إصداران جديدان للمركز العربي للأبحاث

أضاف المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات كتابين جديدين إلى قائمة إصداراته، إذ قدّم للقراء الترجمة العربية لكتاب صنع العدو: أو كيف تقتل بضمير مرتاح للكاتب بيار كونيسا، كما نشر كتاب الباحث الموريتاني أدي ولد آدب بعنوان المفاضلات في الأدب الأندلسي: الذهنية والأنساق.

إصداران جديدان للمركز العربي للأبحاث

أضاف المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات كتابين جديدين إلى قائمة إصداراته، إذ قدّم للقراء الترجمة العربية لكتاب صنع العدو: أو كيف تقتل بضمير مرتاح للكاتب بيار كونيسا، كما نشر كتاب الباحث الموريتاني أدي ولد آدب بعنوان المفاضلات في الأدب الأندلسي: الذهنية والأنساق.

صنع العدو، أو كيف تقتل بضمير مرتاح؟

أنجز نبيل عجان الترجمة العربية لكتاب صنع العدو: أو كيف تقتل بضمير مرتاح للكاتب بيار كونيسا، الذي أصدره المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، وهو يشتمل على 318 صفحةً من القطع الكبير، وفيه يعرّفنا المؤلف الأسبابَ التي تدفع الدول، وأجهزة استخباراتها، ومراكز التفكير والتخطيط الإستراتيجي، وكلّ صناع القرار إلى الانشغال بصناعة العدوّ.

ورَد الكتاب في ثلاثة فصول رئيسة، أوّلها بعنوان 'ما العدو؟'، وفيه يحاول الكاتب التعريف بماهية العدوّ، ويبيّن حاجة الدول والجماعات إلى الأعداء، وأنّ هذا العدوّ يتمّ خلقه بقرار سياسي، ويُعنى المؤلف أيضًا بالجهات المسؤولة عن خلق الأعداء، وبدور السياسيين والمثقفين في تحديدهم.

وفي الفصل الثاني من الكتاب 'وجوه العدو: محاولة تصنيف' يضع المؤلف تصنيفًا يضمّ أنواع الأعداء، معترفًا في الوقت نفسه بأنّ النماذج التي يطرحها للاستدلال على هؤلاء الأعداء غير نقية تمامًا؛  إذ يكون العدوّ في أغلب الأحيان مزيجًا من عدّة أصناف. ومن بين أصناف الأعداء: أعداء الحدود، والمنافس الكوكبي، والعدوّ الحميم (أي الحرب الأهلية بحسب المؤلف)، والعدوّ الخفي أو نظرية المؤامرة، والعدوّ المتصوَّر، والعدوّ الإعلامي، إضافة إلى أنواع أخرى من الأعداء. ويوضّح المؤلف آليات خلق أنواع الأعداء المذكورة.

أمّا الفصل الثالث، وهو بعنوان 'تفكيك العدو'، فقد حاول فيه المؤلف الإجابة عن عدّة أسئلة، من بينها: هل يُمكن العيش من دون عدوّ؟ وكيف يستطيع البشر تفكيك العدوّ في المستويين الوطني والدولي؟ وما نماذج النزاعات المحددة التي يمكن تفكيك نوابضها؟

والمؤلف بيار كونيسا باحث وأكاديمي ودبلوماسي فرنسي، شغل منصب مساعد مدير لجنة الشؤون الإستراتيجية في وزارة الدفاع الفرنسية. وهو حاليًّا أستاذ في معهد العلوم السياسية. من مؤلفاته دليل الجنة (صدر عام 2004)، وآليات الفوضى (صدر عام 2007).

أمّا المترجم نبيل العجان، فهو باحث ومترجم من سورية، حصل على شهادة الدكتوراه في الأدب الفرنسي الحديث من باريس، وقد درّس في جامعة دمشق، وفي جامعة ليون الثانية في باريس. من مترجماته بين الإسلام والغرب: حوار مع جيرارد د. خوري (صدر عام 2000).

المفاضلات في الأدب الأندلسي: الذهنية والأنساق

يسعى الباحث والشاعر أدي ولد آدب في كتابه المفاضلات في الأدب الأندلسي: الذهنية والأنساق الصادر عن المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، إلى مقاربة الأندلس، مقاربة نسقية، تستكنه أبعاد بنيتها العميقة، وتفكك ذرات نسيجها، وتلملم أشتات مُنْجَز إبداعها البياني المنداح عبْر فضائها المكاني المُنْتَبِذ موقعًا قَصِيًا في شبه الجزيرة الإيبيرية. والمفاضلات حقل مشهور من حقول الأدب العربي كالمفاضلة بين السيف والقلم، أو بين العرب والعجم، أو بين الألوان والأزهار والمدن. ويحفل الأدب العربي، شعرًا ونثرًا، بنصوص عن فضل الأندلس مثلًا، وفي تفضيل مدينة على غيرها كتفضيل غرناطة على بلنسية.

وقد جاء الكتاب في ثلاثة أقسام توزعت على أحد عشر فصلًا توزعت على سبعة وأربعين مبحثًا، وفي القسم الأول من الكتاب يقوم المؤلف بتأسيس الأطروحة عبر تصنيف شبكة مصطلحاتها، مصفوفاتٍ شبه متمايزة، في حقولها الدلالية، المتدرجة من مستوى المشاركات الأدنى، إلى مستوى المفاضلات الأعلى، ثمّ ترسيم خلفياتها العميقة التي تكمن وراء تجلياتها المتعددة المظاهر والظواهر، انتهاء بخلاصة لهذا التأسيس، تتلمس أهم الملامح المميزة للشخصية الأندلسية، المجبولة على المفاضلة ذهنية وسلوكًا.

 وينطلق القسم الثاني من الكتاب، من فكرة أنّ كل ممارسة إبداعية تستبطن المفاضلة وتطلبها، سواء أعلنت ذلك أم لم تعلنه، فخصص الفصل الرابع للنقد الأندلسي، من زاوية اشتغاله بالعمل على نحْت هرم طبقي للإبداع، على أساس أنّ فكرة الطبقية هناك متجذّرة في صميم روح المفاضلة المتحكمة في الذهنية الأندلسية، بينما تمحور الفصل الخامس حول مُحاكمة الأجناس والأساليب الأدبية، حيث قارب مشغلا آخر لذلك النقد، يتمثّل في ترصّد النصوص الأندلسية المنتجة في مَعْمَعان المحاكمات بين الأنواع والأساليب، والمدارس الأدبية، بصفتها مظهرًا من مظاهر إشكالية المُفاضلات في الأدب الأندلسي.

بينما خُصِّص القسم الثالث للأندلس فضاء الهويات المتفاعلة، حيث يفاضل المكانُ المكانَ، وينافس الإنسانُ الإنسانَ، ويباهي الزمانُ الزمانَ، ويجادل الإيمانُ الإيمانَ، ويساجل العرفانُ العرفانَ، وكأنّ في هذا البناء إيحاءً بأنّ المفاضلات ثمرة يانعة، والأدب غصنها النضير، والأندلس جذعها الراسخ الذي يمدها بالخصوبة والنماء.

والكاتب آدي ولد آدب ولد في بلدة مكطع لحجاز في موريتانيا، ونال الدكتوراه في الأدب العربي عام 2011. يعمل في حقل التدريس الجامعي وفي ميدان الصحافة الثقافية، وهو من مؤسسي بيت الشعر في موريتانيا عام 2001، له ديوانان: رحلة بين الحاء والباء، وتأبّط أوراقًا، أصدرتهما وزارة الثقافة الجزائرية عام 2009.

التعليقات