18/03/2012 - 13:29

ســــوزان ترنو إلى النجــوم

وسِرُ الهدوء في عيون سوزان وقدرتها على التحكم بأعصابها، جاءَ بعد قرارٍ صائبٍ منها أن تفرض الهدوء والسكينة على حياتها، فللموسيقى في البيتِ أهمية كبيرة، ولسماعِ الآخر، خاصةً إذا كان في البيتِ صبيةٌ صغيرة، في عمر 13 عامًا، تحتاجُ إلى الإصغاء والمتابعة، والهدوء والمحبة، وفي جوٍ تقول سوزان إنها نقلته من تجربة والديها، اللذيْن اتصفا بالهدوء في التعامل، حتى أنها تشعر أنّ مسيرتها تجاوزت الصعوبات.

ســــوزان ترنو إلى النجــوم

من الموسيقى والغناء إلى الكيمياء، إلى العمل الإذاعي إلى الهندسة ثم  إلى الإدارة والتسويق، هذا هو عالم سوزان قزموز مزاوي، ابنةُ الناصرة التي استطاعت بفضلِ قدراتها أن تنجح في جميع العوالم التي دخلتها، ولم يكُن مِن السهلِ عليها ترك أيٍ مِن هذه المجالات، إلا كي تُحافظ على هدوءِ النفس واستقرار البيت وسكينته.

 

 

عندما كانت في الصف السابع الابتدائي اختيرت لتنافس في مسابقةٍ موسيقية، يومها عُرفت في مدرستها مار يوسف، بصوتها العذب، وغنائها الفيروزي، وتراتيلها في الكنيسة، وهناك كانت بوابة الدخول الأولى إلى عالم الفن.
 
لم تتوقف عند هذه البوابة والمساحة الجميلة التي انكشفت عليها وكشفتها، بل صارَت الكاميرات والصحافة والكتابة جزءًا مِن حياتها، وهي التي لا تزالُ في المرحلة الثانوية مِن تعليمها، صارَ لسوزان اسمها بين صاحبات الصوتِ المخمليْ، وبدعمِ من عائلتها زادت ثقتها بنفسها، وصارت تُشارك في الكثير من الحفلات ويزدادُ اهتمامها أكثر بهذا العالم الخلاب الذي يخترق الإعلام.
 
نجحت سوزان أن تستقطب إليها اهتمام الإذاعات المحلية والبرامج المتلفزة من بينها «عطر الياسمين»، «ساعة وغنية»، «مرحبًا يا صباح»، وأول برنامج قدمته سوزان، كانت يومها في الثامنة عشرة من عمرها، والذي حل مضامين موجهة للأطفال، تحت عنوان «نحنا الربيع»، ولشدة اهتمام الأطفال بالبرنامج، أصبحوا اطلقوا على سوزان لقب «ماما»، فصارت أصغرُ أمٍ إذاعية.
 
وخلال مسيرتها الغنائية، شاركت فرقتي «عود الند» بقيادة المدربة كيتي جرجورة، و»فرقة الموسيقى العربية»، بقيادة سهيل رضوان، غناءً. وقدّمت مسرحياتٍ عدّة أبرزها: غنائية «أذكر»، للشاعر شكيب جهشان من إخراج نبيل عازر. 
 
ورغم نجاحها الإعلامي والفني، وجدت نفسها يومًا ما امام اختيارٍ صعب، أن تذهب إلى حيثُ تُدير مصلحتها ومصلحة زوجها، أم تبقى في مركز الإعلام الإذاعي، فاختارت تطوير مصلحتها، خاصةً أنها تُحِب الصحافة والعلاقات العامة، وبينهما مُشتركٌ هو اللقاء مع الناس، والتخاطُب اليهم بصورة مباشرة أو عبر وسائل الإعلام. 
 
وفي مجال عملها ساهمت إلى جانب زوجها فضول مزاوي في تطوير علاقاتٍ مع شركات كبيرة في مجال الإعلانات بينها شركات مثل: متيرنا، ويوتفاتا وسانو وكيرولاين، مركنتيل وشطراوس وغيرهم، لكنها لم تتوقف يومًا عن حُبها للصحافة والكتابةِ والقراءة والغناء .
 
