29/06/2010 - 14:36

نشرنا ثلاثة أعمال لدرويش في السويدية ونقلنا للعربية روايتين للكاتب السويدي الذي شارك في 'أسطول الحرية'

نشرنا ثلاثة أعمال لدرويش في السويدية ونقلنا للعربية روايتين للكاتب السويدي الذي شارك في 'أسطول الحرية'
من سميرة عوض:
كرم ملك السويد كارل غوستاف وبحضور الملكة سيلفيا في شهر حزيران 'يونيو'، المترجمة والناشرة السويدية من أصل أردني منى زريقات هنينغ، بمنحها وساماً رفيعاً، في احتفال أقيم في القصر الملكي في ستوكهولم، وذلك تقديراً لجهودها في ترجمة الأدب السويدي إلى اللغة العربية، ما جعل هذا الأدب معروفاً في الوطن العربي.
وبهذه المناسبة يأتي حوار 'القدس العربي' مع زريقات، ليضيء فكرة 'دار المنى' التي أسستها منى هينينغ في ستوكهولم في العام 1985، التي أخذت على عاتقها مهمة نشر أعداد كبيرة من الكتب السويدية المخصصة للأطفال من مختلف الفئات العمرية، بعد ترجمتها إلى اللغة العربية، فضلا عن نقل الأدب العربي للغة السويدية.
* منحك ملك السويد كارل غوستاف وبحضور الملكة سيلفيا، وساما رفيعا في القصر الملكي بستوكهولم.. ماذا عما انتابك لحظة التكريم؟
ـ في مثل هذه اللحظات تمر حياة الانسان في فيلم مختصر أمام عينيه، وهذا ما اختبرته. رأيت عائلتي، قرأت أحرفها، وطالبت بالمزيد. رأيت أيضا فرحي بوصول سفينتي إلى شاطئ النجاح، وتذكرت الوالدة -على وجه الخصوص- لأنها كانت تشاركني دائما فرحي كلما صدر كتاب جديد، لا سيما عندما كانت 'دار المنى' في بداياتها. رأيت أيضا عيون الأطفال التي تطلعت بشغف إلى تلك الكتب، وحلّقت في عوالم حكاياتها، كل هذا في اللحظة التي سيكرمني فيها ملك السويد وأنا القادمة من بلاد أخرى وثقافة أخرى.
باختصار، كنت سعيدة وسعيدة جدا.
* قوبل تكريمك بحفاوة إعلامية عربية، أيضا، هل من تهنئة خاصة لديك بهذا الخصوص من مؤسسات عربية، مثلا، تهتم بكتاب الطفل؟
ـ أنا شاكرة بحق لكل الذين أسعدهم تكريمي، لكن التهنئة الأجمل، جاءت من فلسطين، وتحديدا من مؤسسة تامر للتعليم المجتمعي في فلسطين، وكم شعرت بالفخر أنني أديت رسالتي، واسمحي لي أن أقتبس من رسالة المؤسسة (... تود مؤسسة تامر للتعليم المجتمعي إبلاغك بأنها تشعر بالفخر الشديد لحصولك على هذا التكريم، كما تود أن تبلغك بإحساسها بالعرفان لكل ما قمت به من عمل وكل ما بذلته من مجهود خلال السنوات الماضية التي عملت فيها على نقل درة أدب الأطفال العالمي إلى اللغة العربية، لما في ذلك من عميق الأثر في عقول وقلوب أطفالنا، ولمعرفتنا الأكيدة بأن جهودك هذه ساهمت، ومازالت تساهم، في خلق فضاءات جديدة لأطفالنا وفي منحهم مساحات رحبة وأكثر اتساعاً مما تمنحهم الحياة في الكثير من البقع في العالم. ولأننا ندرك أن للكتاب قيمة تتعدى الوصف، وندرك أيضاً أن الأدب، وتحديداً أدب الأطفال، هو الفسحة التي نتحرر فيها من كل القيود والأعباء والحرمان، فإننا في مؤسسة تامر للتعليم المجتمعي ننقل لك وساماً من أطفال فلسطين ومن فتيانها ومن مؤسساتها، تقديراً لما كرسته من وقت وجهد في وضع العالم، ولو بجزء صغير منه، بين أيديهم وأيدينا، متمنين لك التوفيق، ومنتظرين المزيد من أدب الأطفال القيم والخلاق من دار المنى في السويد).

زرت والكاتب السويدي أولف ستارك فلسطين..

