21/07/2011 - 20:28

52 عاما على رحيل صاحب "حماة الديار"، خليل مردم بك

إنه واحد من الأناشيد الأكثر انطباعا في ذاكرة الأجيال في العالم العربي عموما، وسوريا خصوصا، نص الشاعر الراحل خليل مردم بك "حماة الديار"، الذي رحل يوم 20.07.1959، فخليل مردم بك حالة شعرية فريدة في الأدب العربي، خاصة من جانب التصاقه بالهم الوطني والعمل السياسي بشكل مشابه لاندماجه بالأدب والشعر، كما أن ميزته بصفته قيادي في وسطه، جعلت منه صاحب رأي مسموع وكلمة ذات وقع مختلف على آذان الناس.

52 عاما على رحيل صاحب

خليل مردم بك

إنه واحد من الأناشيد الأكثر انطباعا في ذاكرة الأجيال في العالم العربي عموما، وسوريا خصوصا، نص الشاعر الراحل خليل مردم بك "حماة الديار"، الذي رحل يوم 20.07.1959، فخليل مردم بك حالة شعرية فريدة في الأدب العربي، خاصة من جانب التصاقه بالهم الوطني والعمل السياسي بشكل مشابه لاندماجه بالأدب والشعر، كما أن ميزته بصفته قيادي في وسطه، جعلت منه صاحب رأي مسموع وكلمة ذات وقع مختلف على آذان الناس.

سيرة مسيرة

ولد مردم بك عام 1895 بدمشق، وتهيأت له منذ طفولته وسط فكري مناسب، وأساتذة كبار في مجال الفكر والأدب، إذ درس الحديث على يد الشيخ بدر الدين الحسني، والفقه مع الشيخ عطا الكسم، مفتي الشام، والصرف والنحو عند الشيخ عبد القادر الإسكندراني، ليبدأ الكتابة في سن مبكرة، فكان أول إنتاج له جمهرة المغنين.‏ 

اتجه مردم بك في بداية حياته للعمل في مجال التدريس، إلا أن اتجاهه الشعري كان طاغيًا على مهنته، ما دفعه لإنشاء الرابطة الأدبية مع مجموعة من زملائه، بعد أن تم تعيينه معاونًا لمدير ديوان مجلس الوزراء مع بداية حكم فيصل، وضمت الرابطة حينها نخبة من رجال الفكر والأدب، منهم سليم الجندي، وأحمد شاكر الكرامي، وعز الدين التنوخي، وشفيق جبري، ومحمد الشريقي، وماري عجمي، وفخري البارودي، وعبد الله النجار، وحليم دموس، وجميعهم انتخبوا مردم بك رئيساً للرابطة، وصدر العدد الأول من مجلة الرابطة الأدبية في أيلول 1921، إلا أنها توقفت بعد صدور تسعة أعداد.‏ 

وطني قومي مقاوم

عانى الشاعر كثيرًا جراء مواقفه تجاه الاحتلال الفرنسي لبلده، ومع اندلاع الثورة السورية، بدأ ينشر قصائده الوطنية لرفع الظلم والطغيان، فلاحقته السلطات الفرنسية، ليغادر إثر ذلك دمشق إلى لبنان، ويسكن في قرية "المروج" ثلاث سنوات، وبعد عودته إلى دمشق لم يستطع أن يطيل المكوث إذ تجددت المشكلات، وانكشف سر وجوده في دمشق، فسافر إلى الاسكندرية، ثم إلى لندن لدراسة اللغة الانكليزية وآدابها، وأمضى فيها ثلاث سنوات، ليعود بعدها إلى دمشق، حيث عين مساعداً لرئيس الأدب العربي في الكلية العلمية الوطنية، التي أمضى فيها تسع سنوات، ألف أثناءها سلسلة أئمة الأدب العربي، ونشر منها خمسة أجزاء، هي الجاحظ، وابن المقفع، وابن العميد، والصاحب بن عباد، والفرزدق، ووضع النشيد الوطني لسورية عام 1936.

وكان اهتمامه بالشأن الوطني والسياسي واضحًا للعيان، فعين في عدة مناصب سياسية ودبلوماسية، وفي عام 1953 عين وزيرًا للخارجية السورية، وفي العام نفسه تم انتخابه رئيسًا للمجمع العلمي العربي، وبذلك انصرف الشاعر نحو الاهتمام بشؤون المجمع وتشجيع المؤلفين، وبقي رئيسًا له حتى وفاته عام 1959.

150  قصيدة 

لم ينفصل مردم بك خلال عمله في مجال الأدب، والسياسة، والإدارة، عن كتابة الشعر، إذ كتب أكثر من 150 قصيدة، كان أغلبها قصائد في حب الوطن والفكر القومي، وأشهرها "حماة الديار عليكم سلام"، وبعضها في نواح اجتماعية، ومراث وعاطفة.

التعليقات