18/05/2011 - 23:07

وسام شرف من مهرجان "كان" للمخرج التونسي نوري بوزيد تكريما للثورات

"لا تخشوا شيئا لقد ولّى زمن الخوف".. بهذه الكلمات بدأ المخرج التونسي نوري بوزيد، صاحب فيلمي "ريح السد" و"صفايح من ذهب"، كلمته إلى المخرجين الشباب التونسيين، خلال منحه وسام الشرف برتبة فارس، من وزير الثقافة الفرنسي، فريدريك ميتران، في حفل أقيم على هامش فعاليات مهرجان كان السينمائي، وحضره حشد من السينمائيين الفرنسيين وضيوف المهرجان.

وسام شرف من مهرجان

 

"لا تخشوا شيئا لقد ولّى زمن الخوف".. بهذه الكلمات بدأ المخرج التونسي نوري بوزيد، صاحب فيلمي "ريح السد" و"صفايح من ذهب"، كلمته إلى المخرجين الشباب التونسيين، خلال منحه وسام الشرف برتبة فارس، من وزير الثقافة الفرنسي، فريدريك ميتران، في حفل أقيم على هامش فعاليات مهرجان كان السينمائي، وحضره حشد من السينمائيين الفرنسيين وضيوف المهرجان.

وزير الثقافة الفرنسي، فريديريك ميتران، الذي بدا منفعلا وهو يزين صدر بوزيد بوسام الشرف الفرنسي، أشاد بسينما بوزيد، وقال إنها سينما خاصة ومؤثرة، رغم شخصياتها الملاحقة بالعزلة.. وتابع: "نحن نعرف معركتك من أجل الحرية وتعطشك لها، والجيل الذي دافع بالأمس كما اليوم عن حريته وكرامته، يعرف دورك في ذلك".

وذكّر ميتران بأعمال بوزيد منذ فيلمه الأول "ريح السد" 1986، الذي نال الجائزة الذهبية في قرطاج حينها، وحضر في كان، قبل أن يعرف نجاحا دوليا، لتستمر بعده مسيرة بوزيد المدافع عن المرأة، كما عن الرجل، والذي تتميز أفلامه دائما بملامسة قضايا اجتماعية وسياسية، وبجرأة الطرح، ومواكبة تطور المجتمعات، كما في "صفايح ذهب"، و"بيزنس" و"تونسيات"، وصولا إلى فيلمه الأخير الذي أسماه "آخر فيلم".

وتوجه ميتران في خطابه إلى بوزيد قائلا: "في عيونك الكثير من الصور والصمود، وهي معركة واحدة، وبهذه المناسبة أفكر بكل هؤلاء الذين صوروا الثورات القائمة، وإن كانت حياتهم أحيانا الثمن.. كنت رائدا وسباقا، والشباب التونسي من أصحاب المدونات، والذين يستخدمون الانترنت، والذين ساهموا في خلق حركة مواطنية، هم نوعا ما ورثتك، وهم نفضوا عنهم كما فعلت أنت، الخوف والعيب".

وقال وزير الثقافة الفرنسي، إن الوسام "يأتي مكافأة على مسيرتك الطويلة والطموحة في خدمة السينما، ورفضك لكل أنواع المنع، وعلى الإشعاع الذي منحته لسينما بلدك والعالم".

"لا تقتلوا هذه الثورة بالنصر"

من ناحيته، قال نوري بوزيد، الذي كان بدوره منفعلا في كلمته التي أعقبت تقليده الوسام: "مهرجان كان ساعدني كثيرا لأكون مع السينما والحرية ومقاومة الدكتاتور. والوسام سيساعدني على مقاومة الظلامية التي يمكن أن تؤلم"، مشيرا إلى راهن الوضع في تونس.

وتوجه بوزيد إلى الجيل الشاب من المخرجين في تونس والحاضرين في الحفل، بالقول: "لا تقتلوا هذه الثورة بالنصر"، ودعاهم للتواضع كي يتعلموا، وصولا للاحتراف.. وتابع: "أريد أن أتوجه إلى المخرجين التونسيين الشباب.. أقول لهم: لا تخشوا شيئا! لا تنسوا الخاسرين ولا تتصرفوا كأبطال رابحين.

ورفع نوري بوزيد الشهر الماضي دعوة ضد مغني الراب الملقب بـ "بسيكو إم"، الذي لديه أغنية مشهورة يقول فيها: "لو كان لدي كلاشينكوف لأفرغته كاملا في نوري بوزيد"، ورفعت الدعوة حين كرر الأغنية في حفل إسلامي في 17 نيسان/أبريل الماضي، وصفق له الجمهور المحتشد من حزب "النهضة".

وعمدت نقابة الفنانين والمخرجين السينمائيين، وكذلك جمعية الفنانين في تونس، إلى رفع دعوى مماثلة ضد هذا المغني الشاب.

ما بين مطرقة زين العابدين بن علي وسندان التطرف

كما تعرض بوزيد من قبل للضرب على رأسه بأداة حادة، من أحد المتطرفين، بسبب طروحات بوزيد العلمانية، والتي يعكسها في أفلامه.. وتعرض للسجن، ومنعت أعماله السينمائية في عهد الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي.

ويعتبر بوزيد من أهم المخرجين في تونس، وقد شارك في كتابة سيناريوهات أهم الأفلام التونسية، مثل "عصفور سطح" لفريد بو غدير، الذي كان حاضرا في الاحتفال، و"صمت القصور" لمفيدة التلاتلي، وقد سجلا نجاحا كبيرا محليا ودوليا، لدى عرضهما في الثمانينات.

ويقدم فيلم "لا خوف بعد اليوم" عن الثورة التونسية، ضمن العروض الرسمية خارج المسابقة، وقد حضر عدد من المشاهير الفرنسيين تكريم بوزيد، منهم المخرج الفرنسي اليوناني الأصل، كوستا غافراس، والممثل الفرنسي ميشال بيكولي، ونائب رئيس مهرجان كان، تييري فريمو، ومدير السينماتيك الفرنسية، التي برمجت خلال شهر حزيران/يونيو القادم تظاهرة خاصة بنوري بوزيد، تقدم فيها كافة أعمال نوري بوزيد السينمائية.

ورافق وزير الثقافة الفرنسي، فريدريك ميتران، الوفد التونسي، وصعد معهم السلم الأسطوري للمهرجان، لإظهار مساندة فرنسا لهذه الثورة، وطلب أن يمنح الجنسية التونسية لحبه لتونس، الذي يمتلك فيها قصرا في الحمامات منذ سنوات طويلة.

التعليقات