31/01/2012 - 14:13

الميدان: لن ترهب "إم ترتسو" الفنانين وسيبقى المسرح أرقى مساحة للتعبير عن الرأي!

منذ الأزل كانت منصة المسرح مكانًا تُسمع من فوقه الآراء والهواجس التي تؤرق روح الإنسان ومساحةً شبه مقدسة نستطيع فيها أن نقول ما نريد. إننا في مسرح الميدان نرى خطورةً جمّة في محاولات الإخراس هذه، مهما كانت الأدوات التي تستخدم لذلك بإسم الديموقراطية. من يقف من وراء حركة مثل "إم ترتسو" يحاول رويدًا رويدًا أن ينسف كل من يخالف آرائهم ويحاول الاختباء من وراء التفاصيل القانونيّة والادعاءات المعاكسة

الميدان: لن ترهب

أصدر مسرح الميدان، اليوم الثلاثاء، بيانا وصل لموقع "عــ48ـرب" نسخة منه، في أعقاب التحريض على الفنان محمد بكري ،جاء فيه: "نقرأ مرّة أخرى في صفحات الصحف ومواقع الانترنت، عن تهجّم شرس بحقّ فنان أو مبدعة أو إنسان اختار الفن للتعبير عن الرأي المُغاير لذلك السلطوي، واختار ’’تسليح’’ الجماهير بصوتٍ راقٍ يوصلون من خلاله استياءهم وهواجسهم واستنكارهم لما يحدث في الشارع.. لربّما علينا ألّا نستغرب هذه الممارسات في زمن تشن فيه الحكومة ’’قوانين إسكات’’ تلك أو أخرى، بذريعة ’’الديمقراطيّة’’ والدفاع عنها"

وأضاف البيان: "يقف الفنان المسرحيّ محمد بكري مرّة أخرى في مواجهة صدام من هذا النوع، حيث طالبت حركة ’’إم ترتسو’’ من وزيرة الثقافة ليفنات, أن تمنع مسرح ’’تسافتا’’ من السماح لبكري اعتلاء المنصة من خلال المسرحيّة ’’بيت برناردا ألبا’’، بذريعة أنه لا يُمكن لمؤسسة تدعمها الحكومة أن تسمع لإنسان أهان وافترى الأكاذيب- كما يدّعون- ضد جنود إسرائيل وضد حكومتها".

وشدد البيان على أنه "منذ الأزل كانت منصة المسرح مكانًا تُسمع من فوقه الآراء والهواجس التي تؤرق روح الإنسان، ومساحةً شبه مقدسة نستطيع فيها أن نقول ما نريد.. إننا في مسرح الميدان نرى خطورةً جمّة في محاولات الإخراس هذه، مهما كانت الأدوات التي تستخدم لذلك باسم الديموقراطية.. من يقف من وراء حركة مثل ’’إم ترتسو’’، يحاول رويدًا رويدًا أن ينسف كل من يخالف آراءهم، ويحاول الاختباء من وراء التفاصيل القانونيّة والادعاءات المعاكسة المتحاذقة، وذلك تمامًا ما حاولته أنظمة قمعيّة على مر التاريخ ونجحت فيه للأسف أكثر من مرّة". 

لقد صُدمنا عند سماعنا خبر تأييد وزيرة الثقافة لهذه الخطوة، وإننا ندعوها للتفكير مرّة أخرى في أبعاد وخطورة سابقة من هذا النوع، وبحث الأهمية الطارءة في ظروفٍ مثل ظروف هذه البلاد، لإعطاء كامل الحريّة الثقافيّة والفنيّة للمجموعات المختلفة فيها، كما يحتّم أي نظام يدّعي أنه ديمقراطي.

ودعا البيان  أولائك الواقفين من وراء غطاء مثل "إم ترتسو" على التفكير مجددًا بسيرورة تطرّف مبادراتهم وخطواتهم، خصوصًا وأنهم يتفاخرون بأنهم "الدولة الديموقراطيّة الوحيدة في الشرق الأوسط"، فهذه الممارسات الأخيرة لا تختلف البتّة عن تلك التي تُمارس في أحلك النظم الدكتاتوريّة.

واختتم بالقول: "نحن لن نسمح بإسكات أي فنان أو فنانة على منصتنا، ولن نسكت على هذه السابقة.. نحن لا ندافع عن محمد بكري وحسب، وإنما ندافع عن الرأي الحر وعن حريّة التعبير عن الرأي لكل إنسان ولكل مجموعة، ونرى بالمحاولات المستمرّة من بعض الأفراد والجماعات والمؤسّسات باستبعاد محمد بكري من كل عمل فني، إنما هي عملية ملاحقة واضطهاد للشخص والفنان، ونذكّر مرّة أخرى أنه في المرّة الأخيرة التي حاول فيها أحدهم ’’إسكات’’ فنان مسرحي، انتهى الأمر بجنازة!".

 مسرح الميدان يُطالب من مسرح "تسافتا" أن لا يخضع لأي تخويف من قبل جماعات مثل "إم ترتسو"، ونطالبه أيضًا بأن يكون ناطورًا لنزاهة المسرح وحريته، كما سيتيح مسرح الميدان لمحمد بكري ولكل فنّان أو فنّانة يريدون التعبير عن فكرة إنسانية وراقيّة، أن يقدّموها فوق منصّة مسرح الميدان دائمًا، وسيدافع بشراسة عن حقهم بذلك.

التعليقات