31/10/2010 - 11:02

توزيع جوائز فلسطين للآداب والفنون والعلوم الإنسانية لعام 2000

توزيع جوائز فلسطين للآداب والفنون والعلوم الإنسانية لعام 2000
سلمت وزارة الثقافة الفلسطينية، اليوم، في احتفال كبير أقيم في قصر الثقافة في رام الله في الضفة الغربية،، أحد عشر مبدعاً ومثقفاً فلسطينياً، جوائز فلسطين للآداب والفنون والعلوم الإنسانية لعام 2000.

وحضر الاحتفال، الذي رعاه وشارك فيه رئيس الوزراء، أحمد قريع "أبو علاء"، ووزير الثقافة يحيى يخلف، والشاعر محمود درويش، ونخبة من المثقفين والدبلوماسيين العرب والأجانب، ومسؤولون عن المؤسسات الرسمية والأهلية.

وقال "أبو علاء" في كلمة له، خلال الحفل، إننا من أمة تحيتها سلام، ونحن من تربيةٍ وثقافةٍ تقول: إن من أسماء الله السلام والحق والبديع، وإذا كان السلام حقاً علينا، فإن الحق هو الغاية الملازمة لإبداعنا وعطائنا، وهو موعدنا الدائم مع الفرح الإنساني.

وأضاف، أننا من أمّة فخر أبنائها أن كتابها العظيم هو جوهر الإعجاز، وأن الحريّة هي المبدأ الملازم لحياتها وعقيدتها وكلّ أشكال إبداعاتها، مع إيمانٍ عميق بأن الكلمة كانت هي البدء، ونحن، أبناء هذا الشعب المبتلى بلغة الموت التي يبثها أعداء السلام في تفاصيل أيامنا وأحلامنا.

وأكد "أبوعلاء" على أننا نظل نرفع شعارنا الذي يضجّ بشبقٍ عارمٍ للحياة، والذي صاغه الشاعر الكبير محمود درويش بإيقاعه النادر ولغته السهلة الممتنعة حين قال: "ونَحنُ نحبُّ الحياة ما استطعنا إليها سبيلا".

ورحب يخلف في كلمته بالحضور، واصفاً إياهم بالنخبة المميزة، التي تمنح هذه المناسبة البلاغة والحرارة والدفء، ويضفي عليها سحر الوفاء، وألق الإنحياز إلى الحياة.

وقال يخلف، إن الرئيس والقائد والمعلم الرمز ياسر عرفات، الذي كان دائماً معنا في مثل هذا اليوم من أعوام خلت، والذي كان يحرص على رعاية هذه المناسبة، والذي كان توقيعه على شهادات التكريم، هو آخر التواقيع التي مهرها بقلمه، قبل أن يغادر إلى فرنسا للعلاج بأربعة أيام.

وأشار يخلف، إلى أن الحفل، كان يتعين إقامته عام 2000، لكن ممارسات الاحتلال الإسرائيلي حالت دون توزيع الجوائز، قائلاً إن الاحتلال هو العقبة الأساس أمام التنمية وكل أوجه الحياة، مؤكداً في ذات الوقت على أن الحياة في عروق الثقافة الفلسطينية هي أقوى من ذاك الاحتلال.

وتوجه يخلف إلى المجتمع الدولي، لطلب الدعم في ممارسة شعبنا حقه في العلم والثقافة والمعرفة، مشيراً إلى أن الاحتلال منع نشر المعرفة، واجتاح المراكز الثقافية ودمر الآثار والممتلكات الثقافية، وتسبب بتدمير ألف موقع أثري بسبب بناء "جدار الفصل العنصري"، مبيناً أن الاحتلال منع الكتب التي تصدر في البلدان العربية والعالم من الدخول إلى الأراضي الفلسطينية، ما نتج عنه فجوة في المعرفة بين المواطنين.
كما بين أن الثقافة الفلسطينية، استطاعت أن تكون جسراً للتواصل والتفاهم والحوار مع الرأي العام العالمي، وأن بعض مثقفينا قد وصلوا إلى الشهرة العالمية، ضارباً مثلاُ في شخصية إدوارد سعيد، والشاعر محمود درويش.

أما الشاعر محمود درويش فقد ألهم في كلمته الأمل للمبدعين والكتاب في التعبير، وممارسة حقهم في الكتابة دون شروط أو رقابة، تحد من أفقهم الإبداعي، مؤكداً في ذات الوقت على ضرورة انتقاء النسق الأدبي الجميل.

ووصف درويش حياة الفلسطينيين بالمنتقلة إلى الطارئة، وأن بإمكان من يريد الإبداع أن يبدع، لأن أبواب الثقافة أصبحت مفتوحة على مصرعيها، داعياً إلى التمسك بالأمل، لإنجاح الصمود، ولعب دور أكبر وأكثر فعالية لتحمل الحاضر. ونوه درويش إلى أن فلسطين، وإن لم تذكر صراحة في بعض القصائد أو الإبداعات، فهي خالدة وفي وسعها أن تعيش في القضية المتأزمة، داعياً إلى الكتابة إلى الحبيبة وإلى الأم وإلى كل ما هو له علاقة بالحياة، وإطلاق العنان للإفصاح ما في الداخل من رغبة في الرقص، وأشياء جميلة أخرى.

كما دعا درويش إلى عدم تحميل اللغة الأدبية إلا وسعها، فهي ابنة الواقع، وهي أمه، في حين تخلده في طريقتها الساحرة.

وخلال الحفل سلم كل من: رئيس الوزراء، وزير الثقافة يحيى يخلف، ومحمود درويش، وزير الثقافة الأسبق زياد عمرو شهادات التقدير وجوائز فلسطين لكل من: الشاعر مريد البرغوثي، عن مجموعته الشعرية "الناس في ليلهم"، والكاتب فيصل حوراني عن كتابه الكبير "دروب المنفى"، و جائزة فلسطين للغناء كانت من نصيب ريم البنا.

كما وسيتسلم الجائزة فيصل دراج، عن النقد الأدبي، ويحيى يخلف، عن روايته "بحيرة وراء الريح"، وأحمد عمر شاهين، للترجمة، والفنان كمال بلاطة جائزة الفن التشكيلي، إضافة إلى حصول الشيخ محمد حسين والأرشمنديت د.عطا الله حنا لجائزة القدس، وجائزة فلسطين للإعلام سيتقاسمها كل من وليد العمري عن التقرير الصحفي، والمصور طلال أبو رحمة عن التصوير الصحفي.

وتخلل الحفل فقرات فنية متنوعة، ووصلات غنائية أدتها الفنانة ريم البنا وفرقة صابرين.

التعليقات