"صنايعية مصر" في عصرها الحديث

وجمع الكتاب أكثر من 30 شخصية، قال عنها المؤلف: "هناك أشخاص ساهموا في رسم ملامح هذا البلد وتاريخ حياة سكانه دون أن يحصلوا على نصيبهم من الضوء والمحبة والاعتراف بالفضل".

بناية سكنية في أحد الأحياء العشوائية في القاهرة (pixabay)

تناول الكاتب المصري عمر طاهر في كتاب جديد، قصص كفاح وسير ومشاهد من حياة بعض من أطلق عليهم "الصنايعية"، الذين ساهموا في بناء مصر الحديثة، متناولا شخصيات منها المحافظ والمهندس والمذيعة والمنشد والصحافي والممثل ورجل الأعمال.

وجمع طاهر في كتابه أكثر من 30 شخصية قال عنها "هناك أشخاص ساهموا في رسم ملامح هذا البلد وتاريخ حياة سكانه دون أن يحصلوا على نصيبهم من الضوء والمحبة والاعتراف بالفضل".

ويضم الكتاب، الصادر عن دار الكرمة للنشر، ملف صور لمن أورد ذكرهم، كما يحوي سيرة ذاتية لطاهر. ويحمل الغلاف صورا لشخصيات الكتاب الذي يحمل اسم "صنايعية مصر - مشاهد من حياة بعض بناء مصر في العصر الحديث"، ويتكون من 310 صفحات.

جمع الكاتب معلومات سير الشخصيات الواردة بين دفتي كتابه من خلال القراءة أو البحث في الأرشيف أو التوجه إلى مسقط رأس الشخصية كما فعل مع المنشد سيد النقشبندي.

يستهل عمر طاهر شخصيات كتابه بحمزة الشبراويشي، مبتكر كولونيا 555، الذي كانت "منتجاته في كل بلد عربي، في مصر تحمل اسم "555" وفي السعودية تحمل اسم "سعود" وفي السودان تحمل صورة مطربهم الأشهر حينها، عبد الكريم كرومة".

كما يتناول سيرة المهندس محمد كمال إسماعيل، الذي صمم مجمع التحرير بالقاهرة ودار القضاء العالي ومصلحة التليفونات. ويقول إن العاهل السعودي السابق الملك فهد بن عبد العزيز أسند إلى إسماعيل "مسؤولية إعادة إعمار وتوسعة الحرمين المكي والنبوي"، وهي مهمة قال إسماعيل عنها "لا يجرؤ رجل ذو قلب على الاقتراب من مشروع من هذا النوع".

ويتطرق الكاتب إلى كيفية بناء برج القاهرة الذي يبلغ ارتفاعه 187 مترا، وكيف جاءت الفكرة إلى المهندس المصري ناعوم شبيب، مصمم مبنى جريدة الأهرام المصرية. وكان شبيب يقول لطلبة كلية الهندسة عن البناء والتشييد إن "التشييد هو عمل الإنسان لصالح أخيه الإنسان". ويقول طاهر إن من بين مشاريع شبيب، الذي سافر إلى كندا في 1971، تصميم مبنى المركز النووي في مدينة جانتي الكندية.

كما يتناول الكتاب سيرة رئيس نادي الزمالك المصري في خمسينات القرن الماضي، عبد اللطيف أبو رجيلة، وتطويره للنادي وبناء مدرجاته وكيفية إدخاله حافلات النقل إلى القاهرة.

ومن بين الشخصيات الواردة في الكتاب، وجيه أباظة، والطفرة التي حققها في محافظة البحيرة عندما كان محافظا لها وحب أهل المحافظة له. ويرى أباظة الذي تولى منصب محافظ القاهرة لمدة عام أن المحافظ "هو عمدة، مهمته جمع الناس حوله ومشاركتهم أدق تفاصيل مشاكلهم اليومية، المحافظ رجل يمتلك مكتبا ينجح كلما اقترب من حالة (مصطبة العمدة)".

ومن بين من شملهم الكتاب سيد النقشبندي، "صنايعي الإنشاد"، الذي ارتبط صوته دوما بشهر رمضان، حيث يبث التلفزيون أناشيده قبل أذان المغرب. ويسرد الكاتب رحلته إلى طنطا بمحافظة الغربية، وهو البلد الذي خرج منه النقشبندي ليفتش عن معلومات عنه ومقابلة حفيده.

ويتناول طاهر سيرة أنيس عبيد، الذي درس الهندسة وتعلم دمج الترجمة مع الأفلام في باريس ويطلق عليه "صنايعي ترجمة الأفلام الأجنبية". ويقول إن عبيد عندما ذهب للحصول على الماجستير في الهندسة كان "خير ساعي بريد لنقل الرسائل الضمنية في أفلام الخواجات لنا، ببساطة غير مخلة، وبقوانينه الخاصة".

ولم يغفل الكاتب المرأة في شخصيات بناة مصر الحديثة، فتناول سيرة أبلة نظيرة، "صنايعية مطبخ مصر"، التي درست "فنون الطهي وشغل الإبرة" خلال بعثة إلى لندن. ويقول الكاتب إن نظيرة نيقولا تشاركت مع أبلة بهية عثمان، التي كانت عائدة من بعثة مماثلة في إنجلترا في وضع كتاب "أصول الطهي" في أكثر من 800 صفحةن والتي تقول عنه لبنات جيلها "نصيحة أن تدرسن كتابي جيدا، ولتحملنه معكن إلى عش الزوجية، فالرجال قلوبهم في بطونهم".

كما يتناول طاهر في كتابه سيرة صفية المهندس، "سيدة التاسعة والربع صباحا" التي كانت تعتمد على الفن في تقديم رسالتها في برنامجها "إلى ربات البيوت". ويقول عنها "مر على مصر كل ما يهدد استقرار الأسرة: حرب، سلام، انفتاح، غربة، انهيار للطبقة المتوسطة، عادات مستوردة. كانت صفية المهندس خلال هذه الفترة موجودة في كل بيت مصري، تلهم ربته كيف يمكن الخروج بأهل البيت بسلام من كل هذا الارتباك".

ولعمر طاهر مؤلفات منها "إذاعة الأغاني - سيرة شخصية للغناء العربي"، كما كتب للسينما عدة أفلام من بينها "طير أنت" للممثل أحمد مكي و"كابتن مصر" للمثل الشاب محمد عادل إمام. وألف كذلك أغاني لمطربين من بينهم أصالة ورامي صبري وأحمد عدوية.

التعليقات