31/10/2010 - 11:02

افتتح في الطيرة المعرض الدولي "جواز سفر" لذكرى الشاعر الكبير محمود درويش

-

افتتح في الطيرة المعرض الدولي
افتتح في مدينة الطيرة "ستوديو – جاليري 48" للفنان نائل قادري والفنانة ناديا غضبان قادري برعاية بلدية الطيرة في قاعة بيت المسنين وذالك يوم السبت 11.07 ، معرض للفن التشكيلي تحت عنوان " جواز سفر".

افتتح المعرض بحفل حاشد بحضور القائم باعمال بلدية الطيره السيد عبد السلام قشوع، رئيس المجلس المحلي جديده المكر محمد شامي، وممثل عائلة الشاعر الراحل محمود درويش محاسن قيس، والعشرات من الجمهور من المدينة وضواحيها، حيث رحب بالحضور القائم على المشروع صاحب جاليري 48 الفنان التشكيلي نائل قادري، ، كما وشكر جميع الفنانين المشاركين، وخص بالذكر الناشط المتطوع ماهر كنعان من مؤسسة الحق والاصلاح وجمعية سند التي ترعى المعرض.

معرض جواز سفر الذي افتُتح ، في ذكرى ميلاد الشاعر الراحل محمود درويش، وهو المعرض الذي أُنجز بعد رحيل درويش (رحل في التاسع من آب 2008)، بتضافر جهود 27 فناناً فلسطينياً استوحوا أعمالهم من شعر درويش. المعرض ضمّ أجيال فنية متعددة، وتجارب إبداعية متنوعة بين الرسم بالإكريليك والنحت والكولاج والتركيب.

واكد الفنان نائل قادري ان هذا المشروع هو ثمرة العمل المشترك جمع العديد من الاصدقاء والفنانون من المثلث كامل ابو رقيه من ميسر، الفنان نعيم قاسم من الطيره، الفنان شيبلي من الفرديس، بروفيسور صدقي صادق. يجذر بالذكر ان المعرض قد حط في مدينة الطيرة بعد ان عاد من الاردن حيث اقيم المعرض بمؤسسة خالد شومان - دارة الفنون, في عمان, بعد عرضه في متحف جامعة بير زيت, وافتتاحه في جاليري المحطة في رام الله, منظم المعرض.

في معرض جواز سفر لوحة بورتريه لدرويش رسمها بالفحم محمد أبو ستة، ، عمل لخالد حوراني يتشكل من سلسلة من اللوحات، تبدأ الأولى بالبياض، تليها لوحات سُطرت عليها كلمات درويش، وتنتهي السلسة بلوحة سوداء تعلن الحداد حضرت كذلك في أعمال المعرض، فجاء عمل فيرا تماري ليجسد بالألوان وقطع القماش الشفافة المثبتة على سطح اللوحة، هيئةَ إنسان يتماهى مع خريطة فلسطين، في إشارة لتعالق الشاعر معها، وقد باح لها

بالنص المستوحى منه العمل . أنجز الفنان نائل قادري بعمله الإكريليك على القماش، حيث يعانق درويش جسدٌ تموّج بألوان الأخضر والأسود والأحمر، وهي ألوان علم فلسطين التي ناجاها درويش,نائل قادري برؤيته التكعيبيّة في لوحة بلا عنوان مرفقاً بها قصيدة «حنينٌ إلى الضوء». يرى قادري درويش شخصية شعريّة، فيرسمه تكعيبيّاً بتفاصيله المعروفة: النظارة، والشعر الذي يشقرّ مع تقدّم العمر، والياقة المفتوحة من دون ربطة عنق. أما المرأة، فتستقرّ على كتفه، مقلوبة الرأس، طابعةً قبلة.

درويش الذي عانق الوطن بكلماته، تعانقه كلماته في لوحة نبيل عناني التي شكّلَ بورتريه درويش بؤرتها لتنبثق من حوله كلمات القصيد. أما لوحة الإكريليك التي أنجزها أيمن حلبي فكانت لهيئة رجل يهمّ بالمسير، يمكن الحدس أنه درويش، الذي غابت ملامحه في تمازج الألوان القاتمة. عبد الرحمن المزين الذي قدم لوحة بالحبر تحتشد فيها مجاميع فلسطينية تميزت بلباسها التراثي المُبرز بتفاصيلية فسيفسائية، مؤطرة بشكل نسر مثبّت الجناحين والقدمين على الصليب الموشح بمقاطع من شعر درويش، فيما يمتد ريشه مواصلاً النمو في دوامات تشي بانبعاث جديد للحياة، وهي مستمدة بوحي من عابرون في كلام عابر ، القصيدة التي كتبها درويش في بداية الانتفاضة الأولى (1987 - 1993).كذلك، احتشدت المجاميع الموشحة بالسواد في لوحة عصمت أسعد، وبدت ملامحها غائبة في ظلال الألوان القاتمة. أما في عمل طالب الدويك فكانت المجاميع لوجوه حُددت بخط ذهبي نافر، ولُونت عيونها المحملقة وأفواهها الفاغرة بالأبيض، فيما كان الأسود حاضراً بقوة على سطح اللوحة. الوجوه المتعددة بدت وجهاً واحداً ينظر في المرآة.

تبرز قصة الأرض والإنسان في عمل سليمان منصور؛ جسدان عاريان يحنو كل منهما على الآخر بحميمية، يقدم حسني رضوان عملاً من مواد مختلطة: كرتون وورق مقوى ألوان ومسامير وخشب، لينجز شكلاً متداخلاً لكتاب ذي طبقات مركبة أكبر ثم أصغر فأصغر، معبّراً عن حالة حصار؛ حصار للجملة والكلمة وحتى الحرف الفلسطيني،.

ومن قصيدة درويش امرأة جميلة في سدوم ، ذات الصبغة الأسطورية، يستمد أحمد كنعان فكرة عمله النحتي من الخشب والنحاس، والذي يصور عنات بما توحي إليه من خصب وتجدد، تقف شامخة بعصاها رمز القوة. هذا العمل من ضمن أعمال أخرى في المعرض حضرت فيها المرأة بوصفها فلسطين، كمنحوتة البولستر الملون بالأسود لجسد امرأة يضيق عند الرأس، فيما يصبح ضخماً عند الخصر والقدمين، و لمنذر جوابرة لوحة من الإكريليك لهيئة امرأة محاصرة بالسواد المظلم، فيما يقدم بشار الحروب وجهاً غامقاً ملطخاً بالأسود يحيطه بياض صامت كالموت. فاتن نسطاس بعمل مركّب من قطع خيش، على كلٍّ منها زهرة أو مجموعة أزهار مجففة. القطع موصولة بعضها ببعض بخيوط حمراء، رأفت أسعد، فيقدم لوحته عبر دوامات من الأبيض الذي يغطي ندوباً نافرة على سطح اللوحة، فهد حلبي لوحة محزَّزة بخطوط طولية وعرضية متقاطعة بالأسود تحيل إلى قضبان السجن.

وإذ يُستهلّ المعرض ببورتريه لدرويش، فإن صورة درويش التي رسمها محمد صالح خليل تتوسط قاعة العرض الداخلية، لتؤكد حضور روح الشاعر التي تجلت في كل مفردة من مفردات المعرض.

يشكل هذا المعرض الذي نظمته ستوديو – جاليري 48 في الطيره بالتعاون مع جاليري المحطة برام الله، لوحة كبرى من الكولاج المتشكل من قصائد درويش ونصوصه وصوره، ثيمتها الأساسية تحيةُ روح الشاعر الكبير.
.............

التعليقات