17/10/2013 - 23:15

"أنتم الأصل والأصالة".. عيلبون تودع وديع الصافي

لم يرضَ أهالي قرية عيلبون الجليلية أن تمر وفاة الفنان العربي اللبناني وديع الصافي مر الكرام خصوصا بعد امتعاض الكثيرين من عدم قيام الحكومة اللبنانية بإعلان يوم حداد وطني على روح الصافي الذي غنى للبنان ورفع اسمه وترك له وللعرب جميعا إرثا موسيقيا ثقافيا سيقى معنا وبعدنا لسنوات طويلة، اختارت عيلبون أن تودعه بقداس بسيط على روح الصافي جرى يوم أمس الأربعاء في كنيسة جوارجيوس للروم الكاثوليك بمشاركة كبيرة من أهالي عيلبون والقرى المجاورة أحياه الأب مارون طنوس، للتعبير عن حبهم وتقديرهم له وارتباطهم بفنه

لم يرضَ أهالي قرية عيلبون الجليلية أن يمر وفاة الفنان العربي اللبناني وديع الصافي مر الكرام خصوصا بعد امتعاض الكثيرين من عدم قيام الحكومة اللبنانية بإعلان يوم حداد وطني على روح الصافي الذي غنى للبنان ورفع اسمه وترك له وللعرب جميعا إرثا موسيقيا ثقافيا سيقى معنا وبعدنا لسنوات طويلة، اختارت عيلبون أن تودعه بقداس بسيط على روح الصافي جرى يوم أمس الأربعاء في كنيسة جوارجيوس للروم الكاثوليك بمشاركة كبيرة من أهالي عيلبون والقرى المجاورة أحياه الأب مارون طنوس، للتعبير عن حبهم وتقديرهم له وارتباطهم بفنه.

بعد القداس، اجتمعوا في قاعة الكنيسة واستمعوا إلى بعض من أغانيه خصوصا تلك التي غناها لعيلبون خصيصا، فللصافي معزة وحب كبيران لعيلبون التي نظم لأهلها حفلات خاصة بهم فقط أكثر من مرة.

ألقى بعد القداس هاني سويد، العازف وأستاذ الموسيقى، كلمة نقل فيها تحيات أبناء وديع الصافي لعيلبون على هذا النشاط، وذكر ما كان يقوله الصافي دوما عن عيلبون "أنتم الأصل والأصالة".

وصايا الصافي

وفي حديث لموقع عـ48ــرب مع هاني سويد الذي رافق وديع الصافي عازفا معه في عشرات الحفلات، قال "اجتماعنا اليوم هو أقل ما يمكن أن نقوم به لفنان عظيم أحب عرب الداخل وعيلبون بشكل خاص، إذ نظم حفلات خاصة لعيلبون في طابا والأردن لأنه كان يشعر بهذه المعزة والمحبة الخاصة منا له، وكان يردد دائما أنتم الأصل والأصالة".

وأضاف سويد "كل ما يقال عن وديع الصافي لن يفيه حقه وقيمته الفنية، فهو فنان شامل تطرق في فنه للأرض والنباتات والروحانيات والوطنيات والإنسان، الأغاني الذي تركها هي وصايا مستمدة من حبه للأرض والوطن".

وعن علاقته مع وديع الصافي، قال سويد "تعرفت عليه أول مرة عام 1998، ومن يومها اشتركت معه في أكثر من 40 حفلا غنائيا، وأصبحت بيننا علاقة حميمة ومع ابنائه أيضا، حتى بات يعاملني كأولاده وينادي علي "يا ابني"، وهو انسان متواضع جدا يحترم ويقدر الفن والفنانين الحقيقيين، وهو تاريخ لا يثمن".

تجدر الاشارة الى أن عيلبون كرمت وديع الصافي وهو حي قبل عامين، من خلال جمعية "الصافي" في عيلبون بالتعاون مع المجلس المحلي، في أمسية خاصة بمناسبة عيد ميلاده الـ90 في قاعة العودة حضرها المئات، والتي أحياها الفنان مصطفى دحلة بباقة من أغاني الصافي، وأغنية خاصة لأهالي عيلبون بصوت وديع الصافي.

