16/12/2012 - 15:05

"قتل النساء في المجتمع الفلسطيني" أولى فعاليات منتدى بلدنا الثقافي

بعد المحاضرة أديرت حلقة نقاش شهدت تفاعلاً شديدًا من قبل الحضور وتمحورت الأسئلة والمداخلات حول دور الجمعيات النسوية في محاربة ظاهرة قتل النساء والانجازات التي حققتها في الأعوام الأخيرة.

افتتح الأربعاء الماضي 12.12.2012 في جمعية الشباب العرب "بلدنا" في حيفا "منتدى بلدنا الثقافي"، الهادف لتنشيط الحياة الثقافية والفكرية في صفوف الشباب العرب في مدينة حيفا. وبحث اللقاء الأول موضوع "قتل النساء في المجتمع الفلسطيني"، حيث افتتح اللقاء بعرض لمقاطع من فيلم "Deadly Honour" للمخرجة الهندية ليبيكا بيلهام والذي يروي قصصًا حقيقية عن قتل نساء وفتيات في الرملة في العقد الأخير.

كما استضاف المنتدى د. سهاد ضاهر-ناشف، الباحثة والمحاضرة في كلية القاسمي وكلية "أورانيم" ومنسقة برنامج الدراسات النسوية في "مدى الكرمل" التي قدمت محاضرة تحت عنوان "التسويغ الثقافي لقتل النساء: ما بين التفكيك والإقصاء وجلد الذات".  وعرضت ضاهر- ناشف دراسة مقارنة عن قتل النساء في ثلاثة سياقات فلسطينية: المناطق الفلسطينية المحتلة سنة 1948، الضفة الغربية وقطاع غزة.

وتم التركيز على ممارسات قتل النساء في مدينة الرملة، حيث قتلت 10 نساء وفتيات ما بين الأعوام 2000-2007 في مدينة الرملة وحدها، وتم إغلاق تسعة ملفات، من بين عشرة ملفات، ولم يقدم المجرمون للمحاكمة.

من ثم عرضت الباحثة تحليلاً للتركيبة الاجتماعية والتركيبة السياسية-البيروقراطية في مدينة الرملة وفهم علاقتها مع قتل النساء، حيث قدمت عرضًا لكيفية تعامل الإعلام الإسرائيلي المكتوب مع حالات قتل النساء الفلسطينيات عامة وفي الرملة خاصة، وكيفية تماثل هذا التعامل لتعامل الشرطة والنظام القضائي معه أيضا إذ أنه في كثير من الحالات النساء الفلسطينيات اللواتي تتعرضن لإغتصاب تتعرضن أيضاً لتحرش جنسي خلال الإدلاء بشهاداتهن في التحقيق.

وقدمت الباحثة أمثلة أخرى تثبت أن الشرطة الاسرائيلية متواطئة في حالات قتل النساء الفلسطينيات على خلفية ما يسمى بـ "شرف العائلة" وبالتالي فهي تتحمل مسؤولية الجرائم. وتساءلت الباحثة خلال مداخلتها: لماذا تنفى المرأة التي تتعرض للعنف والتهديد بالقتل في الملاجىء بينما يمارس المجرم حياته الطبيعية؟ وأضافت أنَّ حالات قتل النساء هي نتاج سياسة التهميش التي تتبعها المؤسسات الرسمية الاسرائيلية والتي تفاقمت بعد الانتفاضة الثانية. وأنهت الباحثة مداخلتها بالقول إنّه يجب محاربة نسب جرائم قتل النساء على  "شرف العائلة" لأننا نرفض مفهوم الشرف.
بعد المحاضرة أديرت حلقة نقاش شهدت تفاعلاً شديدًا من قبل الحضور  وتمحورت الأسئلة والمداخلات  حول دور الجمعيات النسوية في محاربة ظاهرة قتل النساء والانجازات التي حققتها في الأعوام الأخيرة.

من الجدير بالذكر ان منتدى بلدنا الثقافي يهدف الى تنشيط الحياة الثقافية في حيفا في صفوف الشباب الذين ينتمون للفئة العمرية 20-30 سنة، ويتم خلاله تناول مواضيع الساعة الثقافية، السياسية والفكرية. حيث ستشمل اللقاءات عروض أفلام واستضافة محاضرين متخصصين وطرح المواضيع للنقاش. تجدر الإشارة إلى أن لقاءات المنتدى شهرية، واللقاء القادم سيكون في نهاية شهر كانون الثاني/يناير القادم.

التعليقات