17/04/2015 - 16:26

حيفا: الأديب سميح مسعود يطلق كتابين في أمسية ثقافية

حفل تكريمي مميز للأديب تم به إشهار كتابيه: متحف الذاكرة الحيفاوية، ومقامات تراثية

حيفا: الأديب سميح مسعود يطلق كتابين في أمسية ثقافية

استضاف المجلس الملّي الأرثوذكسي الوطني ونادي حيفا الثقافي في حيفا، للمرة الثانية الأديب الدكتور سميح مسعود ابن مدينة حيفا التي ابتعد عنها قسراً عام 48، نتيجة النكبة واحتلال المدينة.

 أقيم حفل تكريمي مميز له تم به إشهار كتابيه 'متحف الذاكرة الحيفاوية' و'مقامات تراثية'، وذلك يوم أمس الأول، الأربعاء، في القاعة الثقافية لكنيسة مار يوحنا الأرثوذكسية.

تخلل الحفل مداخلات لكل من: البروفيسور محمود يزبك، والفنان عبد عابدي، والدكتور جوني منصور، وقد قام بعرافة الحفل الدكتور ماجد خمرة، بحضور جمهرة من أبناء حيفا وأبناء برقة الحيفاويين، ومن القرى المجاورة وأقاربه الذين تعرف عليهم حديثاً في رحلة بحثة عن جذوره، توافدوا من بلدات إكسال وعارة وعرعرة وشفا عمرو واعبلين.

في الاستضافة الأولى عام 2013 جاء أديبنا ليشهر في مدينته كتابه (حيفا.. بُرقة البحث عن الجذور) الذي ثبت بين دفتيه جذوره وذكرياته، حتى وصدى أصوات أهله وكل من كان حوله في زمن مضى... جاء مع كتابه إلى بيته القديم في شارع الناصرة، ليتنفس من جديد هواء عشيقته حيفا.

أما في هذة الزيارة، فقد جاءنا بكتابين جديدين: أولهما 'متحف الذاكرة الحيفاوية' ويشتمل في مضمونه على دلالات مرئية لمقتنيات تراثية قديمة لوالديه كانت محفوظة في بيت أسرته في حيفا في ذلك الزمن الجميل ما قبل النكبة. قدم مقتنياته من خلال كتابه للقراء بكل ما فيها من عبق التاريخ والتراث الحضاري، لذكرى والدته سارة ووالده عبد الفتاح.

تشتمل المقتنيات المدونة في الكتاب على مقتنيات شخصية وعامة له ولوالديه، تتضمن مكاحل وأوانٍ منزلية وحُليا تقليدية ونقودا وطوابع بريدية وراديوهات ومصابيح ومفاتيح ومجلات قديمة، ومقتنيات أخرى ذات قيمة معنوية، تمثل في مجملها تاريخاً بأكمله، وتعبر في نفس الوقت عن العلاقة الحميمة التي تربط عائلته بالمكان... مقتنيات كثيرة احتفظ بها أديبنا سميح مسعود في بيته طيلة السنوات الماضية، ويضعها الآن من خلال كتابه تحت تصرف الناس، وبهذا يتم تعريف الأجيال القادمة عليها، وإن طال الزمان؛

أما الكتاب الثاني فإنه يشتمل على صور مرئية لمقتنيات تراثية جمعها أديبنا خلال سنوات طوال ٍ أثناء تجواله بين مدن وحضارات وثقافات كثيرة، تُمثل مجموعة فنية تُظهر بريق ما امتازت به مجتمعاتنا خلال مئات السنين الماضية، وقد قسمت المقتنيات حسب المادة التي صنعت منها وظهرت بصور توضيحية ملونة بأحجام متعددة، تجعل من الكتاب دليلاً مصوراً يساعد على إظهار المقتنيات المدرجة بكل مضامينها الجمالية والفنية، على اختلاف أنواعها وتنوع أساليب صناعتها وأشكالها الزخرفية.

بعد إلقاء الكلمات التي تم بها التعريف بالكتابين، قدم المحامي فؤاد نقارة رئيس نادي حيفا الثقافي، درعا تذكاريا للمحتفى به ابن حيفا تقديرا لعطائه المتواصل.

وفي نهاية الامسية شكر أديبنا سميح مسعود الجهة المضيفة والحضور، وعبر عن سعادته بوجوده في مسقط رأسه حيفا بين أهله وناسه.

وقد قال عن كتابه 'متحف الذاكرة الحيفاوية' : 'به تمكنت من التمتع بذاكرة مرئية تُغرقني دوماً في بحر من التأملات بمحركات نفسية مؤثرة، أسترجع فيها صوراً كثيرة مختلطة ومتشابكة لفلسطين كلها تمتد في فضاءات رحبة متشعبة، تنطق بحبي وهيامي بها، استحضر مكنوناتها ببؤر لاقطة تعكسُ لي شظايا أجزاء من أرض بلدي وسمائها وبحرها وترابها ووجوه أهلها وكل ما كان فيها، أتلمس فيها تفاصيل مضت رغم تباعد الزمان والمكان. إنها توقظ في داخلي شهوة الحياة رغم مرارة المنافي والشتات'.

وفي ختام كلمته أعلن عن البدء في كتابة الجزء الثاني من كتابه (حيفا.. برقة البحث عن الجذور) لإضافة ما استجد لدية من جذور جديدة تعرف عليها مؤخراً في أرض الآباء والأجداد.

كما أعلن على الحضور أيضاً أن صديقه الدكتور بسام أبو غزالة قد أتم ترجمة كتابه إلى اللغة الإنجليزية. 

التعليقات