27/05/2015 - 13:08

حيفا: توقيع كتاب "حيفا- الكلمة التي صارت مدينة"

نظمت في مسرح الميدان في مدينة حيفا أمس الثلاثاء، أمسية توقيع كتاب "حيفا- الكلمة التي صارت مدينة"، لمؤلفه المؤرخ الفلسطيني د.جوني منصور، إذ يعرض منصور من خلال الكتاب، وبالإضافة إلى المقالات التاريخية التوثيقية، عشرات الصور لمدينة حيفا قبل

حيفا: توقيع كتاب

نظمت في مسرح الميدان في مدينة حيفا، أمس الثلاثاء، أمسية توقيع كتاب 'حيفا- الكلمة التي صارت مدينة'، لمؤلفه المؤرخ الفلسطيني د.جوني منصور، إذ يعرض منصور من خلال الكتاب، وبالإضافة إلى المقالات التاريخية التوثيقية، عشرات الصور لمدينة حيفا قبل النكبة وبعدها.

وافتتحت الشاعرة أسماء عزايزة، الأمسية مرحبة بالجمهور، وأشادت بأهمية التأريخ الذي من شأنه أن يدحض الرواية التي تحاول المؤسسة بثّها وتنافي الحقيقة، وقالت إن 'ما يميّز عمل منصور هو قدرته على نقل المعرفة للأجيال الشابة، والزخم في عمله وبحثه المستمر الدائم الذي لم يتوقّف يوماً'.

وتحدّث بعدها عن جمعية "مساواة" التي دعمت إصدار الكتاب، مدير الجمعية جعفر فرح، وناشد جمعيات المجتمع المدني والمؤسسات لدعم المزيد من المشاريع التأريخية والتوثيقية التي تساهم في نقل الرواية الفلسطينية وتوثيق الحياة المدنية في فلسطين قبل النكبة، وما هو أثر النكبة على هذه الحياة.

وقدّم بعدها كل من الفنّان جميل منصور، والفنّانة نداء منصور فقرة فنية غنائية.

وعلّق على الكتاب كل من البروفيسور في التخنيون، يوسف جبارين، والمؤرخ البروفيسور إيلان بابي.

جبارين: قضية الشعب الفلسطيني لا يمكن فصلها عن قضية العمارة الفلسطينية وتطوّرها

وفي تعليقه قال جبارين إن 'كتاب د.منصور أعاد الاعتبار لحيفا كمدينة فلسطيني وعربية ساحلية مركزية، كيف كانت وما آلت إليه أحوالها، ولو عدنا افتراضياً، وطرنا فوق حيفا لرأيناها مدينة مركزية يسكنها حوالي 2 مليون نسمة'.

وتطرّق جبارين في تعليقه للعمارة الفلسطينية قائلاً إن 'قضية الشعب الفلسطيني لا يمكن فصلها عن قضية العمارة الفلسطينية وتطوّرها'.

 وأضاف أن 'علاقة الحركة الصهيونية بالعمارة الفلسطيني والإرث الفلسطيني، هي علاقة انفصام، حيث تبنت الصهيونية الحداثية في كافة المجالات وقالت إنه لم تكن هناك عمارة في البلاد، وفي ذات الوقت قامت بالبناء على أسس المنظار العام للعمارة الفلسطينية'.

واختتم حديثه قائلاً إن 'كتاب جوني منصور يعيد للعمارة الفلسطينية اعتبارها ومكانتها من خلال تسليطه الضوء عليها وعلى الحياة الفلسطينية العامة'.

بابي: عقلية بن غوريون الصهيونية العنصرية التي منعت أبناء حيفا العودة إليها، هي ذات العقلية التي تريد اليوم إغلاق مسرح الميدان

وعلّق بعدها المؤرخ والبروفيسور إيلان بابي على الكتاب مستذكرة مقالة لإدوارد سعيد، إذ قال فيها إنه 'لو قامت المؤسسة بسلب كافة الحقوق للفلسطينيين، من حقهم بالمقاومة وقامت بمحاصرتهم وحتى إعدامهم، سيبقى لهم الحق في أن يرووا روايتهم'.

وأضاف بابي أن 'قوة الكلمة والرواية توازي قوة الجيوش، ولا يمكن التقليل من شأنها، وكذلك التاريخ، إذ لا نستطيع التقليل من شأنه ولا من قدرته'.

وتطرّق بابي للهجمة الشرسة التي تشنّها جهات يمينية متطرّفة على مسرح الميدان، وقال إن 'عقلية بن غوريون الصهيونية العنصرية التي منعت من أبناء حيفا العودة إليها، هي ذات العقلية التي تريد اليوم إغلاق مسرح الميدان'.

منصور: الكتاب الألبوميّ الجديد هذا، هو فتح باب جديد لدراسة الإنسان والمكان

وبعد فقرة فنيّة إضافية، تحدّث في ختام الأمسية، مؤلف الكتاب، د.جوني منصور، وقال إن 'حيفا مدينة إنسانية، وليست حجرية بمفهومها العمراني، عاش بها أناس وبنوا حياتهم وشكّلوا واقعهم وتطلّعوا إلى مستقبلهم الذي قُطع وبُتر في العام 1948، وبالتالي تقطّعت أوصالهم وباتوا يحلمون بعودتهم إلى مدينتهم المفقودة'.

وأضاف: 'لا أريد أن نعيش نحن في الماضي في ذكرياته، ولكن صورة الماضي المشرقة يجب أن تؤسس لها أساسات في ذاكرتنا الجماعية، حيث نعيد حضور حيفا المدينة في وجدانها مؤكدين لذاتنا وللآخر أننا لسنا ضيوفاً ولا حالة طارئة في هذه البلاد، إنّما نحن أبناء هذه المدينة وما بناء الآباء إلّا لهدف بناء مستقبل وحاضر متحضّر وحديث'.

وتابع أن 'الكتاب الألبوميّ الجديد هذا، هو فتح باب جديد لدراسة الإنسان والمكان من خلال صور العائلات وفهم وإدراك أنماط حياتها، ولهذا جاء إصدار الكتاب ليعيد للمدينة شيئاً من عبقها وتاريخها العريق'.

وبعد شكر الداعمين والعائلات التي ساعدت المؤرخ في بحثه، دعا منصور للالتفاف حول مسرح الميدان كمسرح وطني ثقافي في وجه الهجمة التي يتعرض لها.

 

 

التعليقات