وتُدير سوزان الآن العلاقات العامة في مكتب مزاوي للدعاية، وهي متزوجة من رجـل الأعــمال فضول مزاوي ولديها ثلاثة أبناء هم ياسمين (13 عامًا)، والتوأمين نتالي وراني.
 
وللأمومةِ في حياة سوزان رسالةٌ سامية ولها دلالات كبيرة، فالاستقرار العائلي والسعادة الزوجية لا تكون إلا بالحُب والتفاهم والتفاني مِن أجل الإخلاص للطرف الثاني، وفي علاقة سوزان وفضول نموذج يستشعره مَن يعرفهما عَن قُرب. 
 
وسِرُ الهدوء في عيون سوزان وقدرتها على التحكم بأعصابها، جاءَ بعد قرارٍ صائبٍ منها أن تفرض الهدوء والسكينة على حياتها، فللموسيقى في البيتِ أهمية كبيرة، ولسماعِ الآخر، خاصةً إذا كان في البيتِ صبيةٌ صغيرة، في عمر 13 عامًا، تحتاجُ إلى الإصغاء والمتابعة، والهدوء والمحبة، وفي جوٍ تقول سوزان إنها نقلته من تجربة والديها، اللذيْن اتصفا بالهدوء في التعامل، حتى أنها تشعر أنّ مسيرتها تجاوزت الصعوبات.
 
وفي غمرةِ العمل والضغوطات تجد سوزان بصورةٍ يومية ساعة لنفسها أو أكثر عندما تمارس رياضة المشي في الخامسة والنصف صباحًا، ثم تعود يوميًا لتتصفح الصحف اليومية، وبذلك تبدأ نهارها بهدوءٍ نفسيٍ وطاقة وحيوية.
 
النجاح ثمرة التعب!

تعرف سوزان تمامًا أنه ليسَ هنالك طريقٌ مفروشة بالورود، ففي الطريق جهدٌ وتعبٌ وسهرٌ وسعيٌ للنجاح، وبالمشاركةِ مع زوجها يمكنهما الوصول لأبعد الحدود، في توير مصلحتهما المشتركة، وقد استطاعا فعل تحقيق ذلك، وطورا علاقاتٍ ناجحة، والمشوارُ مستمرٌ لتحقيق المزيد من النجاحات.
 
سوزان تُحب العمل المكتبي، وتتواصل مع الناس عبر تبادل الآراء وتطوير أفكارٍ مشتركة، والاتفاق على آلية عملٍ مُرضية، فالعلاقات بين الناس لا تبنى فقط على الكسب المالي وإنما هناك حاجة إلى القُربِ مِن الناس، وإلى التواصل مع الزبائن للرقي دومًا إلى الأفضل.
سوزان تؤمن أنّ سر النجاح ، أمرٌ ليسَ صعبًا، إنه مسألةٌ في غاية البساطة، وفي غاية الأهمية أيضًا: المطلوب هو تخطيط الوقت، والمرأة قادرة على تحقيق أهدافها والقيام بأكثر من عملٍ واحد، تستطيع أن تحقق الكثير مِن النجاحات إن هي نظمت وقتها، إن هي كانت دقيقة بمواعيدها، وإن كانت ملتزمة بالوقت.
 
وعكس ما يراه البعض أنه لا يفضّل عمل المرأة إلى جانب زوجها، ترى سوزان أنّ  عمل المرأة إلى جانب زوجها يساهم في تكاملهما، لا بأس مِن النقاش، ومِن الحوار الحر، والمشاركة والدعم المتبادل، هذا الأمر يسهل حياتهما، يجعل منهما متفاهمان أكثر، ويقدران ظروف العمل ومتطلباته.
 
الحياة العائلية في رأس سلم الأولوية!
 
ورغم النجاحات، والرغبةِ بتحقيق الذات، لكن تظل العائلة هِي الهدف الأسمى لعائلة مزاوي، وخاصة  في نظر الأم والزوجة سوزان، فهي تعرف تمامًا أنّ لعائلتها المكانة الأولى، ولا يُمكن اكتمال سعادتها الا  بسعادةِ الزوج والأبناء، وفرحةُ العائلة تساوي بالنسبةِ لها كل الدنيا...

التعليقات