* أظنك زرت فلسطين؟ ومن هنا نشأت العلاقة مع مؤسسة تامر الفلسطينية؟
ـ كنت والكاتب السويدي أولف ستارك في زيارة إلى فلسطين بدعوة من وزارة الثقافة الفلسطينية أواخر شهر كانون الثاني الماضي، حيث التقينا خلال هذه الزيارة مجموعات من الأطفال الفلسطينيين وعدد'من المثقفين والكتاب الفلسطينيين، كما قمنا بزيارات لوزارة الثقافة ولعدد من المؤسسات الثقافية من بينها مؤسسة تامر للتعليم المجتمعي، ومركز أوغاريت للنشر والترجمة، وزرنا العديد من المدن الفلسطينية، ومن بينها مدينة القدس.
وكنت في العام 1995 قد شاركت ببرنامج تدريبي أقامته وزارة التربية والتعليم في السلطة الفلسطينية، وبدعم من مؤسسات دياكونيا السويدية لتدريب معلمي رياض الأطفال وأمناء المكتبات على أهمية أدب الطفل واستخدامه لتنمية مهارات الطفل القرائية.
* نود نبذة عن تأسيسك لدار المنى للنشر.. لماذا.. وكيف جاءت الفكرة؟
ـ أسست دار المنى بمحض الصدفة، وذلك لما رأيت أختي التي تقيم في الأردن تقرأ لأطفالها القصص باللغة الإنجليزية، وسألتها عن السبب. ثم اتضح لي أن هذه الظاهرة متفشية في العالم العربي، وأنها تُعتبر شيئا عاديا من غير الانتباه إلى العواقب. وأي أمة في العالم تفقد هويتها إذا ضعفت لغتها. ومن خلال متابعتي المستمرة لنشاط الحركة الثقافية الدائب في السويد رأيت كيف أن هذا البلد الذي لا يتعدى تعداده الـ 9 ملايين نسمة، يدافع عن لغته بكل الوسائل. واكتشفت أن مفتاحهم السحري في إكساب الطفل لغته الأم وغرسها فيه هو التركيز على مرحلة الطفولة. فالكتب الموجهة للأطفال متوافرة في كل مكان سواء في المكتبات المدرسية أو المكتبات العامة، ناهيك عن دور نشر الكتب أو بيعها التي لا يكاد يخلو منها أي حَي من أحياء المدينة أو القرية أو أي منطقة تجمّع سكني مهما صغرت مساحتها.
الصغير والكبير هنا، يتكلّم لغته ويقرأها بطلاقة من غير أن يطعّمها باللغات الأخرى كالإنكليزية والفرنسية كما نفعل في عالمنا العربي، حيث نتباهى بإتقاننا للغات الأخرى أكثر من تباهينا بلغتنا الأم. كل هذا أردت أن أغيره، نعم، أقول هذا بلا مواربة وبكل تصميم. من رحم هذه الفكرة ولدت 'دار المنى'. ولأني لمستُ نقصا في الكتب العربية الموجهة للأطفال لما أسست الدار في مطلع الثمانينات، ولدت مع الدار فكرة نقل الثروة الأدبية السويدية إلى العربية. جاء هذا لاقتناعي الكامل أنه ينبغي أن يكون الطفل على علاقة حميمة مع اللغة والكتاب من يومه الأول في عمره.

الأمل وتحقيق الأهداف..

* وماذا عن أسمها الذي يحمل أسمك؟
ـ هناك العديد من المؤسسات في العالم التي تحمل اسم مؤسسيها. وكلمة المنى فيها أيضا المعنى العربي للكلمة؛ الأمل وتحقيق الأهداف.
* هل تعتبرين مهمتك التعريف بالأدب العربي.. أم نشر الثقافة السويدية في العالم العربي.. أيهما يأتي أولا؟
ـ لا تهدف 'دار المنى' إلى الترويج إلى ثقافة ما على حساب ثقافة أخرى. ما أراه في الواقع هو أن الاطّلاع على الثقافات الأخرى والتعرف إليها عن كثب شيء حضاري. المهم هنا هو أن نظل على علاقة وثيقة مع لغتنا الأم عن طريق قراءة الآداب والعلوم الأخرى بها، كما فعلت الأمم الحية التي أولت الترجمات عناية كبيرة، ولقحت بها الإنتاج المحلي، تماما مثلما فعلنا أيام بيت الحكمة. لو نظرنا إلى الوضع الثقافي في عالمنا العربي، وكيف تدهور وتقوقع في الأربعين سنة الماضية أي منذ نكسة حزيران/يونيو1967 سنرى أن أي شيء نستطيع فعله في هذا المجال سيصب بلا ريب في مصلحة ثقافتنا ونهوضنا. الترجمة وسيلة وليست غاية. وبحكم أنني أعيش في السويد أجدني في وضع مثالي من حيث تولي ترجمة أعمال نوعية ومنهجية لكتّاب كبار كانت أسماؤهم غائبة تماما عن عالمنا العربي، خصوصا أن البعد الجغرافي لهذه الدول الاسكندنافية واختلاف لغاتها لا يساعد على التواصل معها بسهولة.

