31/10/2010 - 11:02

فجأة ... تل ابيب تقرأ التلمود!!

-

فجأة ... تل ابيب تقرأ التلمود!!
لم تنجح أرئيلا ازولاي أن تعرض فيلمها في مهرجانات السينما الإسرائيلية، فقد رفض بحجة أنه من غير المعقول أن يجلس الحضور ويستمع لعزمي بشارة خمسين دقيقة، "ببساطة هذا جنون لن نسمح بذلك ".. هكذا قالوا لها، لكن ارئيلا ازولاي أصرت أن تعرض فيلمها "اعرف شعبكم عن كثب .. أحاديث مع عزمي بشارة " في سينماتيك تل ابيب، مع حضور من نوع آخر يريد أن يستمع .. ويصغي للرأي المضاد.

هناك في القاعة الكبيرة وسط صمت الحضور الواسع والمفاجئ الذي جاء ليشاهد ويستمع لدرس آخر في "المدنيات" والمواطنة والقومية وسياسات الهوية والاحتلال.

عزمي بشارة الذي يحاصر ويقاطع إعلاميا في إسرائيل، لأن لديه ما يقال، يحسبون له ألف حساب وهي أحدى أسباب عدم إستضافته في برامج "التوك شو" الإسرائيلية "الوقحة"، يعرف كيف يقفز عن الحواجز، بفكره الديموقراطي المتنور ويوصله إلى العقل، أي عقل.

يتحدث بصراحة دون البحث عن مبررات الشرخ بعد الانتفاضة، يفتح النار على العلمانية الإسرائيلية وسلوك "القبيلة" والمصالحة التي تمت داخلها بعد مقتل رابين، والهروب من الواقع والحقيقة، يقول بشارة : " فجأة .. تل أبيب تقرأ التلمود ".

تأخذك أزولاي إلى بطل فيلمها المتحدث الوحيد والمجيب على أسئلة لم تسمع، مصوّرة "بسكوبات" سينمائية وزوايا تصويرية جميلة وجذابة لا ترهق مشاهد الفيلم. تنتقل من مكان إلى آخر ومن ثم تنتقل من حكاية يرويها بشارة عن رحلة دراسية أيام الثانوية بصحبة طلاب يهود للتعرف على معالم "ارض إسرائيل "، إلى سؤال نظري عن المواطنة لتعود إلى حكاية أخرى عن تأسيسه لأول تنظيم طلابي عربي في أوائل السبعينيات. وتتغير زاوية التصوير دون أن تشعر أن الفيلم من أنواع التحقيقات الصحفية ليشرح عن الهوية القومية ومن ثم حكاية عن استشهاد طالبات مدرسة في جنين ليعرض عالمه المعارض للاحتلال والإرهاب وانحيازه للمقاومة .. ومرة أخرى عن سوريا والزيارات وحزب الله والأمة العربية وتوسيع حيّز المقاومة .. من مكان إلى مكان، من بيته في حيفا إلى ترشيحا وحكاية عن مصادرة الأراضي إلى سؤال نظري آخر عن خسارة الوطن وفرض المواطنة.

يعرفهم عن كثب، يجيب بثقافته الفلسفية والسياسية الواسعة، يطرح عالمه السياسي ورؤيته الشاملة والنقدية مرة أخرى عن "دولة المواطنين" والأخلاق ليصفق الحضور بدون خجل ربما لأنهم اقتنعوا، لوهلة، أن لا غبار على أحاديث عزمي بشارة.

ليس فيلم ازولاي هو الأول من نوعه، فقد أخرجت سيمون بيطون فيلمها "المواطن عزمي بشارة" قبل أربع سنوات مما يؤكد أن صديقنا الدكتور عزمي بشارة يحظى باهتمام في أوساط واسعة من المثقفين الإسرائيليين رغم المقاطعة والحصار.

التعليقات