31/10/2010 - 11:02

توفيق ابو وائل يقدم سينما فلسطينية جديدة في "كان"

توفيق ابو وائل يقدم سينما فلسطينية جديدة في
حياة وموسيقى , ماء وحرية , ثنائيات العلاقة بين الموت والحياة ، رجل وإمرأة , أب وإبن , غياب البلد والهروب منها الى فضلات العسكر , إحتلال يعشش في نفوس الخائفين من الفضيحة ومحاصرة الشرف وكتمان السر و "صراخ حقيقي في البرية " ..

شجاعة كاذبة ومهزوزة وتظاهر بطولي مصطنع تجسدت في شخصية "البطل" , مقتل الاب الدكتاتور وثورة بدون وعي – هذه موضوعات فيلم " عطش" لتوفيق ابو وائل الحائز على جائزة تقديرية من النقاد السينمائيين العالميين في مهرجان كان الأخير وهو الفيلم الفلسطيني الوحيد الذي شارك هناك . تم تصوير الفيلم في منطقة عسكرية مهجورة بالقرب من اراضي " الروحة " التابعة لاهالي أم الفحم . وهي حكاية ابوشكري الذي فضّل ان يهرب مع عائلته الفحماوية الى ارضه المصادره بعيدا عن البلد والناس لأن ابنته عاشت قصة حب. وهناك حيث يهرب ابو شكري يفتح المخرج الجرح ويخوض محاولة لفك التناقضات التي تعيشها العائلة العربية ويتطرق للخوف من القادم .

توفيق ابو وائل هو مخرج شاب وواعد , وهو من الجيل الذي ولد عشية يوم الارض الاول في العام 1976 , من مواليد ام الفحم وما أن تفتحت أعينه على الدنيا واذا بالاسرلة التي غيرّت المعاني والمفاهيم قد اجتاحت عقولا من الشباب الا انها لم تستطع ان تمس ابو وائل الذي تربى في بيت على الهوية الوطنية والمفاهيم التنويرية , ولقد اخترنا التطرق لفيلمه بعد أن قرأنا ما كتب الزميل عثمان تزغارت في جريدة الشرق الاوسط في 17-5-2004 بعنوان فيلم توفيق ابو وائل " يتجاهل الاحتلال ويسخر من المقاومة "

يكتب تزغارت : "رغم جودة الفيلم فنيا وتقنيا الا ان خطابه ينطوي على مطبات غريبة حيث يتجاهل الاحتلال ومن ثم يتابع تزغارت ويقول ان الفيلم يتناول الوضع المعيشي المزري الذي تعيشه عائلة فلسطينية تجد نفسها في منطقة جرداء (منطقة عسكرية مهجورة ومصادرة) ( أ.ح ) حيث يتمسك رب العائلة بأرضه رغم انها صودرت وحين يسمع ازيز طائرة الهيلوكبتر يتبول في سرواله من شدة الخوف رغم انه يدّعي المقاومة " ، ويهاجم الفيلم دون معرفة هوية المخرج الوطنية والسياسية ويكتب ان الفيلم هو من "تمويل اسرائيلي" وفي المقابل يحاول دق الاسفين عن قصد او غير قصد بينه وبين محمد بكري عندما يذكر تزغارت ان بكري "صديقه العزيز" قد أكد استبعاده انه مورست ضغوطات واملاءات على المخرج بسبب قضية التمويل لمعرفته أن كل الافلام الفلسطينية في الداخل لها علاقة مباشرة او غير مباشرة بالاسرائيليين سواء كان في التصوير او الانتاج او التمويل ، واضاف تزغارت أن فيلم "جنين جنين" الممنوع في اسرائيل، على حد قوله، دون ان يذكر ان المحكمة الاسرائيلية اجازت عرضه في دور السينما

لقد وردت الكثير من المغالطات في مقالة الزميل عثمان تزغارت أولها انه لم يحاول ان يفهم وضعية العرب الفلسطينيين في الداخل ومعتقدا ان شخصية الفلسطيني تتجسد في البندقية او مشهد الجنود الاسرائيليين مما جعله يصدر حكما ظالما ضد الفيلم ومتناسيا ان معظم الممثليين الذين اختارهم المخرج وهم فلسطينيون من سكان ام الفحم وليس لهم اي علاقة من قبل مع التمثيل ولم يدخل احد منهم دار سينما في حياته، وقدموا تمثيلا فاجأ كل من شاهد الفيلم .

انه فيلم لا يستعمل اسرائيل كغطاء ليروي حكاية فلسطينية عادية , ترفض بجرأة ان تتعامل مع حكايات الناس باعتبار الفلسطيني في كل شيء "ضحية" أو "بندقية" مثلما يريد تزغارت, لكن ابو وائل يبحث عن الذات والخطأ ويرفض الصراخ على طريقة "نحن الذين بقينا هنا نجلس على الخازوق اما أخواننا فقد هربوا خوفا ان يجلسوا على الخازوق ولم يسمعوا بنصيحتنا " .

يرفض توفيق ابو وائل التلاعب والمتاجرة بالشعارات , والكلام الفارغ والكذب على طريقة الممثلين العرب "الاسرائيلين في اسرائيل" والفلسطينيين امام العرب .

يحق لتوفيق ابو وائل ان يقدم سينما انسانية هادفة بعيدة عن الخطابية السياسية المباشرة المليئة بالمهاترات والمزايدات والبطولة الكاذبة مثلما يحق للبوسني امير كوستريكا والكوري
ايد هيروكازو والمصري يسري نصراللة .

لعل دعوة ابو وائل الى " كان" كافية للمعنيين ومحبي الفن والثقافة في العالم العربي الالتفات اليه .

التعليقات