حب الوطن

وفي حديث لموقع عـ48ــرب مع أمير بلان، عازف القانون وطالب جامعي بموضوع الموسيقى، حلل فيه هذا الترابط بين عيلبون والصافي، قائلا: "وديع الصافي عاصر أجيالا عديدة وغنى لمواضيع مختلفة تخص الجميع، وحصل على تقدير فني في عيلبون على مستوى القرية وعلى مستوى أفراد أيضا، فمنهم عازفون ومطربون مثل الفنان المرحوم عطالله شوفاني، الذين شاركوه بالفعاليات الفنية، وكانوا على علاقة قريبة وودية جدا معه ومع أولاده، اضافة للفنان هاني سويد".

أضاف بلان "ارتباط وديع بفلسطين وعيلبون كان مقرونا بغناء وديع لمواضيع تهم القرية وحياة الفلاحة البسيطة، وهذه الفترة استمرت في عيلبون حتى سنوات الخمسينيات والستينيات حين كان وديع في أوجه، وبالرغم من التطور التكنولوجي الذي حصل، إلا أن الإنسان في عيلبون حافظ على جذوره مع تطور المجتمع وهذا يتجلى في المحبة لدى الجيل الجديد الصاعد لوديع والذي ورثها عن الآباء والأجداد" .

وتطرق بلان للمواضيع التي غنى لها الصافي، مثل الصداقة والعائلة والمحبة وحب الأرض والوطن وهذه الأجواء هي التي كانت الدارجة في القرى. أما عن الوطن فيقتبس بلان قول وديع الصافي ردا على من سأله عن سبب غناءه لأطفال الحجارة "إن من يحب وطنه لا بد أن يفهم حب الآخرين لأوطانهم فكيف ان كان الامر متعلقا بالأراضي العربية ؟"، وهنا لامس وديع الصافي إحدى أهم القضايا الوطنية وهي القضية الفلسطينية وجرح عيلبون في النكبة عام ١٩٤٨ .

عهالسطيحة بعيلبون

أما على الصعيد الاجتماعي في القرية، فيرى بلان أن اغاني الصافي تناولت قضايا عدة مثل الزواج من بنت الضيعة في أغنية "خذ ليلى بنت ضيعتنا بنت عيلي مثل عيلتنا ..بتعيش يبني مثل عيشتنا.. سماع منس ولا تجاوبني.. الله يرضى عليك يا ابني "، و أغنية "تجوزت راحت يا هوى عليي بكير صرت بنام ليلية "، ولقضية الهجرة من القرية في أغنية "لوين يا مروان عمهلك ..عمين تارك أرضك وأهلك ؟ ".

محبة وتعلق وديع الصافي بالضيعة وبتقاليدها أيضا يشابه محبة أهل عيلبون لقريتهم يقول أمير، فهناك مواضيع وأشغال غنى لها وديع لا زالت حتى يومنا هذا تقام في القرية مثل تعلق أهل عيلبون بالجبل وبالحقول وأراضي الزيتون في أغنية "جبلنا بدمنا ترابو جبلنا مهما الدهر غضباته جبلنا …منبقى هون ما منترك جبلنا …تراب الأرز أغلى من الدهب". وفي غناء المغنيين المحليين لهذه الأبيات يستبدلون بجملة "تراب عيلبون أغلى من الدهب ".

وخلص بلان إلى القول بقصة عن والده "يخبرني والدي أنه وفي سنوات السبعينيات عندما كان يبلغ من العمر ١٠ أعوام  كان يعود والده من العمل بعد التعب والشقاء، ليجلس مع اصدقائه ويستمعوا لوديع الصافي ويشربوا العرق".

لامس وديع عيلبون على أرض الواقع في غنائه في إحدى الحفلات بحضور جمهور كبير من أهالي عيلبون في أغنية "يا اختي نجوم الليل شوفيها " في جملة: "وعهالسطيحة بعيلبون كل سهرية …بتسوى الدني وكل ما فيها"، أصبحت في هذه الأيام أكثر الأغاني رواجا في عيلبون خصوصا بين جيل الشباب الذي تناقلها بكثرة عبر الفيسبوك بعد خبر رحيل الفنان الذي أحب عيلبون التي قدرته وأحبته هي أيضا.



الصور من خلال القداس الذي جرى في عيلبون - أمس الأربعاء / عدسة ربيع عيد

التعليقات