24/07/2011 - 14:45

جدل جديد حول تصوير الصحابة وآل البيت في مسلسل "الحسن والحسين ومعاوية"

أحيا مسلسل "الحسن والحسين ومعاوية" الجدل حول تصوير الأنبياء وصحابة الرسول وآل البيت الذي رفضه الأزهر خصوصاً، فيما أجاز عدد كبير من رجال الدين عرضه.

جدل جديد حول تصوير الصحابة وآل البيت في مسلسل

أحيا مسلسل "الحسن والحسين ومعاوية" الجدل حول تصوير الأنبياء وصحابة الرسول وآل البيت الذي رفضه الأزهر خصوصاً، فيما أجاز عدد كبير من رجال الدين عرضه.

ويلقي المسلسل وهو من إخراج عبد الباري أبو الخير وتأليف وسيناريو محمد السيادي، الضوء على "الفتنة الكبرى" عبر تصوير حياة حفيدي النبي محمد الحسن والحسين ودورهما في الدفاع عن الخليفة عثمان بن عفان ومساندة والدهما علي بن ابي طالب.

و"الفتنة الكبرى" من أهم الأحداث التي اثرت في مسار التاريخ العربي الإسلامي عندما احتج أهل مصر والعراق خصوصًا، على حكم الولاة الذين عينهم ثالث الخلفاء الراشدين عثمان بن عفان نتيجة فسادهم ونهب ثروات البلاد والضرائب التي قاموا بفرضها.

وأدت هذه الفتنة إلى تمزيق المسلمين الى ثلاثة اتجاهات رئيسية هي السنة والشيعة والخوارج. ويعرض العمل الذي بلغت كلفة انتاجه ثلاثة ملايين دولار، كما قالت الشركة المنتجة، ًيضا قصة تنازل الحسن عن الخلافة لإحلال السلام بين المسلمين وتوحيد الأمة الإسلامية.

وهذا المسلسل هو الأول الذي يصور "آل البيت" على شاشات التلفزيون منذ تسعين عامًا عندما رفض الأزهر أن يؤدي الفنان المصري الراحل يوسف وهبة شخصية الرسول في فيلم تركي في العشرينات من القرن الماضي.

وعارض الأزهر على الفور عرض المسلسل على شاشات التلفزيون في مصر وكان أول من طالب بمنع بثه حتى على قنوات فضائية تستخدم الأراضي المصرية والقمر الصناعي المصري. ومن هذه القنوات المقصودة ضمنا روتانا خليجية التي ستقوم ببث المسلسل خلال رمضان إلى جانب عشرة قنوات فضائية عربية.

وقال أمين عام مجمع البحوث الاسلامية، علي عبد الباقي، إن "الأزهر يرفض عرض مسلسل الحسن والحسين إستناداً لقرار مجمع البحوث الإسلامية الذي يحرم ظهور الأنبياء والصحابة وآل البيت في الأعمال الدرامية". وأضاف أن "المجمع يرفض ظهور الإمامين الحسن والحسين رضي الله عنهما بشخصهما في الأعمال الدرامية". وتابع: "أرسلنا مذكرة إلى وزير الاعلام تطالب بمنع عرض المسلسل لعدم حصوله على موافقة مجمع البحوث الإسلامية كما ينص القانون".

ورفضت نقابة الإشراف التي تضم كل من ينتمون بنسب الدم إلى العائلة الهاشمية وخصوصاً أحفاد الرسول من ابنته فاطمة، أيضا عرض المسلسل. وقال نقيب الإشراف، محمود الشريف: "نحذر من خطورة عرضه وتجسيد شخصية سبطي الرسول". وأضاف: "لن نقف مكتوفي الأيدي حيال بعض الفضائيات التي ستقوم ببث المسلسل الذي يعالج أكثر الفترات والمراحل خطورة في تاريخ المسلمين يمتد تأثيرها حتى اليوم". وشدد على ضرورة "عرض المسلسل على مجمع البحوث الإسلامية والمؤسسات الدينية لإبداء الرأي الشرعي فيه وحتى لا تكون هناك تجاوزات أو مخالفات بالعمل الدرامي قد تؤدي إلى حدوث بلبلة وفتنة بين المسلمين خصوصًا في مثل هذا العمل الحساس".

من جهته، قال عبد الباقي إنّ "موضوع المسلسل طرح على الأزهر للمرة الأولى قبل ثلاث سنوات عندما أرسل وزير الاعلام حينذاك، أنس الفقي، يستوضح رأي الازهر بشأن مشاركة التلفزيون المصري في إنتاجه". وأضاف: "ابلغناهم برفض المسلسل من الأساس لأن هناك قراراً من المجمع يحرم تصوير أو تجسيد الأنبياء وآل البيت والعشرة المبشرين بالجنة بما في ذلك شخصية الحسن والحسين كونهما من أهل البيت".

في المقابل، أجاز قاضي القضاة الاردني أحمد هليل تصوير المسلسل في الأردن. وعلى ـساس هذه الموافقة، منحت نقابة الفنانين الأردنية تصاريح لفريق العمل لتصوير أحداث المسلسل في الأردن. كما صورت مشاهد في دول أخرى من بينها سوريا والمغرب ولبنان والإمارات العربية المتحدة.

واجاز رجال دين آخرون تصوير المسلسل وعرضه، بينهم الدعاة المصري القطري يوسف القرضاوي والسعودي سلمان العودة ووزير الأوقاف اليمني الشيخ حمود الهتار وعضو هيئة التدريس بكلية الشريعة بالقصيم خالد بن عبد الله.

كما وافق على تصوير وعرض المسلسل أيضا عدد من المشايخ السعوديين بينهم عبد الوهاب الطريري وعبد الله الطريقي وقاضي المحكمة العامة بمكة المكرمة هاني الجبير وقطاع الإفتاء والبحوث الشرعية ووزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في الكويت والشريف حسن الحسيني خادم تراث آل البيت في البحرين.

ويبدو أن مبادرة الايرانيين بتجسيد شخصيتي السيدة مريم العذراء والنبي يوسف عليه السلام في مسلسل، شجع الكثير من رجال الدين على التمرد على قرار الأزهر والموافقة على تصوير "الحسن والحسين ومعاوية". وكان الأزهر فرض قبل سبع سنوات تقريبًا منع عرض فيلم كرتوني للسيرة النبوية ويصور العديد من الصحابة الذين وقفوا إلى جانب الرسول في حياته وفي دعوته لنشر الدين الإسلامي، وذلك بسبب ظهور هذه الشخصيات في الفيلم.

وقد اضطرت الشركة المنتجة إلى حذف مشاهد واستبدال شخصيات برموز لها مثل سيف علي بن ابي طالب.

وتجاوز المخرج السينمائي السوري الراحل مصطفى العقاد هذا المنع حيث قام بتصوير شخصية "سيد الشهداء" حمزة عم الرسول في فيلمه الرسالة. ولعب الفنان العالمي انطوني كوين الدور في النسخة الإنكليزية والفنان المصري الراحل عبد الله غيث في النسخة العربية.

التعليقات