09/02/2013 - 09:08

في الذكرى الـ36 لرحيله: راشد حسين يطل عبر الفيسبوك

هذا العام..لم ينتظر محبو الشاعر الفلسطيني الراحل راشد حسين، وفي ذكرى رحيله التي حلت الأسبوع المُنصرم، أية جهة كي تُقيم له أمسية أو تكريم أو ندوة، هذا العام وفي الذكرى السادسة والثلاثين لرحيله، كان إحياء ذكرى راشد حسين مُختلفًا: تظاهرة ثقافية عبر الفيسبوك استقطبت المئات من الوطن والشتات.

 في الذكرى الـ36 لرحيله: راشد حسين يطل عبر الفيسبوك

هذا  العام.. لم ينتظر محبو الشاعر الفلسطيني الراحل راشد حسين، وفي ذكرى رحيله التي حلت الأسبوع المُنصرم، أية جهة كي تُقيم له أمسية أو تكريم أو ندوة، هذا العام وفي الذكرى السادسة والثلاثين لرحيله، كان إحياء ذكرى راشد حسين مُختلفًا: تظاهرة ثقافية عبر الفيسبوك استقطبت المئات من الوطن والشتات.

"علينا ألّا ننتظر جهةً ما لتكريم شُعرائنا ومبدعينا وشُهدائنا..يمكننا أن نُحيي راشد حسين بكثافة في هذه الصّفحة من خلال كتابة مقاطع من أشعاره أو أعماله النّثريّة، كتابة آراء، "ستاتوسات" حول راشد حسين والأدب الفلسطيني، مشاركة أغانٍ أو فيديوهات لها علاقة بالمناسبة..." بهذه الكلمات عرف القائمون على الحدث الافتراضي عبر موقع التواصل الإجتماعي – الفيسبوك نشاطهم الذي حمل عنوان "وفاءً لراشد حسين – فيسبوكيا" الذي أرادوا من خلاله إحياء ذكرى شاعر المقاومة الذي رحل عنا بتاريخ 2/2/1976 بمدينة نيويورك في الولايات المتحدة بظروف غامضة لم يُعرف سببها حتى اليوم، إذ كانت قد أعلنت السّلطات الأمريكيّة بأنّه توفي إثر حريق شبّ في شقّته في نيويورك، إلّا انّ جثّة الشّاعر كانت سليمة من أي أثر للحروق.


أكثر من 400 شخص انضموا للحدث من فلسطين والدول العربية والعالم، إذ شارك كل شخص بطريقته الخاصة في هذه التظاهرة الثقافية، من خلال مشاركتهم بأشعارهم المُفضلة لابن قرية مصمص، أو أغاني من كلمات الشاعر مثل أغنية "ضد" من غناء جورج قرمز او مصطفى الكرد، وأغاني لريم بنا مثل "إلى قصيدة" و "الغائب" وأغنية "خواطر وأصداء" للفنانة ريم الكيلاني، أو مشاركة مقالات وملصقات تحوي أشعاره، أو صور لمحطات تاريخية في حياة الراحل وتسجيلات بصوته، وكتابات ورثاء عن راشد حسين كتبها شعراء وأدباء وشخصيات عرفته.

بعد مضي قرابة الأسبوع على إنشاء هذه الصفحة، أصبحت اليوم إرشيفا متواضعًا لأي شخص يُريد أن يتعرف على الشاعر وحياته، ومرجعًا لأي باحث او مُحب للاستطلاع يحوي عددا كبيرًا من أهم انتاجات الشاعر الكبير.

صوت الشعب
وفي حديث لصحيفة "فصل المقال" مع الطالب والشاعر رأفت آمنة جمال من قرية مصمص وقريب الشاعر راشد حسين، أحد المُبادرين إلى هذه الخطوة، قال": "هي فكرة بادرنا لها، أنا والكاتبة الصّحفيّة رجاء زعبي عمري. لأنّ هذه الذّكرى غُيِّبَت هذا العام ولم تتبنّى أيّة جهة إحياءها.. إلى جانب تغييب راشد حسين كسواه من مبدعين ومناضلين حقيقيّين تمّ جبهم عن السّاحة ثقافيّا ووطنيّا، فجاءت الفكرة مختلفة في أن نُنشِئ صفحةً في الفيسبوك تكون بمثابة إعلان عن إحياء ذكرى رحيل راشد حسين من خلال الفيسبوك، تظل طيلة يوم كامل هو 2.2.2013. بحيث يكون مُتاحًا أمام الجميع المشاركة والإسهام في ذلك من خلال نشر كتابات للشّاعر، مقاطع فيديو بصوته أو قصائد مغنّاة، بالإضافة إلى أن يعبّر كلّ شخص عن رأيه براشد أو بالأدب الفلسطيني. ليكون صوت الشّعب حاضرًا وليس فقط صوت النُّخَب الّتي تعتلي المنابر".


- قصيدة "ضد" بخط الشاعر/ نيويورك 1975 -

رسائل من كل دول العالم
وأضاف رأفت حول نجاح هذه التجربة الأولى من نوعها "لقد وصلتني سبع رسائل على حسابي الشّخصيّ في الفيسبوك من لاجئين فلسطينيّين في سوريّة، لبنان، الكويت، لندن وأميركا. عبّروا عمّا وصفتُهُ بـ "فلسطينيّتهم الجريحة"، عن حنينهم لفلسطين الّتي لم يزوروها جميعهم.. فكُلّهم وُلِدوا في تلك البلاد. إلا أنّهم شعروا بتعطّش كبير ليتوحّدوا مع الفلسطينيين المقيمين هُنا في تكريم شاعر كراشد حسين. أسعدني ذلك جدّا لأنّ راشد حسين كان صلةً مع هؤلاء النّاس الجميلين الّذين لا أستطيع أن أصف لكَ ما وصلني من مشاعرهم. هذا نوع من الوفاء من أشخاص لم يعايشوا راشد حسين، هم فقط تعرّفوا إليه كما تعرّفت أنا إليه من خلال نتاجه الأدبيّ وموقفه الملتزم".

