31/10/2010 - 11:02

"نحكي ولا ننام" - أول مسرحية غنائية في قطاع غزة

الشاعر أحمد دحبور:الرقص التعبيري مسيطر على العمل وكأنه الموجه له، وهذا ما أشعرني بغياب خصوصية الإخراج في المسرحية التي تميزت بأغانيها الجميلة وصوت رولا بخيت المميز"


تجمع حشد هائل من الجمهور المتعطش للمسرح، لحضور حفل افتتاح المسرحية الغنائية "نحكي ولا ننام"، التي تم عرضها في مسرح "الهلال الأحمر"، في غزة مساء أمس الخميس.

المسرحية التي عرضت من إنتاج "مؤسسة فكرة للفنون التربوية"، وتمويل "مؤسسة تمكين"، ومن تمثيل جمال أبو القمصان، ورولا بخيت، ومي زيدان، ولفتت المسرحية الانتباه بجوها الأميل لمسرح الرحابنة، حيث الأغاني والرقصات والحديث المغنى، الذي أدته الفنانة رولا بخيت، وهي تجربة أولى من نوعها في قطاع غزة.

وأدى الفنان جمال أبو القمصان دور رحال يجوب البلاد حاملاً جعبة مليئة بالحكايات التي يقصها على الكبار والصغار، ويلتقي بالطفلتين نجمة التي تؤدي دورها مي زيدان، وزهرة التي تؤدي دورها رولا بخيت، وتطرح الفتاتان من خلال الحديث بينهما معاناتهما كأطفال من عدم وجود من يستمع إليهما على اعتبار أنهما طفلتان لا تفهمان كلام الكبار، في هذا إشارة إلى ما يعانيه الطفل بشكل عام من عدم اهتمام الكبار بما لديه من أفكار، وتلتقيان بالرحال الذي يحكي لهما حكاية البلبل بأسلوب ألف ليلة وليلة، ويقص جزءاً من القصة ثم يكمله في اليوم التالي، وتؤكد القصة الفكرة المطروحة والتي تركز عليها المسرحية.

ويبدو الديكور الذي صممه مخرج العمل إبراهيم المزين بسيطاً، وذو فكرة في آن واحد، حيث يطالعنا حينما تفتح الستارة مشهد لحديقة بأشجار تحمل شكلاً واحداً، إلا أن الملفت في هذه الأشجار هو الحركة الحلزونية التي ميزت شكلها وكأنها تشير إلى مالا نهائية الصراع بين الأجيال.

وتميزت الرقصات الاستعراضية التي صممها الفنان محمد هارون، باستخدامها للجسد بطريقة تكاد تكون جزءاً من الأداء التمثيلي للممثلتين، وقد تماهى الجمهور مع الأغاني التي صدحت بها الفنانة رولا والتي كتب كلماتها كاتب هذا العمل محمد أبو زايد، وقام بتلحينها الفنان عبدالمنعم عدوان.

وعن رأيه في هذا العمل قال الشاعر أحمد دحبور: "لقد وفر العمل مساحة من البهجة البصرية والسمعية، والتي هي أساس ما يسمى "الكوميدي ميوزك"، وإذا اعتبرنا أن العمل موجهاً للطفل، فقد قام الطفل بعرض موازٍ من خلال تفاعله مع الأغاني والألحان، مما وفر بهجة للكبار، اعتمد العمل على مجموعة من المؤثرات الصوتية والبصرية مما ميزه عن غيره من الأعمال".

وفي معرض سؤاله عن الإشكالات التي يحتويها العمل قال: سنظلم العمل إذا طالبناه بمغزى معين وحاسم، لأن العمل أساسه الفرح الفني وتنمية حواسنا لاستقبال مكونات الجمال حولنا، أما الفنان المسرحي جمال الرزي، فكان رأيه أن هذا عمل جميل وناعم ويناسب السن الموجه إليه، إلا أن الرقص التعبيري مسيطر على العمل وكأنه الموجه له، وهذا ما أشعرني بغياب خصوصية الإخراج في المسرحية التي تميزت بأغانيها الجميلة وصوت رولا بخيت المميز.

وبدوره، ذكر الفنان عبدالمنعم عدوان، بأنه سعيد جداً بالعمل، وسعيد أكثر بأن ألحانه قد غنتها الفنانة رولا بصوتها الجميل كما يريد، وعبر عن فخره بإعجاب الجمهور بها.

أما المخرج ومصمم الديكور والملابس الفنان إبراهيم المزين فقد قال: بعد إرهاق استمر أكثر من ثلاثة أشهر وانتظار قلق لا أستطيع الحديث الآن عن العمل، لأنه أصبح بين أيدي الناس، ولهم الحق في الحكم عليه.

من جانبها، عبرت الفنانة رولا بخيت، عن استيائها من الضوضاء التي سببها العدد الكبير من الأطفال في المسرح، والتي شتت تركيزها أكثر من مرة، ولكنها عبرت عن سعادتها بهذا العمل واختلافه عن الأعمال المسرحية التي قدمتها، كونه أول عمل مسرحي غنائي يقدم في غزة.

يذكر أن المسرحية سيتم عرضها على "مسرح الهلال" في غزة وفي عدة أماكن أخرى في القطاع، لمدة ثلاثة أشهر تقريباً

التعليقات