25/05/2011 - 21:47

جائزة "غوتة" العالمية للشعر، تعتبر أدونيس أهم شاعر عربي في عصرنا..

أعلن معهد غوتة أمس الثلاثاء، حصول الشعر العربي أدونيس، على جائزته المرموقة، بعدما اعتبرته لجنة التحكيم "أهم شاعر عربي" في عصرنا.

جائزة

 

أعلن معهد غوتة أمس الثلاثاء، حصول الشعر العربي أدونيس، على جائزته المرموقة، بعدما اعتبرته لجنة التحكيم "أهم شاعر عربي" في عصرنا. 

وفي حيثيات منحها الجائزة، رأت اللجنة أن أدونيس نجح في نقل منجزات الحداثة إلى الثقافة العربية، وأكدت اللجنة أن الجائزة تمنح لأدونيس لموهبته الشعرية الفائقة، وتوجهه الكوزموبوليتي، ومساهمته في الأدب العالمي.

وأدونيس، المرشح منذ سنوات طويلة لنيل جائزة نوبل، سيتسلم جائزة غوتة في الثامن والعشرين من آب المقبل، يوم ميلاد الشاعر الكبير غوتة.. وتمنح الجائزة التي تبلغ قيمتها المادية 50 ألف يورو كل ثلاثة أعوام، ويقام حفل التكريم في فرانكفورت، مسقط رأس يوهان فولفغانغ فون غوتة.. ومن الحاصلين على الجائزة في السنين السابقة، الشاعر اللبناني فؤاد رفقة، الذي توفي خلال الشهر الجاري.

"هذا خبر يسعدني كثيرًا"، يقول الشاعر المغربي حسن نجمي في الحوار الذي أجرته معه إذاعة "دويتشه فيله "، ويضيف: "هذه الالتفاتة الألمانية الباذخة لأدونيس وشعره وشاعريته، تؤكد القيمة المشتركة والأفق المشترك اللذين يجمعان بين شاعر ألماني كبير وعظيم وخالد بحجم غوتة وقيمته، ومكانة شاعر عربي كبير بحجم أدونيس ".. ويؤكد شاعر "حياة صغيرة "، إن أدونيس يستحق جائزة نوبل للآداب، معتبرا أن جائزة غوتة تؤكد استحقاقه نوبل أيضا.

ويعتبر نجمي أن هذه الجائزة تكريم للشعر العربي وللأدب العربي كله، مؤكدا أن "الجائزة تشرّف أدونيس، ولكن أدونيس، دون مبالغة أو إسراف، يشرّف هذه الجائزة"، مشيرا إلى "إنجاز أدونيس الشعري وخطابه النظري والمعرفي" في الثقافة العربية.. ويضيف شاعر"حياة صغيرة"، إن "أدونيس بكل المقاييس والمعايير خدم الشعرية الإنسانية، وهو لم ينجز فقط قصيدة عربية إنسانية حديثة، بل استطاع أن يخلق لها قارئها الجديد"، وذلك بعد هيمنة "القراءة القديمة الكلاسيكية.

استطاع أدونيس "تثوير بنية الشعر العربي وتطويرها"، مثلما يرى الشاعر المغربي، كما أنه تمكن "بخطابه ومقالاته وكتبه الفكرية والنظرية ومحاضراته، أن "يخلق هذا القارئ الجديد" للشعر الحديث في العالم العربي.. ويعتبر مؤلف "جيرترود"، أن هذه الجائزة تعطي إشارة إلى أن "آفاق أدونيس تلتقي مع الشاعر الألماني العظيم غوتة، الذي كان منفتحا على الثقافة العربية والاسلامية انفتاحًا كبيرًا، كما يتجلى في ديوانه الشهير "ديوان الشرق والغرب".

انتقاد أدونيس لصمته حول ما يحصل في سوريا وعدم إدانته النظام

وإذا كانت قيمة أدونيس وإنجازه الشعري محل إجماع تقريبًا بين النقاد والشعراء العرب، لا سيما بعد وفاة الشاعر الفلسطيني محمود درويش، فإن كثيرين وجهوا له انتقادات حادة في الفترة الأخيرة، ربما بسبب مكانته الكبيرة تحديدًا، إذ كانوا ينتظرون من الشاعر السوري الأصل موقفًا أشد وضوحًا من الثورة في سوريا، وكلمات أكثر صراحة في انتقاد النظام السوري، الذي يتهم بقتل مدنين مسالمين عزل..

وهناك من رأى أن أدونيس يدين القمع بالمطلق، لكنه يصمت عن القامع السوري، أو كما قال عباس بيضون في مقالته "الثورة والمثقفون: لا أحد يعلّم العاصفة"، بصحيفة "السفير"، إن "إدانة القاتل وتسميته خير من إدانة القتل عامة.. يمكننا أن نصمت وأن لا يكون لدينا رأي، فهذا أيضًا من حقوق الناس، لكن المشاركة بالتردّد والالتباس ليست مشاركة، وخير لنا وللجميع أن لا نشارك على هذا النحو."

الشاعر حسن نجمي لا يتبنى هذا الرأي، ويقول: "ليس دفاعا عن أدونيس، ولكن علينا ألا نطالب الشعراء أو الفنانين أو المبدعين بأن يكرروا دور السياسيين.. خطاب أدونيس يتضمن نقدًا جوهريًّا عميقًا للبنيات الديكتاتورية العربية"، وهذا نقد أهم من "أي تصريح صحفي قد نحتفي به قليلاً ثم ننساه.. ويضيف شاعر "على انفراد": "أدونيس ليس بحاجة إلى مهاجمة بشار الأسد بالاسم، فلندع ذلك للسياسيين.. ولا أظن أنه يتبنى السلوكيات المنحرفة لنظام بشار الأسد وزبانيته.." كما يقول الشاعر، ويضيف: "لكن ينبغي أن نحترم حق شاعر في الصمت إذا أراد.. الصمت موقف.. لماذا ندين الصمت؟"، أما الشاعر عبد المنعم رمضان، فيقول إن "مقام أدونيس الذي يمكن أن يحميه هو نفسه المقام الذي يجعله يتريث ليتبين الرؤية، وهو مسؤول عما يفعل."

التعليقات