«الرويس ذاكرة لا تموت»..

"الرويس" شقيقة الدامون والحدثة وميعار والدامون وشعب وكوكب وطمرة وشفاعمرو وكابول وغيرها، تقع على الحدود الشمالية لأرض سهل طمرة الشمالية، حتى أن بعض أراضي البلدتين مشتركة، أرضها تحت سيطرة دائرة أراضي إسرائيل منذ عام النكبة.

«الرويس ذاكرة لا تموت»..

"الرويس" شقيقة الدامون والحدثة وميعار والدامون وشعب وكوكب وطمرة وشفاعمرو وكابول وغيرها، تقع على الحدود الشمالية لأرض سهل طمرة الشمالية، حتى أن بعض أراضي البلدتين مشتركة، أرضها تحت سيطرة دائرة أراضي إسرائيل منذ عام النكبة.

الطريق إلى (الرويس) من مدخل مدينة طمرة الشمالي، وسوف ترى بعد مائة متر بعد محطة الوقود طريقًا ترابيًا على جهة اليمين، وفورًا ترى آثار القرية المهدومة التي لم يبق منها سوى الحجارة. 
الأثر الأبرز من معالم الرويس هو بقايا عين الماء فوق البئر التي يقال أن عمقها يصل إلى عشرين مترًا،وكانت تروي أهالي القرية ودوابهم وأشجارهم، وقد قامت السلطات بزرع غابة من الكينا على أراضيها.

لأول مرة كتاب تفصيلي عن القرية.
صدر في هذه الأيام كتاب"الرويس ذاكرة لا تموت"  لمؤلفه ابراهيم خليل أبو الهيجا( 49) عامًا المقيم في طمرة في الحي الذي يقيم فيه معظم أبناء عائلة أبو الهيجا المهجرين من الرويسبو الهيجا المهجرين من الرويس. "فصل المقال"التقته في بيته في طمرة ثم رافقته في جولة على أراضي الرويس ليحدثنا عن كتابه الذي حمل عنوان "الرويس ذاكرة لا تموت".

-هل لك أن تحدث القراء عن نفسك وعن كتابك؟
-أنا إبراهيم خليل أبو الهيجاء مؤلف كتاب "الرويس ذاكرة لا تموت"، من مواليد طمرة عام 1965، والدي من مواليد الرويس عام 1936، نشأت فكرة الكتاب من خلال لقاءاتي الكثيرة وزياراتي لأهل الرويس عندما كنت أرافق الصحفيين الذين أتوا لإجراء مقابلات صحفية، كنت أسمع ما يتحدثون به، ومن هنا نشأت عندي فكرة عمل كتاب عن هذه القرية الصغيرة المهجرة. أنا عضو في "لجنة الدفاع عن حقوق المهجّرين"، وكثيرًا ما أجري مقابلات مع أناس مهجرين، هكذا جاءتني فكرة عمل الكتاب عن قريتي. كل الناس من هذه القرية هم أقربائي أو أنني أعرفهم ولي علاقة شخصية بهم، ومن كثرة المقابلات صار عندي حب استطلاع وبدأت البحث في التفاصيل .

-حدثنا عن الكتاب؟
-الكتاب من 416 صفحة من الحجم الكبير،ليس وثائق تاريخية فقط، فقد بدأت بحثي من المقبرة، عندما لفت نظري كثرة وفيات الأطفال في القرية في زمن الإنتداب البريطاني، ومن ثم انتبهت أن وفاة الأطفال لم تكن محصورة على أهل قريتنا فقط، فقد قرأت في كتاب  "حامية شعب"عن طبيب مزعوم يدعى أحمد الحلبي، تبين أنه ليس طبيبًا، وقد يكون ممرضًا مبتدئًا، تبين حسب كتاب(حامية شعب) أنه لم يكن طبيبًا أصلا، بل وربما كان عميلا، فقد عالج مرضى ماتوا في اليوم التالي، المهم أن الناس لم يكونوا يعرفونه، ربما لم يكن عربيًا أصلا، وفي كتاب حامية شعب يحكي بعض الناس أنهم بعد النكبة شاهدوه في عكا بصفته يهوديًا.

