"شهد النار – نصوص الجسد": إصدار جديد للمتوكل طه

صدرت حديثاً للأديب الفلسطيني، المتوكل طه، نصوص سردية بعنوان "شَهد النّار... نصوصُ الجَسد"، عن دار ابن رشد في القاهرة.

صدرت حديثاً للأديب الفلسطيني، المتوكل طه، نصوص سردية بعنوان "شَهد النّار... نصوصُ الجَسد"، عن دار ابن رشد في القاهرة.

في هذا النص السردي يستمر الشاعر في تمرّده على قوالبه الشعرية، ويجرد السرد من كل تبعيات الرواية وقواعد العمل الروائي، ليأتي بنصّ سرديّ نسويّ بقلم ذكوري تارةً، يتمّ فيه توظيف الجسد الأنثوي وتفاصيله في نصوص الجسد، وتارةً أخرى يتقاسم الكاتب في سرده مع الصوت النسائي لقراءة الجسد ونصوصه المختلفة، ليكون جليّاً وقادراً على كشف الرمزيات، بمستوياتها المختلفة، التي بذرها في ثنايا النصوص، لكي يستنبت في سرده جمالًا ومذاقًا منحا عمله هويّته الخاصة به.

الركائز التي تتكئ عليها نصوص الجسد في سرده توزّعت على ذاكرته الشخصية، وعلاقاته بالنساء المحيطات به، وعلاقته بالمرأة الحبيبة... بلا حدود.

يقول المتوكل طه في نصّه السردي "أنا امرأةٌ موزّعةٌ على سفّودين، وقد تشقّقتُ حتى الصمت، جَذبني من قلبي صغيرةً ذلك الرحّالةُ الذي فَرشَ لي البحارَ سريراً، فحلمتُ بالقمر، وطرحته بين يديه، ليسقط من بين أصابعي.

أنا المُتّهمةُ بالبراءة، والواقعةُ بين خطوط عيون السُّوء وشهوة الأولياء، أنا الحسَدُ المحسودُ، تشقّقتُ حنيناً إلى حوّاء التي تناديني من تحت أسداف القرون؛ أنْ هُبّي إلى قرن الغزال؛ فانتصرتُ على البغضاء، وردمتُ أخاديد قلبي، ولفّعتُه بالوتر المشدود كرمْش العاشق، أنا المتهاديةُ على غيم الأيام الرامية بذور الكواكب في كل صعيد، الصامتةُ كحروف الكتب المقدسة التي يتلوها العطاشى في كل طريق، أحبّني آدم، فأخرجته من جنّتي، لأنه لم يكن أهْلاً لنجومي الحارقة ولإسرافي في الجنون، وها أنذا على سيف الظمأ، والنهر يجري من تحت أقدامي، لكنَّ الملكةَ لا تنحني!".

المتوكل طه، تجربة إبداعية لها حضورها الواضح والمؤثر في الساحة الثقافية والأدبية الفلسطينية والعربية. ويتصف بغزارة الإنتاج؛ سواء الشعري أو البحثي أو السردي، ومازال يتناول بل يتبنى قضايا وطنية أحجم الكثيرون عن طرقها، فهو ما زال ملتصقاً بالأسرى حاملاً لواء قضيتهم كما حملوا هم لواء القضية الكبرى، في وقت تناسى فيه مَن تناسى هؤلاء القابضين على الجمر، وفي وقت نادى فيه هؤلاء المتناسون بانتهاء "أدب المعتقلات".

والكتاب الجديد هو الإصار السادس والأربعون للكاتب المتوكل طه.

التعليقات