14/12/2011 - 02:39

قسمٌ خاصٌّ بالفنون الاسلاميّة في متحف اللوفر

قال رئيس متحف اللوفر في باريس، مديره العام، هنري لواريت، إن قسم الفنون الاسلامية الذي بني داخل حرم المتحف، سيكون جاهزًا في الربيع المقبل، ومن المتوقع أن يفتح أبوابه للزوار في صيف 2012، بعد انتهاء الانتخابات الرئاسية والتشريعية في فرنسا، والتي ستجري في ربيع العام نفسه.

قسمٌ خاصٌّ بالفنون الاسلاميّة في متحف اللوفر

 

- تصميم قاعة الفنون الاسلامية التي أنشئت حديثا في وسط اللوفر -

قال رئيس متحف اللوفر في باريس، مديره العام، هنري لواريت، إن قسم الفنون الاسلامية الذي بني داخل حرم المتحف، سيكون جاهزًا في الربيع المقبل، ومن المتوقع أن يفتح أبوابه للزوار في صيف 2012، بعد انتهاء الانتخابات الرئاسية والتشريعية في فرنسا، والتي ستجري في ربيع العام نفسه.

تبلغ كلفة المشروع مئة مليون يورو، تحمّلت الدولة عبء 25 في المئة منها، إضافة إلى مساهمة عدد من رعاة الآداب والفنون، ومنهم الأمير الوليد بن طلال، الذي تبرّع بـ17 مليون يورو، وعدد من المؤسسات الرسمية العربية في المغرب والكويت وعُمان، وشركات "فينسي"، و"توتال"، و"لافارج"، علمًا أنه لا تزال هناك حاجة إلى عشرة ملايين يورو لاستكمال تمويل المشروع.

وصودق نهائيًّا على فكرة تأسيس هذا القسم الجديد من الوزارة المضطلعة بشؤون المتحف، وعلى الفور، تبنّى المشروع الرئيس السابق جاك شيراك، الذي كان لا يزال رئيسًا للبلاد في تلك الفترة، ثم أيّده الرئيس الحالي نيكولا ساركوزي.

ونفّذ قسم الفنون الإسلامية المهندسان المعماريان رودي ريتشيوتي، وماريو بلليني، في قاعة فيسكونتي المطلة على نهر السين، وهي واحدة من أجمل قاعات المتحف التي لم تكن متاحة للجمهور على رغم وقوعها في قلب المتحف.

ويتوقع أن يمنح القسم الجديد الفنون الإسلامية مكانة لم تكن تحظى بها في متحف اللوفر، فهو يبرز الجانب الجمالي لتلك الفنون، إضافة إلى أنه يضفي بعدًا سياسيًّا، إذ سيمدّ الزائر، إلى جانب العروض المتعددة، بالمفاتيح لفهم تنوع الحضارة الإسلامية، وبالتالي الاقتراب من "الآخر".

10  آلاف قطعة

وسيعرض القسم حوالى عشرة آلاف قطـعـة، جـمـعـت مـن أنـحـاء العالم العربي، وأيضًا من دول تـفاعـلت مـع الـحـضـارة الإسلامية، كإسبانيا والصين، وتغطي حقبة تاريخية تمتد من القرن السابع حتى القرن التاسع عشر الميلادي.

وفي الحديث مع هنري لواريت، يوضح أنه فور توليه مهماته في اللوفر، عاين توزيع مجموعات الآثار في المتحف، فلاحظ أن شكل عرض الفنون الإسلامية ليس ملائمًا قياسًا بأهمية تلك المجموعة، إذ كانت مجموعات آثار اللوفر موزّعة على أقسام تغطي حقبات تاريخية متنوعة، وكان الزائر يرى التحف الإسلامية كجزء من قسم الآثار الشرقية، من دون أن تحظى بكيان مستقل.

بدأت مجموعة اللوفر بالتشكّل من مجموعات ملكية، ثم تزايدت في شكل ملحوظ، خلال القرنين التاسع عشر والعشرين، وبحسب لواريت، فإنها "تعبّر عن ولع الفرنسيين بالفن الإسلامي، وهذا ما نلاحظه في أعمال الكثير من الفنانين الفرنسيين، مثل ديلاكروا وآخرين ممن عرفوا المـغرب ومـصر والشرق الأوسط."

واكب إنشاء هذا القسم الذي شارف على الاكتمال، قراران على قدر من الأهمية، كانا ثمرة النقاش بين شيراك ولواريت، تعلق الأول بأهمية عرض أكبر عدد ممكن من تحف الفن الإسلامي في اللوفر، على رغم ضيق المساحة، ونصّ الثاني على إبقاء تلك التحف قرب مجموعات المتحف الأخرى، لكي تظل دائمًا على صلة بروائع الفن الغربي، فأعمال المتحف شواهد على التفاعل بين هذين العالمين منذ العصور الوسطى.

كما انتهى النقاش إلى اختيار ساحة فيسكونتي، في قلب قصر اللوفر، لبناء قسم جديد في الطبقة الأرضية، وأطلقت مسابقة معمارية دولية، فاز فيها المشروع الذي اشترك في إعداده المهندسان المعماريان الفرنسي رودي ريتشيوتي، والإيطالي ماريو بلليني، اللذان استلهما من الفن المعماري العربي، مع إبقاء واجهات الساحة.

إظهار تنوع الفنون الاسلاميّة

ويقول لواريت إن "هناك ضرورة اليوم لإظهار التنوع الذي تتسم به الفنون الإسلامية التي تغطي حقبات تاريخية طويلة، ومناطق جغرافية شاسعة، مثل الأندلس في العصور الوسطى، أو إيران أثناء الحكم الصفوي.. وبالرغم من وجود معطيات مشتركة من واقع التقاطعات التاريخية، فإن هناك اختلافات بحاجة إلى توضيح".

ويشار هنا إلى أن القسم الجديد سيشمل وسائل التكنولوجيا الحديثة، إضافة إلى كتب ومنشورات وأفلام، وستواكبه سلسلة من النشاطات الثقافية بمشاركة فنانين ومثقفين يسعون إلى إضاءات رؤيوية جديدة على الثقافات والفنون الإسلامية، وعلى مدى ثلاثة أشهر، ستتضمن هذه النشاطات مؤتمرات، وندوات، وعروضًا فنية وموسيقية.

ومن بين المشاريع الأخرى قيد التنفيذ، يقول لواريت، إن العمل مستمر في مشروع متحف اللوفر في أبوظبي، ومن المقرر أن يتولى إنشاء المبنى المهندس المعماري الفرنسي جان نوفيل.

وهذا المشروع هو ثمرة اتفاق بين فرنسا والإمارات للعمل معًا على تأسيس متحف، لا يكون فرعًا للوفر، بل نواة لـ "متحف الإمارات الكبير."

ففي أثناء إنشاء متحف اللوفر، في القرن الثامن عشر، تقرر أن يشمل كل أنواع الفنون وكل الحضارات، ليكون رمزًا للإشراقة التي ترمز إليها الثورة الفرنسية، وتلك هي الروح التي استلهمتها أبوظبي، بحسب لواريت.

وبالرغم من أن اسم متحف اللوفر سيظل مقترنًا بمتحف اللوفر-أبوظبي طوال 30 عامًا، ستكون للأخير مجموعاته الخاصة، وستقدم فرنسا خبرتها وتجربتها، لا سيما في إعداد الطاقم الذي سيتولى شؤون المتحف العالمي فيما بعد.

التعليقات