31/10/2010 - 11:02

مهرجان كبير للجالية الفلسطينية في بريطانيا في يوم فلسطين

-

مهرجان كبير للجالية الفلسطينية في بريطانيا في يوم فلسطين
في اطار الفعاليات التي تنظمها الجاليات الفلسطينية في أوروبا بمناسبة الذكرى السنوية للنكبة الفلسطينية شهدت العاصمة البريطانية ومدينة مانشستر على مدار يومين مهرجانا ثقافيا وفنيا كبيرا لأبناء الجالية الفلسطينية في بريطانيا حضره عدد غفير من العائلات الفلسطينية وأبناء الجالية العربية في بريطانيا.

وقد كان يوم فلسطين عرساً فلسطينياً مميزاً يعتبر بحق مفخرة لأبناء الجالية الفلسطينية ليس فقط في بريطانيا ولكن في القارة الأوروبية التي حضر من ربوعها العديد من الضيوف للمشاركة في هذا الحدث المتميز، وعاش أبناء الجالية الفلسطينية في هذين اليومين أجواء تراثهم وعاداتهم وجذورهم وانتماءهم، والتي تجلت جميعها في أبهى الصور.

في هذا اليوم الكبير أقيمت المعارض، والأسواق الخيرية، وبيعت التراثيات والمطرزات والصناعات التقليدية الفلسطينية، وكذلك توفرت أنواع الأطباق الفلسطينية الشهيرة كالمقلوبة، والفتة، والمسخن، والفطائر، والحلويات وغيرها.

وعلى مدار يوم فلسطين كان الجو عابقاً برائحة الوطن، ففي كل زاوية وركن من مكان النشاط وجد الزائر والمشارك ما يذكره بوطنه، ويربطه به، وحتى البيع كان في جزء كبير منه بعملة ورقية فلسطينية طُبعت لتمثل الجنيه الفلسطيني، وأنشيء لذلك بنك فلسطين لاستبدال العملة، وهو ما كان له كبير الأثر في نفوس المشاركين خاصة من الناشئة ممن لم يروا من قبل عملة وطنهم الورقية وشكلها.
وقد تنوعت الفعاليات ليوم فلسطين لتشمل في القاعة الرئيسية عرضاً مرئياً (فيديو) لقصص من الواقع المعاش في الوطن المحتل، وعرضاً وشرحاً مدعماً بالخرائط والصور والبيانات لمحاولات تركيع الشعب الفلسطيني خاصة جدار الفصل العنصري، وعرضاً لأشبال فلسطين الذين أبدعوا في أناشيدهم للوطن وحب الوطن.

كانت هناك أيضاً ندوة بعنوان "الإستراتيجيات الإسرائيلية والخيارات الفلسطينية" شارك فيها كل من السيد مهدي الدجاني المفكر الفلسطيني القادم من القاهرة، والمفكر منير شفيق الذي شارك من الأردن والأستاذ عبد الباري عطوان رئيس تحرير صحيفة القدس العربي.

الفترة المسائية كانت ذات رونق خاص وطعم مختلف، أحيتها فرقة الروابي التراثية الشعبية، التي جاءت من الأردن .. لتحمل من مشارف الوطن عبق المقدسات ورائحة تراب الأرض المحتلة ، وعلى مدى ساعات عاش الجميع إيقاعات ودبكات وأهازيج الوطن السليب وعزفت مع الجماهير الغفيرة ألحان العودة والحرية. وفي الختام صدحت أصوات الفرقة بأغاني العرس الفلسطيني والزفة لتؤكد أن الشعب الفلسطيني ورغم حلكة الظلام وحجم المعاناة قادر على صناعة الفرح والحياة.

نظم هذا المهرجان الكبير المنتدى الفلسطيني في بريطانيا الذي أكد رئيسه زاهر بيراوي في كلمة الافتتاح أن الهدف من هذا اليوم هو تحويل ذكرى النكبة هذا العام إلى حدث إيجابي في نفوس أبناء الجالية يدفع إلى الأمل ويدعو إلى العمل .. حدث يجتمع فيه أبناء فلسطين للتعبير عن تمسكهم بحقهم وحلمهم في العودة وعدم نسيانهم لوطنهم وأرضهم .... ورفضهم أن تتحول ذكرى النكبة إلى ذكرى سنوية تيئيسية يُستذكر فيها الماضي الأليم، وتُقرأ المرثيات على ما آلت إليه الأمور. وكذلك السعي لتحويل ذكرى النكبة من كل عام إلى صرخة تمسُّك بحقنا في الحياة والعودة، والتأكيد على هويتنا وتراثنا وخصوصيتنا، وللتذكير بأننا جزء من الشعب الفلسطيني العظيم غير القابل للتجزئة.
وقال بيراوي ان يوم فلسطين ينطلق هذا العام على أمل أن يصبح مناسبة ومهرجاناً سنوياً من كل عام في ذكرى النكبة ليزيد من التلاحم والتفاعل بين أبناء فلسطين في الشتات والمهجر، ولكي تكون فلسطين حاضرة معنا في كل زمان مهما طال وفي كل مكان مهما بعد.

وقال ان " يوم فلسطين " يهدف كذلك إلى التعريف بالبعد الإنساني والثقافي للقضية الفلسطينية، وإطلاع المجتمع البريطاني على العمق الحضاري لفلسطين. ويهدف كذلك إلى ربط الناشئة الفلسطينيين بوطنهم الأم، وتعزيز التواصل الاجتماعي بين الأسر الفلسطينية من جهة وبينهم وبين الجالية العربية والإسلامية في عموم بريطانيا من جهة أخرى.

وعن المنتدى الفلسطيني قال بيراوي انه يسعى ليكون بمثابة البيت الفلسطيني الكبير الذي يتسع للجميع ويجمع بداخله الأب الفلسطيني والأم الفلسطينية والشاب الفلسطيني والطفل الفلسطيني وكل الأجيال.

وأكد بهذا الصدد أن قضية فلسطين العادلة تحتاج إلى جهود وطاقات كل المخلصين من أبناء الجالية الفلسطينية ومن العرب والمسلمين بشكل عام، ومن أنصار السلام ودعاة الحرية.
وأكد بيراوي أنه آن الأوان للتوقف عن سياسة تهميش الجاليات الفلسطينية في الشتات، وطالب الجهات الفلسطينية المختلفة بتفعيل دور الفلسطينيين في المهجر للمشاركة في اتخاذ القرارات المصيرية للشعب الفلسطيني، باعتبار أن فلسطينيي الشتات جزء لا يتجزأ من الشعب الفلسطيني وأنهم لن يفرطوا بهذا الحق ولن يقبلوا بكل محاولات الذوبان أو التوطين التي يسعى إليها حفنة من المفرطين.

وقال ان استمرار النضال والتمسك بحقوق الشعب الفلسطيني بالعودة وتقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف يحتاج إلى تضافر الجهود وتوحيدها والمشاركة الواسعة لكل قطاعات الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج في رسم المستقبل، الأمر الذي يستدعي إعادة النظر في الهياكل الإقصائية القديمة.

ودعا بيراوي إلى التأسيس لحالة ديمقراطية حقيقية تستوعب كافة القوى السياسية الفلسطينية، قائلا " ان وحدتنا وتلاحمنا هي الطريق الوحيد للعودة وتحقيق الحلم الفلسطيني". ودعا أبناء الجالية في أوروبا للعمل على تنظيم صفوفها وانتزاع حقها للمشاركة في رسم مستقبل فلسطين.

------------------


أنظر، أيضاً: نكبة الإصرار/ديمة طارق طهبوب

التعليقات