31/10/2010 - 11:02

مشاركة واسعة في حفل تأبين الزميل محمد حمزة غنايم

المشاركون في حفل تأبين الزميل الراحل، محمد حمزة غنايم، يؤكدزن على دوره الريادي في الترجمة وفي تأسيس مشروع ثقافي للتواصل الثقافي

مشاركة واسعة في حفل تأبين الزميل محمد حمزة غنايم
شارك المئات من الأصدقاء والمعارف في حفل تأبين الشاعر المرحوم، الزميل محمد حمزة غنايم، الذي اقيم في مدينته- باقة الغربية، يوم الأحد الأخير. وقد برز بين الحضور العديد من الشخصيات الوطنية والفكرية والأدبية من زملاء ومعارف المرحوم.

وأكد المشاركون في حفل التأبين على دور الفقيد في تأسيس مشروع ثقافي نادر، وعلى دوره الريادي في الترجمة من اللغتين العربية والعبرية واليهما.

وتولى عرافة حفل التأبين د. محمود غنايم، المحاضر في جامعة تل أبيب في موضوع الادب العربي، ومن زملاء الفقيد، الذي استعرض مسيرة الزميل الراحل محمد حمزة غنايم (ابو الطيب)، ودوره في مجال الترجمة وأشعاره ومؤلفاته العديدة في مجال التثاقف والتواصل الحضاري.

وقال د. محمود غنايم في بداية كلمته: "لا حاجة لأن تعرفه، تكفيك جملة واحدة لتكشف كم هو مختلف وكم هو مسكون، ذلك الشاعر الثائر المتمرد النافذ الى مسارب وعينا والمحطم رتابة حياتنا الهادئة والوادعة... تعشق ثورته التي تكشف عورة عجزنا وتسبح في بحر لاعاديته وارتياده مجاهيل معتمة وسراديب شديدة الخطورة".

وكان أول المشاركين في حفل التأبين، النائب د. عزمي بشارة، الذي وجه خلال كلمته رسالة شخصية الى نجل المرحوم، الطيب.

وقال د. بشارة في كلمته: "جيلنا، جيل محمد حمزة غنايم، جيل القلق. ربما لأننا جميعا مترجمون. والترجمة مستحيلة، لأن المترجم خادم لسيدين. ولا أبعد من الخدمة عن نفوسنا... حاول محمد أن يترجم في خدمة العربية".

وأضاف في كلمته المعنونة الى الطيب: "أردنا أن نكون اسياد المرحلة، ولا شك أن محمد سماك الطيب، أي بكلمات أخرى سمى نفسه ابا الطيب، تيمنا بنيتشه العربي الذي كان سيدا في الشعر. والسيد في الشعر بحكم تعريفه وتعريف مرحلته عبد أمور أخرى كثيرة تتوتر نفسه لأنه يستفيد من العبودية، عبودية النجومية وعبودية الحاجات المادية، وعبودية الترف ويرفضها في الشعر في آن، وكلما توترت نفسه أتقن الشعر أكثر. لم يستفد محمد من أي عبودية، ولم يمارسها. وبقي اسمه "أبو الطيب"".

وعن المرحوم غنايم قال: "أتقن محمد الشعر ولكنه أصر على الترجمة لأنه لم يمتهن الشعر. كان أديبا فقيرا. ولم تعرف نفسه الراحة يوما، ولم يعرف يومه ولا عرّف عائلته الراحة المادية يوما".

واختتم رسالته/كلمته قائلا: "... قد حمل محمد الخلاف على التعريف على ظهره ومضى يترجم بين العبرية والعربية، وبين المحكية والمكتوبة، وبين العامية والفصحى، وبين العرب هنا والعرب هناك، وبين القرية والمدينة، وبين الحلم والخيبة. وقد أثمرت التناقضات انتاجا غزيرا رائعا".كما شارك في حفل التأبين الناقد والاديب، زميل الراحل، انطوان شلحت، الذي رافقه في العديد من مشاريعه الثقافية والأدبية، حيث عمل معه سوية في صحيفة "فصل المقال" وفي تحرير "المشهد الإسرائيلي".

وقال شلحت في كلمته: "عاش محمد عمرا قصيرا بسنينه لكنه ملأه، قدر ما استطاع، بما ينفع الناس، وكان مقدرا له أن يملأه بما هو أكثر لو لم تحل دون ذلك أسباب أوثر أن أوسدها التراب مع جسده الغض الراقد، رقدة أخيرة في باقة، التي أصبحت حتى من قبل أن يرى النور باقة الغربية لأختها الشرقية ولسائر أخواتها".

ثم أضاف: "تمتع الراحل بموهبة متميزة في مضامير عديدة، لم يكن الشعر عنوانها الوحيد وإن كان أكثرها أهمية، في رأيي".

هذا وشاركت السيدة ياعيل ليرر، صاحبة دار النشر أندلس، في حفل التأبين. وكان المرحوم قد ترجم بعض اصدارات دار النشر هذه إلى اللغة العبرية، حيث ترجم للشاعر محمود درويش ديواني "لماذا تركت الحصان وحيدا" و"حالة حصار" كما ترجم لدار النشر رواية "حكاية زهرة" للأديبة حنان الشيخ.

وقالت ليرر في كلمتها خلال حفل التأبين: "بالنسبة لنا، شكّل موت أبي الطيب بالذات في هذه الأيام ضربة مضاعفة. حصرا في هذه الأيام، التي تشيد فيها جدران عالية، نحن بأمس الحاجة الى أولئك الذين نجحوا في اختراق الجدار وفتح كوات فيه. ومن هذه الفئة كان أبو الطيب. كرس جل حياته للترجمة، للحوار بين الثقافات، وفي محاولة خلق ثقافة مشتركة".

كما تحدث في حفل التأبين الصحافي يوسف الغازي، والاديب ناجي ظاهر ود. مصطفى كبها.

و تخللت حفل التأبين قراءات شعرية من أشعار الراحل الزميل محمد غنايم، قرأها نجله البكر الطيب.

التعليقات