31/10/2010 - 11:02

احتفالية بماسية اكتشاف أبجدية أوغاريت

-

احتفالية بماسية اكتشاف أبجدية أوغاريت
بمناسبة احتفال سوريا بمرور 75 عاماً على اكتشاف الفرنسي فيشر لمدينة أوغاريت وعلى أبجديتها ذات الستة وعشرين حرفاً والتي أخذت عنها الأبجديات الأوروبية الإغريقية واللاتينية والسلافية أشكالها ورموزها والتي قدمت للبشرية في سعيها الحضاري أهم مفاتيح المعارف والعلوم والفنون والآداب قدم الباحث غازي أبو دقة محاضرة في النادي الثقافي العربي في الشارقة قال فيها إن بلاد الشام امتداد شمالي لشبه الجزيرة العربية منذ الألف الثالث قبل الميلاد جاءتها هجرات سجلها الأثريون والمؤرخون منها هجرة الكنعانيين في ذلك الوقت المبكر لأسباب تتعلق بالسعي نحو الرزق والتوسع بعد مؤثرات جلفاف تزحزحت بالخضرة والأمطار والمياه نحو الشمال والجنوب.

واشار إلى أن الحضارة لم تكتمل إلا بعد أن تفتقت عبقرية ذلك العصر عن تطوير أشكال تصويرية تعبر تعبيراً بدائياً عما يحدث وعما يروى من حديث تم تطويرها إلى رموز دقيقة ومحددة وصلت أفضلها وأدقها في أوغاريت إلى 26 شكلاً جعلت الكتابة والتدوين عن اللسان العربي الكنعاني فتحاً مبيناً في عالم المعرفة والحضارة. وبذلك تقرر البداهة أن الإنسان الذي يعرف القراءة والكتابة والتدوين هو الأقرب إلى الرقي والكمال من الذي لا يعرف هذه النعمة.

وأضاف أبو دقة أن قدموس وهو ابن أجنور ملك صور الينيقي وهو شقيق أروبة أو عروبة التي غادرت ديارها إلى المجهول قد كلف نفسه للبحث عنها على ضفاف وجزر البحر الفينيقي حتى وجدها وقد أرفأت بأسطولها وأعوانها إلى بقعة لا يعرف لها اسم حتى ذلك الوقت إلى الشمال لبضعة كيلومترات شمال شرق أثينا عاصمة اليونان اليوم ، وقد بنت فيها أول مدينة فوق الأرض في تلك الأصقاع التي كان سكانها يسكنون الكهوف تحت الأرض ووجدها قد أطلقت على تلك المدينة اسم طيبة ليصبح اسمها فيما بعد ثيبيس حين تتكون لأهل البلاد شخصيتهم وذاتيتهم. أما وقد تصالح قدموس مع عروبة فقد ضم أسطوله إلى أسطولها لتمضي تجارتهما إلى تخوم هذه القارة التي لم تكن تحمل اسماً فيطلق عليها اسم عروبة والتي تصبح بعد لعثمة في اللسان أوروبا نسبة إلى عروبة بنت أجنور ملك صور وأخت قدموس، وبذلك مضى قدموس وتجار الأشرعة القرمزية الفينيقيون في تعاملاتهم التجارية مع حواضر الشواطئ الشمالية والجنوبية يدونون ويحسبون ويكتبون الخواطر والأفكار التي سرعان ما تعرف عليها سكان تلك الأصقاع.

وأضاف أبو دقة قائلا ان شعلة الحضارة التي تنطلق متألقة من أوغاريت وارواد وجبيل وصيدا وصور وعكا وغزة أضاءت بنورها الخافقين وإذ تنشد أثينا الحكمة وتتلبس معناها وكذا إسبارطة وكورنث ورودس وغيرها فإن التواصل كان على أشده خلال القرون الخامس والرابع والثاني قبل الميلاد. وهناك من يؤكد على الأصل العربي للحضارة اليونانية منهم المؤرخ الفرنسي بيير روسي.

وأشار إلى عدد من القادة السياسيين ورجال الفكر من أصول عربية قد اعتلوا أرقى المناصب السياسية والفكرية في العالمين الإغريقي والروماني كما اعتلى عرش الإمبراطورية الرومانية سبعة أباطرة عرب منهم فيليب أوفيليبوس الحوراني من شهبا بجبل العرب في سوريا وانطونيان كراكلا الذي اعتلى عرش الإمبراطورية الرومانية. هذا ومثلما جاءت أوغاريت بالأبجدية فإن جبيل جادت بالورق والكتابة حتى أطلق عليها اسم بيبلوس أي الورق المكتوب.

وحملت أوغاريت وعموم الفينيقيات إلى العالم رسالتين إحداها الكتابة والفكر والثانية الهداية الروحانية ممهدة للوحدانيات الكبرى في المسيحية والإسلام على وجه الخصوص التي اكتملت بها الحياة البشرية. وهي الرسالة التي أطلقتها أوغاريت منذ أكثر من أربعة آلاف عاماً لتشع حضارة ومدنية وإبداعاً. وقد أعقب المحاضرة بعض الملاحظات والمداخلات من الحاضرين إضافة إلى العديد من الأسئلة التي فتح موضوع المحاضرة الباب لها على مصراعيه نظراً لأهميتها.

التعليقات