31/10/2010 - 11:02

من القدس مع حبي ..عرض مسرحي فلسطيني امريكي على خشبة المسرح الوطني

من القدس مع حبي ..عرض مسرحي فلسطيني امريكي على خشبة المسرح الوطني
من علي صوافطة (رويترز)

(من القدس مع حبي) عرض مسرحي فلسطيني امريكي مشترك يتناول بطريقة كوميدية ساخرة على مدار تسعين دقيقة ما يجري في حي الشيخ جراح في مدينة القدس من طرد للفلسطينيين من منازلهم واتخاذهم رصيف الشارع مأوى لهم.

وصمم القائمون على المسرحية التي انتجها المسرح الوطني الفلسطيني في القدس (الحكواتي) بدعم من مكتب المحلق الثقافي الامريكي في المدينة بطريقة جسدت تماما الواقع حيث رصيف الشارع وشجرة كبيرة وعائلة تفترش الارض بعد طردها من منزلها مع جدارية كبيرة لحي الشيخ جراح.

ويشارك سبعة ممثلين في هذا العمل المسرحي للكاتب الفلسطيني عزام ابو السعود واخراج كامل الباشا اربعة منهم فلسطينيون وثلاثة امريكيين يتحدثون على خشبة المسرح اللغتين العربية والانجليزية دون ان يشكل ذلك عائق في التواصل بينهم مع بعض الترجمة من قبل الممثلين لبعضهم مما يضفي على العمل المسرحي مزيدا من الكوميديا.

ويبدأ العرض المسرحي الذي يظهر فيه ناجي ( الممثل الفلسطيني جمال سعيد) الذي طرد من منزله يقول ان عائلته اسكنت في هذا المنزل بعد ان طردت من منزلها في عين كارم التي احتلت في عام 1948 عندما قامت دولة اسرائيل ليطرد اليوم مرة اخرى ولا يجد مكان سوى الشارع يعيش فيه ويطلب من رمزي (الممثل الفلسطيني عطا ناصر) ان يترجم ذلك بالانجليزية والذي يبدو انه حفظ القصة عن غيب.

وتتعدد القضايا التي يتناولها العمل المسرحي لتشتمل على هجرة والد ناجي الى امريكا وتركه زوجته التي كافحت لتربية ابنها ليعود بعد اكثر من خمسين عاما الى بلده ويجد ان كل شيء تغير حتى انه كما يروي ناجي لم يحتمل ان يرى ان حي المغاربة قد هدم بعد حرب 1967 فيفارق الحياة ولكن بعد ان يخبر ناجي ان له اختا تعيش في امريكا انجبها من زاوج له هناك.

ويذهب كاتب العمل المسرحي بالجمهور في رحلة تبتعد فيه عن الموضوع الرئيسي للمسرحية من ابراز اختلاف الثقافات بين ناجي وسيدتين قدما الى القدس بعد رحلة بحث لصديقه رمزي على شبكة الانترنت لسيدة تحمل ذات اسم العائلة ليدور نقاش طويل حول من هي اخته بطريقة تخدم العمل المسرحي.

ويضيف الكاتب الى العمل المسرحي جانبا يتمثل بحلم الشباب الفلسطيني بالهجرة الى امريكا التي يرى عدد منهم فيها بلد الاحلام او الفرص ولكنه لا ينسى ان يقدم للجمهور احد الحالمين بذلك (رمزي) بتخليه عن الفكرة لصالح البقاء في وطنه.

وتقدم المسرحية صورة حية للمتضامنين الاجانب الذي وقفوا الى جانب ناجي الذي طرد من منزله من خلال الممثل الامريكي ارثر لازالدي الذي قدم دور ديفيد تريمان ليثير الاسم نقاشا اذا كان يهوديا ام لا ليوضح الكاتب من خلال فاطمة (الممثلة الفلسطيينة نسبت سرحان) جارة ناجي المتضامنة معهم " مشكلتنا ليست مع اليهود بل مع المستوطنين والاحتلال".

