"أسواق الناصرة عبق التاريخ" في صور

أصدرت جمعية "إنماء" للثقافة والإبداع، كتابا مصورا تحت عنوان "أسواق النّاصرة عبق التّاريخ"، يوثق تاريخ مدينة وأسواق الناصرة حين كانت عاصمة اقتصادية في المنطقة، وكانت السوق مزدهرة بالبضائع والمتسوقين من مختلف أنحاء البلدات المجاورة والمناطق البعيدة.

(عرب 48)

أصدرت جمعية "إنماء" للثقافة والإبداع، كتابا مصورا تحت عنوان "أسواق النّاصرة عبق التّاريخ"، يوثق تاريخ مدينة وأسواق الناصرة حين كانت عاصمة اقتصادية في المنطقة، وكانت السوق مزدهرة بالبضائع والمتسوقين من مختلف أنحاء البلدات المجاورة والمناطق البعيدة. وأسماء الأسواق والصور هي أكبر شاهد على تلك الحقبة الزمنية وبمثابة توثيق لحقبة زمنيّة من تاريخ عريق تجاوز الخمسة آلاف عام.

سوق الناصرة بدأت من المغارة وارتفعا بالعمارة والحضارة، تاريخ عريق يمتد بجذوره لآلاف السنين، تأثّرت به صعودًا ونزولا مرورًا بلحظات وثّقها زائر أو عابر سبيل أو مؤسّسة أو هاوٍ للتصوير أو الرسم، على الرغم من اختلاف وتعدّد النوايا.

وقال مدير جمعية "إنماء"، عماد بدرة، لـ"عرب 48" إن "عظمة أبنية النّاصرة القائمة، اليوم، وأسواقها، تعود إلى الفترة العثمانيّة، لكن العام 1948 (عام النكبة) لم يبقِ في فلسطين مراكز للمدن باستثناء مركز مدينة النّاصرة وسوقها، وقد تضاعف عدد سكّان المدينة بين ليلة وضحاها، حين احتضنت جموع المهجرين والنازحين إليها من قرى صفورية والمجيدل ومعلول ولوبية والسجرة وغيرها، فأمست الناصرة عاصمة اقتصادية وسياسية وتعليميّة للفلسطينيين في الداخل، إذا ما أضيف إليها كونها مركزًا إداريًا رسميًا".

عماد بدرة

وأضاف أن "أسواق النّاصرة قامت بدور هام في تلك الفترة، وتقسمت أسواقها إلى مناطق تبعا لكل حرفة ومهنة، ففيها سوق العرائس والأقمشة، وسوق النجّارين، وسوق الحدّادين، وسوق النحّاسين، وسوق الجريني، وسوق الإسكافية.. وغير ذلك، جذبت إليها الفلسطينيين من كل حدب وصوب، مرتقية بالحسّ القومي، مما جعلها هدفًا لتفريغها من المؤسسات الرسمية، وتحويلها إلى المدن المحيطة من جهة، وتطوّر المحال التجارية الكبرى وأسواق القرى المحيطة وهو تطوّر مرغوب، وتحوّل بعضها إلى مدن، ساعد على إنزالها عن سدّة الريادة الاقتصاديّة، على الرغم من تفتّح مبادرات شبابية، في الآونة الأخيرة، تبشّر بالخير".

وختم بدرة بالقول إن "جمعية إنماء ارتأت من خلال إعداد هذا الكتاب ومعرض التوثيق الصوري في الناصرة، ذلك المعرض المعلّق على الجدران التّاريخيّة لمتعة الناظر، والآخر بين دفّتي كتاب توثيقّا للأجيال المقبلة، هندسة وبرمجة الوعي الصمود أمام التزوير، وهي رسالة لجيل الشباب على أننا ما زلنا نربط الماضي بالحاضر والمستقبل لنحافظ على الموروث التاريخي والحضاري والثقافي لشعبنا".

كتاب "أسواق النّاصرة عبق التّاريخ" من إعداد الباحث فريد ضاهر، ويحتوي على ما يقارب 80 صورة قديمة لأسواق الناصرة عبر التاريخ، بعض الصور لم تعرض من قبل. يشمل الكتاب تفسيرا واضحا وشاملا مرفقا بالصور لأسواق الناصرة المتنوعة، الصور الموجودة في الكتاب يعود بعضها لبداية القرن السابق، وبعضها للسبعينيات بفترة ازدهار الأسواق.

فريد ضاهر

يذكر أن معرض الصور "كل صورة حكاية" هو بمثابة المدماك الأول لبناء مجموعة متعددة ومختلفة من البرامج والمشاريع الثقافية والتاريخية والاجتماعية داخل البلدة القديمة في الناصرة، موجه للأجيال الشابة، كما أن هذا الكتاب هو جزء من مشروع ثقافي كبير تقوم به جمعية "إنماء" بدعم من مؤسسة التعاون التي لها باع طويل في دعم العمل الثقافي والاجتماعي.

التعليقات