نقلت درويش إلى السويدية..

* أهم الكتب التي قدمتها دار المنى مترجمة.. من وإلى اللغة العربية؟
ـ نقلت من العربية إلى السويدية ثلاثة دواوين شعر للشاعر المبدع محمود درويش. أما من السويدية إلى العربية فساهمت بنقل مجموعة جيدة من الكتب المتخصصة في مجال أدب الطفل والناشئة لكثير من الكتاب السويديين الروّاد الذين يتمتعون بشهرة عالمية؛ ومنهم على سبيل المثال الكاتبة أستريد ليندغرين مؤلفة 'جنان ذات الجورب الطويل'، و'الأخوان'، و'ميرابل'، و'ميو يا ولدي'. وهناك شخصية برهان الذي ارتبط اسمه باسم 'دار المنى' لأنه كان من أول إصدارات الدار؛ فالعديد من الأطفال يعرفون قصص هذا الولد الصغير في حكاياته اليومية مثل 'تصبح على خير يا برهان' و'احذر المنشار يا برهان'.
* لَمَ كان خيارك واهتمامك الكبير بثقافة الطفل والناشئة؟
ـ الأطفال هم حجر الأساس، ومنهم يأتي الكتاب والمفكرون وصنّاع القرار. التملك من اللغة الأم هو الوسيلة الوحيدة والسلاح الوحيد للدفاع عن الرأي، وتثبيت قواعد الديمقراطية. كم من مرة سمعنا الكتاب الكبار في الغرب وهم يتحدثون عن أهمية الدور الذي لعبته القراءة في حياتهم، أو أهمية الدور الذي لعبه استماعهم في طفولتهم إلى الحكايات التي أطلقت عنان خيالهم وساعدتهم في تنمية لغة تصويرية سحرية في رواياتهم وقصصهم. هذا، في حين أن نسبة توافر مثل هذه الميزات في عالمنا العربي كانت ضئيلة جدا أو حتى لم تكن متاحة مع الأمية المتفشية في كثير من البلدان إلى اليوم. إن كتاب الطفل ليس مجرد أي كتاب، فهو كتاب صعب التأليف وصعب الإنتاج أيضا. وطبعا نحن نعرف أن هذا النوع من الكتب حديث العهد في عالمنا العربي، على الرغم من التجارب الفردية التي أخذت مجراها في القرن الماضي. إن كُتّاب الأطفال المتخصصين هم نُدرة في اللغة العربية، والطفل قارئ لا يساوم في ذوقه. فالكتاب الذي لا يحمل أهم المواصفات الأدبية لن يجد طريقه الى قلب الطفل وعقله. وعندما أسست 'دار المنى' كنت قد لمست بنفسي النقص الكبير في هذا المجال، فقررت التركيز عليه وكلي أمل بإنشاء علاقة وثيقة بين الأدب السويدي والأدب العربي، آخذة بعين الاعتبار ما يتمتع به كتاب الطفل في السويد من شهرة عالمية تتجاوز الحدود الإقليمية وعوائق اللغة. وكذلك أوليت أدب الناشئة اهتماما كبيرا لأنه ما زال فيه نقص كبير عندنا إلى يومنا هذا. ولأكون على بينة مما أفعله أحرص على إقامة تواصل دائم مع قطاع كبير من المدرسين في العديد من الدول العربية، وأحرص على سماع آرائهم وملاحظاتهم التي تتركز في الغالب حول أن الأطفال ما بين 10 إلى 14 أو 15 من العمر ليس لديهم مواد للقراءة خاصة بعوالمهم وطموحاتهم. وهذا ما دفع أيضا 'دار المنى' إلى محاولة نقل العديد من الروايات الكلاسيكية غير السويدية؛ مثل 'الحديقة السرية' للكاتبة هودجسون بيرنيت، و'آن في المرتفعات الخضراء' للكاتبة مونتغمري، و'أولاد سكة الحديد' للكاتبة اديت نيسبت، التي صدرت حديثا، إضافة إلى كتب هنينغ مانكل الموجهة إلى الفتيان والفتيات مثل 'سر النار' و'جسر إلى النجوم'.
* فازت الرواية المرشحة من مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم 'لنخرج ونسرق الخيول'، للأديب النرويجي بيير بيترسون، بجائزة راشد بن حميد للثقافة والعلوم بعجمان، وهي من الكتب الصادرة عن دار المنى. ماذا عن هذا الفوز؟
ـ سكينة إبراهيم هي التي نالت الجائزة عن هذه الرواية. جائزة راشد بن حميد هي لأفضل كتاب مترجم لعام 2009. وسكينة ابراهيم ترجمت اعمالا عديدة لدار المنى، وأعتقد أن هذه الجائزة تستحقها سكينة ابراهيم عن كل جدارة. أما رواية 'لنخرج ونسرق الخيول' فقد حصلت على جوائز عديدة، داخل النرويج وخارجها، كجائزة امباك الدولية وكأهم الروايات بين 100 رواية اختارتها نيويورك تايمز لعام 2008 .