وتوجه المسرحية نقدا باسلوب كوميدي ساخر لغياب ممثلي القوى الوطنية والشخصيات القيادية عن التضامن مع ناجي بحجج مختلفة.

ويعود الكاتب مرة اخرى بجمهوره الى موضوع طرد ناجي من منزله باحثا عن طرق تعزز صموده من خلال ابتكار اساليب منها الغناء والرقص في لوحات فنية يقدمها الممثلون السبعة يؤكد فيها ناجي انه باق في الشارع بجوار منزله الذي طرد منه مستذكرا تلك الليمونه التي زرعها فيها وكان يراقبها وهي تكبر وتكبر.

وترى الممثلة الامريكية ميك كوهلمان التي لعبت دور (ليز) التي تدعي انها شقيقة ناجي الى جانب نيكا كلايند (اليزبث) التيب تقول انها هي شقيقته "ان ما تتناوله المسرحية حقيقي تماما وهو نقلا لما يجري على الارض هذا ما حاولنا تقديمه في العمل حتى من خلال الديكور الذي تشاهده."

وقالت لرويترز بعد العرض المسرحي" هذه اول تجربة لي في تقديم عمل مشترك مع فنانين فلسطينيين وانا فخورة جدا بهذا العمل الذي يعطي صورة عن الواقع الانساني لما يجري في القدس هذا الجانب الذي لا تطرق اليه وسائل الاعلام لا يمكن ان تتخيل كم زادت معرفتي بما يجري."

ويشاركها الرأي الممثل جمال سعيد الذي يسكن في البلدة القديمة في القدس " ما قدمناه هو ما نعيشه لقد نجحنا في تغيير مفاهيم الممثلين الذين شاركوا معنا في العرض المسرحي الذين اكدوا لنا انهم لم يكونوا يعرفوا كل هذه التفاصيل."

واضاف " اذا نجحنا في تغيير مفاهيم هؤلاء فبكل تاكيد سنكون ناجحين في تغيير مفاهيم اخرين اذا ما شاهدوا هذه المسرحية."

وتطمح الفنانة نسبت سرحات التي قالت انها لاول مرة تشارك في عمل مسرحي احترافي " ان يمتد عروض هذه المسرحية ليشمل دولا عربية واجنبية بعد عرضها في العديد من المدن الفلسطينية.

واضافت " ان توقيت العمل المسرحي مهم لانه نقل لما يجري هذه الايام في الشيخ جراح وفي اماكن اخرى من القدس."

ويستبعد كاتب المسرحية عزام ابو السعود ان يكون استخدام لغتين في المسرحية العربية او الانجليزية ادى الى تشويش الجمهور وقال حتى وان كان المشاهد لا يعرف العربية او الانجليزية فانه بامكانه فهم تسعين في المئة مما يقال.

وقال لرويترز" استخدمت في هذا العرض كل الجمل المسرحية من الكلمة الى الحركة الى الرقص الى الغناء لتقديم الواقع الماساوي باسلوب كوميدي ساخر."

واضاف " هذه المسرحية لتعريف الفلسطينيين بداية بما يجري في الشيخ جراح لان عددا كبيرا لا يعرف حقيقة ما يجري كما ان المسرحية تصلح للعرض في الدول الاجنبية."

ويستعد المسرح الوطني لتقديم عرض للمسرحية في نابلس وجنين والناصرة خلال الايام القادمة بعد ان عرضت في القدس.

وقال جمال غوشة مدير عام المسرح " هذا العمل الثالث الذي ينتجه المسرح الوطني بالتعاون مع المحلق الثقافي في القنصلية الامريكية فقد سبق وقدمنا مسرحية كل ابنائي للكاتب ارثر ميلر سبقها تقديم ثلاث نصوص امريكية باسلوب الحكواتي الفلسطيني."

التعليقات