12/12/2010 - 10:45

" فاتن" أفضل رواية في معرض الكتاب في بيروت

-

بيروت: محاسن عرفه 

صحيفة الشبيبة

يواصل معرض الكتاب العربي في بيروت في دورته الرابعة والخمسين، فعالياته للأسبوع الثاني، حيث تسعى دور النشر والمكتبات إلى جذب المزيد من القراء في العالم العربي ومن المعروف أن بيروت هي عاصمة النشر والقراءة العربية، جنبا إلى جنب مع القاهرة؛ لكنها شهدت تراجعا في عدد القراء في السنوات الأخيرة، نظرا لانتشار الإنترنت ووسائل الإعلام الاجتماعية. بالإضافة للأجواء الأمنية المتوترة في هذه الأشهر نتيجة السجالات السياسية، التي حالت دون الإقبال الكبير على المعرض.

لكن في كل الأحوال يظل معرض بيروت حدثا ثقافيا مهما، في خضم الأحداث السياسية الكثيرة التي يتكرر الحديث عنها بين اللبنانين، كما أن معرض الكتاب فرصة مهمة للشباب اللبناني وللمجتمع اللبناني، كي يتعرف على الكتب الجديدة والإصدارات الحديثة، وحتى يستطيع أن ينوع ثقافته، ويطلع على مواضيع مختلفة، وفرصة مناسبة لتجمع الكُتاب ودور النشر العربية من جميع الأقطار العربية التي تشارك بمعرض بيروت للكتاب.

وحضر اسم فلسطين، ليكون عنواناً رئيسياً لمعظم الندوات في معرض بيروت للكتاب، وقد أعاد الحديث عن فلسطين إلى أذهان الناس، ذكرى العروبة، والأفكار الناصرية، بل إن معظم الكلمات التي ألقيت كان محورها عن فلسطين كبلد عربي محتل.

وقال الناشر محمد شبارو، من الدار العربية للعلوم: إن المعرض "يمتاز حقيقة هذه السنة بتوجيه تحية نحو فلسطين، يعني يمكن فلسطين هي المنطقة الجامعة لينا، نحن لازم كلنا نركز عليها. وبالتالي أنا أشكر إدارة النادي على إعطاء هذا الضوء على هذا المكان، وبالإضافة إلى أن فيه نشاطات ثقافية. بجانب معرض الكتاب. وأهمية معرض الكتاب استمراريته في بيروت في عاصمة الكتاب".

ويقدم المعرض عدة ندوات وحفلات ترتبط بالقضية الفلسطينية، منها ندوة للمفكر المنفي عزمي بشارة عن "الوضع الفلسطيني الراهن"، وأخرى للباحثين صلاح صلاح ومحمود سويد عن "حصار غزة"، وندوة حول "الحقيقة الاقتصادية والاجتماعية للفلسطينيين" في لبنان يقدمها الباحثان جابر سليمان وساري حنفي، وندوة عن "فلسطينيي 48 " لأسعد عبدالرحمن، وأخرى عن "حركة الاستيطان" للسفير عبدالله عبدالله ممثل منظمة التحرير في لبنان، كذلك سوف يتم تكريم عدة فنانين فلسطينيين منهم هاني السعدي ومحمود سعيد وعرين العمري ورشيد مشهرواي وزيناتي قدسية.

ونظم المعرض ندوة حول العلامة السيد محمد حسين فضل الله "فقه وفكر"، والتي قُدمت السبت الفائت وهي ندوة أرادها النادي تكريماً للراحل وشارك فيها الأب جورج مسوح والدكتور رضوان السيد والعلامة هاني فحص وقدّمها الصحافي جورج ناصيف.

الحرب والإرهاب

ومن الندوات التي ناقشها معرض بيروت للكتاب ندوة علمية سياسية حول كتاب سفير خادم الحرمين الشريفين لدى لبنان علي بن سعيد عواض عسيري الذي يحمل عنوان «مكافحة الإرهاب .. دور المملكة العربية السعودية في الحرب على الإرهاب».

وركز الدكتور سعود المولى في مداخلته في الندوة على نقاط القوة التي يتمتع بها الكتاب، مبينا أنه «بحث أكاديمي مميز في ميدان العلوم السياسية والدبلوماسية والقانونية يتناول موضوعا حيويا مهما في سياسات الدول ذات السيادة، كما أنه يتناول موضوعا فقهيا إسلاميا بامتياز يتعلق بالموقف من العنف المسلح والإرهاب عموما».

وأضاف المولى «انطلق الكاتب فيه من بلاد هي موطن نشأة وتعليم وتكوين ابن لادن والمئات أمثاله، وهي قاعدة السلفية الجهادية المقاتلة التي انشقت عن السلفية الإصلاحية للآباء». ورأى المولى أن الكتاب لم يتوسع في إبراز موقف الإسلام من العنف عموما ومن الحرب والسلم خصوصا ومن قضية الجهاد تحديدا. كما لفت المولى إلى أنه كان يجدر بعسيري أن «يفتح آفاق النقاش على قضايا لا تستطيع الدولة وأجهزتها ومؤسساتها ولا يستطيع المثقف العادي الإضاءة عليها». من جهة أخرى، انطلق النائب نهاد المشنوق من تعريف الإرهاب قائلا: «يشمل الإرهاب الأعمال العنيفة ضد المدنيين والنظام العام»، ومنه انتقل المشنوق إلى الإرهاب الذي يهدد العالم.

وأضاف المشنوق: «صار الإرهاب مشكلة عربية وإسلامية بقدر ما هو مشكلة عالمية». وعن وقائع كتاب العسيري رأى أنها جزء من كل، «وقائع العمل السعودي طوال العقد الفائت من أجل ضرب ظاهرة الإرهاب في ديارنا وفي عقول فئة من شبابنا وتصرفاتهم».

وقدم العميد المتقاعد في الجيش اللبناني إلياس حنا نظرة تقويمية للكتاب الذي هو في رأيه «أكاديمي وآلية عمل في الوقت نفسه.. أكاديمي لأنه أطروحة جامعية، وهو في الوقت نفسه آلية عمل لمحاربة الإرهاب، لأن مواده مأخوذة من تجربة وطنية شخصية»، وهذه الآلية، بحسب حنا، هي التي تجعل الكتاب يفترق عن الكتب الأخرى، مشيرا إلى «المراجع الكثيرة التي اعتمد عليها المؤلف وهي ذات صدقية عالية»، وكان السفير عسيري قد وقع كتابه (موضوع الندوة) في جناح «الدار العربية» أخيرا.

ومن أنشطة المعرض أيضا فوز الروائية فاطمة شرف الدين بجائزة أفضل كتاب في معرض بيروت الدولي للكتاب في دورته الرابعة والخمسين وذلك عن روايتها "فاتن" الصادرة عن دار "كلمات".

تستهدف المؤلفة في روايتها شريحة اليافعين، حيث تحاول من خلال الرواية رصد محاولات الشابة المجتهدة "فاتن" في الانسلاخ عن طفولتها الداخلية، والظهور بمظهر الفتاة الناضجة والتي تعمل باجتهاد لتحسين مكانتها في الحياة.

وتعد فاطمة شرف الدين من المواهب المتألقة في مجال الكتابة القصصية، وروايتها "فاتن" هي قصة معاصرة ومؤثرة تجري أحداثها في بيروت خلال فترة الحرب الأهلية، تتناول قضايا المراهقين بما في ذلك الصراع مع الآباء والتمرد على العادات والتقاليد الاجتماعية والصداقة. 

التعليقات