-ما هي المواضيع التي تناولها الكتاب؟

• الكتاب يتحدث منذ بداية تأسيس القرية عام 1810، حتى يومنا هذا، تطرقت للعائلات المؤسسة للقرية، الرويس هي واحدة من خمس قرى منحها الناصر صلاح الدين الأيوبي لقائده حسام الدين البخاري أبو الهيجاء مكافأة على بلائه الحسن في المعارك في فلسطين ومنها الحدثة والرويس. وفي العام 1810 قررت  سبع أسر من الحدثة كانت تفلح أرض الرويس أن تستقر فيها، وقد وصلت إلى العائلات السبع التي أسست الرويس وأولادهم الذين هم أجدادنا، استخرجت اسم كل واحد منهم متى ولد ومتى توفي وسلسلته حتى جده الخامس وأكثر.

الرويس هي واحدة من الـ531)قرية هُجّرت، وهي مثال مصغر عن النكبة، بحثت وأخذت من شهود وأجريت أكثر عشرات المقابلات مع أناس من أهل القرية.  يضيف إبراهيم: "حتى الآن لم يجر بحث عميق من هذا النوع، بعد عام النكبة بدأوا أبحاثا في رام الله عن القرى المهجرة، فأنجزوا أعمالا عن خمس قرى فقط ثم توقفوا. لم يكن هناك شيء عن الرويس، غير صفحة واحدة نصفها خارطة وبضعة أسطر مكتوبة.

وعن شعوره أثناء البحث عن تاريخ قريته الذي استمر أكثر من سنتين يقول: "شعرت أنني في سن واحد مع الختيارية، فقد حكى لي كل واحد منهم عن بيته حتى صرت أعرف الحارات والبيوت والناس، لقد كان في الرويس (78 )بيتا، أستطيع أن أرسم خارطة لبيوت البلدة، صرت أعرف كل واحد منهم وأبناء جيله، وأين موقع بيته ومن جاره من كل جهة". كان عدد أهالي الرويس عام النكبة 381 نفرًا،وثقت اسم كل واحد منهم حتى الجد الخامس وبعضهم للسابع. كذلك استخرجت أسماء شهداء القرية منذ زمن الأتراك حتى النكبة. وكنا في السنوات الأخيرة عملنا ضريحًا لأحد شهداء القرية من عام النكبة فقام موظفو (شمورات طيبع) بتكسيره.

يهودية أمريكية عملت دكتوراة عن الرويس
يقول إبراهيم:  هناك سيدة اسمها "(ميخال ران) هي يهودية عاشت في البلاد مع أسرتها حتى العام 1982، بعد حرب لبنان وما جرى فيها من مجازر قررت الأسرة الهجرة إلى أمريكا، ولكن الفتاة ظلت على تواصل مع البلاد، وقد عملت دكتوراة عن قرية الرويس في إحدى الجامعات الأمريكية، قبل بضع سنوات جاءت ميخال واشتركت في مسيرة النكبة الى الرويس.
يحتوي الكتاب على 12 فصلا،
1. عشيرة أبو الهيجاء.
2. الرويس
3. الرويس عادات وتقاليد
4. الرويس معالم القرية
5. القاب اهل الرويس
6. الرويس قبل النكبة
7. النكبة في الرويس
8. شهود الرويس
9. الرويس بعد النكبة
10. العودة الى الرويس والدامون
11. فعاليات في الرويس
12. جمعية الدفاع عن حقوق المهجرين

تعج فصول الكتاب بالوثائق التاريخية مع نسخ مصورة عنها،كذلك على صور من مختلف الفعاليات والنشاطات واللقاءات والشخصيات التي يذكرها الكتاب. بلا شك أنه كتاب قيم وهو من الكتب القليلة التي تبحث بمثل هذا العمق في تاريخ قرية منكوبة، بأسماء أهلها وحتى ألقابهم، بأسماء مواقعها وكل نشاطات الحياة التي كانت فيها مرورا بالنكبة وما تلاها من تداعيات على الأرض والإنسان الذي اجتث من أرضه بقوة السلاح. 

عن تمويل كتابه الذي طبعه في رام الله قال إن بعض أهل القرية تبرعوا وسوف يقام حفل توقيع للكتاب قريبًا، الغلاف من تصميم الفنان سعيد النهري مراجعة وتصميم الكتاب لوليد ياسين.للتواصل مع المؤلف
ibrahem.elhija@hotmail.com

التعليقات