أدوات التعريف بالأدب المترجم..

* كيف تنظرين إلى أهمية الجوائز في تشجيع المبدع، وتحديدا في حقل الترجمة؟
ـ هذه الجوائز لها أهمية كبيرة في مجال الأدب المترجم. كما يعرف الجميع هناك نقص في الإعلام العربي عندما يأتي الأمر إلى التعامل مع آداب البلاد الأخرى. فهؤلاء الكتاب الكبار الذين أقوم أنا أو غيري بنقل أعمالهم إلى اللغة العربية هم تقريبا غير معروفين في الثقافة العربية ولدى القارئ العربي، ولذلك فإن التسويق لكتبهم في الشارع الثقافي العربي يكون عملية صعبة، ناهيك عن أنه ليس لدينا نقاد متخصصون منهجيا في هذا المجال. بينما نجد أن معظم الصحف اليومية في البلدان الأوروبية والعالمية لديها قسم خاص بالنقد والأدب، فهي تتلقف كل ما هو جديد في الساحة وتلقي الضوء عليه وتعرف القارئ به. في كثير من الأوقات يقوم النقاد في العالم العربي بعرض أحداث الكتاب وتسلسلها وأحيانا حبكتها عندما يتناولونه، بحيث يقضون عليه من قبل أن يطرح في المكتبات؛ إذ من منا قد يرغب في قراءة كتاب عرف تفاصيله؟
من الأمثلة على صعوبة التسويق، يمكن أن أشير إلى الكاتب هنينغ، الذي يعتبر من أبرز الروائيين الذين كتبوا الرواية البوليسية. والرواية البوليسية تكاد تكون غير معروفة في عالمنا العربي كجنس أدبي مستقل. وعندما أتيت بروايتيه 'قاتل بلا وجه'، و'الكلاب في ريغا'، وجدت صعوبة في تسويقها فلا أحد يعرف الكاتب أو يعرف أهميته في بلاده. ومؤخرا بدأ اسم هذا الكاتب يتردد في عالمنا العربي، خصوصا بعد ظهوره مع أسطول الحرية إلى غزة، وبعد أن أعلن آراءه ضد الحصار الظالم على أهل غزة. وإني أرجو أن يكون هذا قد أعطى الناس فكرة عنه وأن يكون قد استحثهم ولو بدافع من الفضول إلى قراءة كتبه ورواياته. ولكن ماذا عن كتّاب بارزين آخرين؟ ماذا يمكن أن يدفع القارئ العربي إلى قراءة كتبهم في حال لم يكن هناك 'أسطول حرية' يكشف لنا مدى أهميتهم؟
من هذا المنطلق أعتقد أن هذه الجوائز وغيرها مما يساعد على نشر أخبار الكتب هي أدوات مهمة في التعريف بالأدب المترجم، وهذا بالطبع مع الزمن سيعطي نتائجه.
* هل ترين أن غلاء الكتب.. يسهم في إبعاد المجتمع العربي عن الكتاب؟... كيف يمكن إعادة اللحمة مع الكتاب؟
ـ أي سلعة غالية الثمن لها عموما تأثير سلبي، وهذا ينطبق على الكتاب بطبيعة الحال. لكن ضعف الإقبال على القراءة أو عدم تنمية هذه العادة لدى الناس هو السبب المباشر وليس سعر الكتاب. وعندما تقوم دار النشر بطباعة نسخ قليلة وتضطر إلى أن تتنقل بها في هذا العالم العربي الواسع بالبر والبحر والجو، مع الرسوم التي يجب دفعها هنا وهناك يزيد كل هذا من تعقيد العملية المتشابكة بين سعر الكتاب والإقبال على القراءة. ولكن لي تجربة في هذا الموضوع، ففي إحدى السنوات تجمع لدي فائض كبير من الكتب في المستودع في الأردن، فقمت حينها بوضع خصم 50% على أسعارها. هل تعتقدين أنها بيعت؟ لا أبدا، لم يحدث هذا! فالكتاب ليس من أولويات قائمة الشراء لدى المستهلك لدينا.