وينقل لنا رأفت إحدى هذه الرسائل التي وصلته من السيّدة نائلة خطيب وهي فلسطينيّة مقيمة في دمشق: "كلّما قرأت لراشد حسين شعرتُ أنّني في يافا وحيفا وعكّا، هذه المدن الّتي لمن أزُرها قطّ.. وحده راشد حسيين دون غيره يستطيع أن يأخذني من دمشق إلى فلسطين".

وعن الرسائل التي وصلت يقول أيضا "هنالك ثلاث رسائل وصلت من سورية وحدها فقط.. مؤثّر أن يتقاسم السّوريّون جُرحَهم مع جرح غياب وتغييب راشد حسين".

جيل يقظ
كما كان بارزا التفاعل والحضور الشبابي في هذه التظاهرة وبشكل خاص، الأمر الذي اعتبره رأفت مشرفا، قائلا: "كنت قلقًا من أن تُقابَل الفكرة بنوع من اللامبالاة خصوصا في ظل ما نمرّ به من قضيّة اضراب الأسرى والثورات العربيّة وانشغال الطلاب بالإمتحانات، ناهيك عن حالة اللامبالاة الّتي استوطنت فينا حيال أهم قضايانا.. إلا أنّ الإقبال والمشاركة كانا مشرّفيْن ويبعثان الأمل داخلنا. عدد كبير من الشباب وحتى الأطفال دون سنّ الثامنة عشرة حرصوا على المشاركة من خلال مقاطع شعريّة يحفظونها لراشد حسين، كان هنالك حضور ملفت لقصيدة "الغلّة الحمراء" الّتي نظمها الشاعر من أجل ضحايا صندلة، وقصيدة "ضدّ" الّتي نالت حصّة الأسد، بالإضافة إلى بيت الشعر الحاضر "سنُفهم الصّخرَ إن لم يفهم البشرُ ... أنّ الشعوبَ إذا هبّت ستنتصرُ".

واختتم رأفت بالقول "هذا الجيل وفيّ لقضيّته، واعٍ ومتحمّس ولم يستطيعوا تغييبه على الرّغم من ظواهر سلبية كثيرة تسوده.. إلا أنّه جيل يقظ وفي داخله إيمان حقيقيّ بالقضيّة".

____________________________________________________________________________________

راشد حسين (1936-1977)

-  ولد راشد حسين في قرية مصمص من قرى أم الفحم سنة 1936، وانتقل مع عائلته إلى حيفا سنة 1944 ، ورحل مع عائلته عن حيفا بسبب الحرب عام 1948وعاد ليستقر في قرية مصمص مسقط رأسه .

-  واصل تعليمه في مدرسة أم الفحم ، ثم أنهى تعليمه الثانوي في ثانوية الناصرة . وبعد تخرجه عمل معلماً لمدة ثلاث سنوات ثم فُصل من عمله بسبب نشاطه السياسي .

-  عمل محرراً لمجلة "الفجر" ، " المرصاد " والمصوّر .

-  ترك البلاد عام 1967 إلى الولايات المتحدة حيث عمل في مكتبة منظمة التحرير هناك ، وسافر إلى دمشق عام 1971 للمشاركة في تأسيس مؤسسة الدراسات الفلسطينية ، كما عمل فترة من الزمن في القسم العبري من الإذاعة السورية.

-  عاد إلى نيويورك عام 1973 حيث عمل مراسلاً لوكالة الأنباء الفلسطينية " وفا " .

-  توفي في الثّاني من شهر شباط عام 1977 في ظروف غامضة كانت قد أعلنت السّلطات الأمريكيّة بأنّه توفي إثر حريق شبّ في شقّته في نيويورك، إلّا أنّ جثّة الشّاعر كانت سليمة من أي أثر للحروق. وقد أعيد جثمانه إلى مسقط رأسه في قرية مصمص حيث ووري هناك في تاريخ 8.2.1977 بعد أن أذنت السّلطات الإسرائيلية بنقل جثمانه بعد رفض قاطع استمر لمدّة خمسة أيام، ليعود بعدها إلى وطنه ويُدفن وسط حشود كبيرة قدّرت بعشرات الآلاف.

-  منح اسمه وسام القدس للثقافة والفنون في عام 1990.

من أعماله:
-  كتاب كلام موزون بجزئيه ، كتاب يضمّ مقالات ونصوصًا نثريّة ساخرة وحادّة.
-  حاييم نحمان بياليك - نخبة من شعره ونثره - ترجمة - تل أبيب ( 1966)
-  مع الفجر - ديوان شعر ( 1957 ) عدة طبعات بعد ذلك .
-  صواريخ - ديوان شعر ( 1958 ) عدة طبعات بعد ذلك .
-  أنا الأرض لا تحرميني المطر - ديوان شعر ( 1976)
-  قصائد فلسطينية – بيروت (1982)
-  ديوان راشد حسين - الأعمال الشعرية الكاملة - بيروت.

لدخول الى الحدث "الوفاء لراشد حسين – فيسبوكيا" ادخلوا على الرابط التالي:
www.facebook.com/events/283301708463977
 


- "الى قصيدة"/ كلمات راشد حسين، غناء ريم بنا -

التعليقات