10/06/2014 - 12:44

حيفا: "طه" غدًا على خشبةِ مسرح الميدان

إنها ليست مسرحية عن مأساة شاعر؛ هذه مسرحية عن انتصار شاعر على الحياة، تلك الحياة التي لم تسمح له أبدًا بممارسة ما يحبّ، لكنه استطاع أن يتحرّر منها ويتعالى عليها ليفرض عليها واقعًا جديدًا.

حيفا:
"أميرَةُ !/ عندَما يرْحَلُ أحِبَّاؤُنَا / كمَا رحَلْتِ/ تبدأُ في داخِلِنَا هِجرَةٌ لا تنتَهي/ ويحيَا معَنا يَقينٌ/ أنَّ كُلَّ ما هوَ جميلٌ/ فينَا ومِن/ حولِنَا/ ما عَدا الحُزْنَ/ يرحَلُ، يُغادِرُ/ ولا يعودُ."
 
بهذه الأبيات يقتنع "طه محمد علي" بأن يسلّم نفسه للشّعر بعد أن حاول إحباطه على مدار أكثر من 50 سنة. فخسارته لبيته وحبيبته وأصدقائه ودكّانه في صفورية عام 1948، واضطراره للعمل من جيل مبكّر لإعالة عائلة والده المقعد، جعلاه يتنازل عن تحقيق نفسه كشاعر.
لكن الحلم أكبر من الواقع؛ فيفرض نفسه على حامله وحالمه ليحقق لنا شاعرًا رقيقًا عميقًا يسبق زمانه ومكانه ليتفرّد بلغة لا تشبه أحدًا بتاتًا، مع أنها تشبهنا كلنّا بنفس الوقت.
 
إنها ليست مسرحية عن مأساة شاعر؛ هذه مسرحية عن انتصار شاعر على الحياة، تلك الحياة التي لم تسمح له أبدًا بممارسة ما يحبّ، لكنه استطاع أن يتحرّر منها ويتعالى عليها ليفرض عليها واقعًا جديدًا.
 
المسرحيّة من تأليف وتمثيل عامر حليحل، أخراجها يوسف أبو وردة، معالجة دراميّة علاء حليحل،
ديكور وملابس أشرف حنّا، موسيقى حبيب شحادة حنّا وإضاءة فراس طرابشة. يُشار إلى أنَّ العمل من إنتاج مسرح "مرايا" ومؤسسة "قديتا للثقافة والفنون".
 

التعليقات