السويد الأكثر إقبالا على القراءة

*هل يقرأ الطفل السويدي؟ ماذا يقرأ؟ وما مساحة الوقت المخصص للقراءة؟
ـ معروف عن السويد في إحصائيات مدونة أنها تتصدر قائمة الشعوب الأكثر إقبالا على القراءة في العالم. وهناك اهتمام كبير بحثّ الطفل من سنين حياته الأولى على القراءة، مثل المكتبات المدرسية والمكتبات العامة، وثمة ميزانيات مخصصة لشراء الكتب، بحيث ان ثلثي الطبعة الأولى من أي كتاب يذهب إلى هذه المؤسسات والثلث المتبقي يذهب إلى دور الكتب التجارية!
الطفل يقرأ كل ما هو متوافر من حكايات شعبية وأدب حديث وأدب مترجم وكتب علمية عديدة مقدمة بطريقة ممتعة تشد الطفل اليها.
هناك مكتبيات متخصصات ومدرسون يؤمنون بأهمية القراءة الحرة، وهناك وعي لدى الأهالي بأهمية الكتب وأهمية القراءة.
كيف يمكن الاستفادة من تجربتك في السويد في كيفية جعل الكتاب صديقا للطفل العربي/ العائلة العربية؟
ـ على مدى هذه السنين شارك تجربتي في مضمار أهمية القراءة للطفل، الكثير من المدرسين، في مؤتمرات عديدة وورشات عمل. ولا أحد يجهل أن هذه العملية لا تحدث وتتم بين ليلة وضحاها. هناك الكثير مما ينبغي عمله في هذا الميدان. ولكن أهم شيء هو الوعي بأن لدينا مشكلة، وأن علينا العثور على حلول لها. الجهود الفردية مشكورة دائما، ولكن عندما يتعلق الأمر بمصير أمة ومستقبلها لا بد من وجود قرار سياسي يتوج هذه الجهود ويعطيها شرعيتها.

كيف تأقلمت مع المكان في السويد، وأنت القادمة من جو مناخي (طقس) مختلف؟
ـ أحب الطبيعة كثيرا، وعلمت نفسي أن أعشق المطر والثلج، وحتى الظلمة التي تهيمن على السويد في فصل الشتاء. الطبيعة السويدية لها أثرها في الأدب السويدي وفي موسيقى وأغاني هذا البلد وثقافته. أنا أعشق ذلك كله، وأجد أن هذا الانصهار العفوي مع الطبيعة يعطيني قوة هائلة وأملا ودفئا داخليا كذلك.
ربما كنت من المحظوظات في تجربة الغربة هذه. فيها بالطبع ألم الفراق والنزوح عن الأهل والأحباء والوطن، ولكن كان هناك ما يعوض عن هذا الفقدان. كونت عائلة لي، واكتسبت أصدقاء جددا واغتنيت بتجربة الاندماج مع الآخر والتعرف إلى ثقافات أخرى.

مشاريع 'المنى' المقبلة

هل من عودة الى الأردن؟
ـ لا أعتقد، هذه بلاد شربتُ من مائها، وأصبحت هي والأردن في قلبي.
هل من مشاريع متوقعة مع العالم العربي قريبا. ما هي؟
ـ هناك مشاريع قامت في الفترة الأخيرة كمشروع محمد بن راشد آل مكتوم وأرجو أن يعود قريبا مرة اخرى.
* وماذا عن مشاريع دار المنى؟
ـ دار المنى بصدد نشر رواية جديدة لجوستاين غاردر مؤلف 'عالم صوفي'، ورواية 'المهاجرون' لويلهم موبيرغ، و'الطريق إلى القدس' للكاتب يان جيو.

عن القدس العربي
-------------------

شرح صور
ملك السويد كارل غوستاف وبحضور الملكة سيلفيا يكرم المترجمة والناشرة منى زريقات هنينغ.

التعليقات