31/10/2010 - 11:02

أصغر قاصة في العالم : الكتاب العرب يقدمون للطفل كتبا ساذجة

-

أصغر قاصة في العالم : الكتاب العرب يقدمون للطفل كتبا ساذجة
عابت اصغر قاصة في العالم على الكتاب العرب المتخصصين في الكتابة للطفل ما قالت انه"تقليل من شأنهم وتصغير لدورهم في المجتمع."

وقالت سمر سمير المزغني القاصة التونسية التي دخلت موسوعة جينيس للارقام القياسية باعتبارها اصغر قاصة في العالم " الكتاب العرب خاصة المتخصصين للكتابة للطفل "وهم قليلون" لا يفهمون نفسية الطفل جيدا ويقدمون له كتبا ساذجة وتقلل من دوره في المجتمع.". وتضيف "هناك محاولات تدعو للفخر ولكن اغلبية الكتاب يصغرون من دور الطفل في المجتمع ويقدمونه على انه كائن سلبي ولا يفعلون دوره وبالتالي نجد الاطفال ينفرون من هذه القصص."

وتعتقد سمر (16 سنة) بمناسبة تكريمها من مؤسسة الفكر العربي التي تعقد مؤتمرها الثالث في مراكش في الفترة من الاول حتى الرابع من ديسمبر كانون الاول الحالي ان الكتابة في سن مبكرة لم تسرق منها طفولتها.

وتقول "الطفولة والكتابة تتكاملان ولا تتنافران لانني لم اترك اي واحدة تؤثر على الاخرى."

وتضيف "عندما اكتب فانني اكتب بلغة الطفل وعيونه وبالتالي فالطفولة موجودة في كتاباتي."

وتتابع قائلة "اما عندما العب وامرح فانني العب بثقافة معينة استمدها من الكتب ومن المطالعة ومن القراءة وبالتالي فهو تكامل يجعلني اعيش طفولتي بتوازن."

ونشرت سمر اول قصة لها في مجلة عرفان التونسية وهي لم تتجاوز بعد سن

العاشرة.

وظن المثقفون والاعلاميون التونسيون في البداية ان الامر لا يعدو ان يكون تشجيعا من الاب المعروف باهتمامه بالثقافة والادب المحامي التونسي الراحل سمير المزغني.

لكنها سرعان ما ظهرت في وسائل الاعلام تتحدث بنفسها عن نفسها وتجربتها بلغة عربية سلسة وافكار تسبق سنها بكثير.

واصدرت سنة 1999 اول مجموعة قصصية لها هي"حلم في حديقة الحيوانات" و"صديقة" وبعد ذلك بسنة "محاكمة ذئب" و"وغدوت ..نملة" و"قصص من العالم الجميل" و"عندما تمطر السماء". وتوالى الانتاج بغزارة لتدخل كتاب جينيس للارقام القياسية وتكرمها اكثر من شخصية عربية ودولية.

وقالت امها العراقية الاصل سحر المزغني التي رافقتها في رحلة تكريمها في مؤتمر مراكش "انها تطالع الكتب بطريقة مذهلة حتى في فترات امتحانها اجدها تطالع الكتب وقد تسهر للصبح وهي تطالع."

ولا تنكر سمر ان لوالديها الفضل الكبير في ثقافتها الواسعة واهتمامها الادبي في سن مبكرة جدا اذ تقول ان لوالدها الراحل سمير المزغني بالخصوص الفضل الكبير في تشجيعها.

وتقول "لقد كان يشجعني دائما ماديا ومعنويا من خلال ابوته وثقافته الواسعة التي كنت انهل منها كما شجعتني امي العراقية الاصل ذات التكوين العلمي والمالي."

وتقول امها سحر ان اهم شيء هو تربية ابنائها باحترام شديد "منذ ان يكون عمرهم يوما واحدا اتعامل معهم ككبار في السن واحاورهم ولا اقلل من شأنهم."

ولم ينحصر تأثر سمر بوفاة ابيها في الدائرة العادية التي يستقبل بها كل شخص وفاة عزيز عليه.

لكن هذا التأثر كان باحساس مرهف ورؤية فنية عالية لا تتوفر الا للمبدعين والفنانين.

وفي هذا الصدد تقول سمر "بدأت كتاباتي تصبح فلسفية اكثر فيها عمق وحزن ورومانسية."

وتضيف "اصبحت المواضيع تطغى عليها صبغة الذاتية ولكن في نفس الوقت تقدم افكارا ومواضيع قد تفيد الشباب والاطفال في العالم العربي."

وتتأسف سمر على الطفولة في العالم العربي لانها "تعاني من الجوع والفقر والامية والتهميش."

وتتساءل "هناك اطفال يضطرون لترك المدرسة ليشتغلون لسد الرمق كيف نحدثهم عن الكتاب؟"

ولفتت سمر انظار المشاركين في المؤتمر الثالث للفكر العربي بمراكش بتدخلاتها الجريئة واثارة نقاط لم يتناولها المشاركون انفسهم كمشكل الثقافة الجنسية عند الشباب العربي.

وتصر سمر على ان مجالها هو الكتاب حتى في ظل تجربة اعلامية.

وسبق لها ان قدمت في قناة تونس 7 برنامجا عن الكتب والقصص للاطفال.

وتعتبر سمر هذه التجربة هشة "لانها لم تستمر طويلا" وتقول "لن اكون مقدمة برنامج او مسابقات وانما مجالي هو الثقافة والفكر."

وبالاضافة الى المطالعة تهتم سمر بالموسيقى اذ تعزف على البيانو وتتابع التلفزيون وتقابل اصدقائها.

وهي تتابع دراستها بتفوق في السنة الثانية ثانوي ادبي في ثانوية "خزندار" في تونس العاصمة.

وتقول انه بتنظيم جيد لوقتها تستطيع ان توفق بين موهبتها ودراساتها.

رويترز

التعليقات