكر في نفس الاصحاح من سفر التكوين حيث يقول له اله اليهود:
فقال له الرب كل من قتل قايين قابيل فسبعة أضعاف ينتقم منه ..

وقد ولد الشاعر اريش فريد في فيينا عام 1921 وتوفي في ألمانيا عام 1988 وقد اضطر فريد في عام 1938 الي الفرار من وجه الاحتلال النازي، واستقر به المقام في بريطانيا، حيث التحق في لندن بهيئة الاذاعة البريطانية، ثم تفرغ للكتابة والترجمة منذ عام 1968، وقد حصل اريش فريد على عدة جوائز دولية كما نشرت له عدة دواوين منها التحرر من الفرار، قصائد وقصائد مضادة، امبراطورية الأحجار، جندي وفتاة .

ونقدم هنا بعض قصائد الديوان:

"زمن المغرضين
يسمونني خائنا
لشعبي
يسمونني
يهوديا معاديا للسامية
لأنني أتكلم عما
يفعلوه باسم اسرائيل
ضد الفلسطينيين
وضد عرب بلاد أخرى
وأيضاً ضد يهود
أسكتوا للأبد
وذات مرة فيما بعد
سيشرع اليهود الباقون
في البحث عن أثر ليهود لم يشاركوا
وانما حذروا
هكذا يشير الألمان
بعد اندحار هتلر
على ألمان كانوا في الماضي القريب
مطاردين.. أو قتلوا
لأنهم يعوزون الآن شهودا
بأن هناك ألمانا كانوا مختلفين
فهل تبقى كلمة من تحذيراتي حية؟
ولكن.. الأهم
هل سيوجد في فلسطين يهود أحياء
أفلتوا من دمار
ساهموا هم في خلقه
بظلمهم
في زمني؟
بين السادات والصهاينة
السلام الذي ليس سلاما
صانعه ليس صانع سلام
بين ورثة ناصر
ليسوا ورثة ناصر
وبين ديمقراطيين ليسوا ديمقراطيين
لصالح المصريين ولصالح اليهود
وهو ليس لصالح المصريين
وليس لصالح اليهود
يصنع صلحا ليس صلحا
يبشر بمستقبل ليس مستقبل
موقظا آمالا ليست آمالا
في فلسطين ليست فلسطين
الباطل ما زال باطلا
وعنصرية الصهاينة ما زالت عنصرية
والمطرودون ما زالوا مطرودين
وقراهم المدمرة ما زالت مدمرة
وحقهم ما زال حقا
وأملهم ما زال أملاً ناصر
كيف مات ناصر؟
بسكتة قلبية
فمن أو ماذا أسكت قلبه؟
أعداؤه أم المزعومون أصدقاؤه
من أجبروه ألا يكشف لعبة أعدائه
كانوا أمراء ومشايخ
لم يساعدوا الفلسطينيين
أم مصيره المحتوم؟
كان الملك القصير؟
أم كان هؤلاء الذين يحكمون عمّان عن بعد؟
ملوك الملك وخطة سلامهم الدامية
وذبحهم لمن ناضلوا من أجل ما ناضل ناصر من اجله
كيف مات ناصر؟
بأداء واجب ضيافة
ضد السفاحين والانتهازيين
كيف مات ناصر؟
بمصافحة أياد
غسلت بعناية من دم طازج؟؟
سوق
هناك يصطفون
أمام موائد
يباع عليها احساسهم بالذنب
وهم يدفعون .. بالدم
دمهم ودمك أيضاً
أدرت ظهري،
فلمحت ـ من طرف عيني
في أول الصف ـ
نفسي
هناك.. واقفاً
بيدي
سكين وابريق"


"القدس العربي"

التعليقات