18/06/2015 - 19:14

سخنين: "مؤامرة" على متحف التراث الفلسطيني الأول بالداخل

استعرض خيوط المؤامرة الخبيثة بألم واستهجان من تعاون أطراف في المدينة مع المبادر الذي يدعي أنه سيقيم متحف عربي يهودي لتعزيز"التعايش"، علما أن المتحف الفلسطيني المستقل يعمل بما يزيد عن عقدين من الزمن دون الحاجة لراعي

سخنين:

تأسس متحف التراث الفلسطيني في مدينة سخنين منذ 25 عاما على يد الأسير المحرر والمناضل المرحوم صالح برانسي من مدينة الطيبة، كأول صرح وطني ثقافي من نوعه، ويديره الأستاذ أمين أبو ريا ابن مدينة سخنين منذ تأسيسه، وبات يشكل قطعة وجزءً لا يتجزأ من هذا المتحف وتاريخه وهويته، وتشهد مدينة سخنين في الآونة الأخيرة جدلا واسعا وغضبًا لدى الأوساط الثقافية والوطنية الغيورة في أعقاب انكشاف محاولات مغرضة وخبيثة لإقامة متحف 'عربي يهودي مشترك' بمبادرة مهاجر يهودي من أصل روماني.

 ويثير هذا الأمر الشكوك والريبة أكثر حول النوايا والأهداف من إقامة مشروع كهذا، إذ يعتقد الغالبية أنه جاء لضرب المتحف الفلسطيني القائم والالتفاف عليه وعلى رسالته الوطنية، خصوصا أن المدينة تشهد في الآونة الأخيرة محاولات متكررة من سماسرة الأراضي ومخطط يستهدف أرض البطوف للإجهاز على ما تبقى منها، و يعتقد البعض أن جميعها تأتي استهدافا لمكانة المدينة وتاريخها العريق وهي مدينة يوم الأرض الخالد وما تمثله من مكانة تاريخية ووطنية في المنطقة.

أبو ريا: استمرار لمسلسل التهويد الثقافي.

أمين أبو ريا، مدير المتحف، استعرض خيوط القضية بألم واستهجان من تعاون أطراف في المدينة مع المبادر الذي يدعي أنه سيقيم متحف عربي يهودي لتعزيز'التعايش'، علما أن المتحف الفلسطيني المستقل يعمل بما يزيد عن عقدين من الزمن دون الحاجة لراعي، ويؤكد أنها مؤامرة بهدف التجارة وضرب المتحف الأصيل معا،

وقال أبو ريا إن 'المدعو 'بيلو' الذي كان مدير معارض الشرق الأوسط للفنون الحديثة الذي اقيم في سخنين العام الماضي دون أن نعي النوايا، يكون أخو مدير اللجنة المحلية للتنظيم والبناء ومقرها في سخنين، وكان هو المشرف على المعرض الذي أقيم في سخنين على مدار عامي 2013-2014 بمشاركة متحفنا، إلا أنه تصدر الأضواء بالنيابة عن القيميين على متحفنا وذهلنا عندما وجدنا عشرات المقالات والتقارير الصحفية بمختلف اللغات التي تتناوله وتضعه بالصدارة مع تجاهل مقصود لمتحفنا والقيمين عليه، مما أثار استهجاننا وغضبنا وعزز شكوكنا، بالإضافة إلى أنه منذ البداية لم يطلعنا على ميزانيات ولا على تفاصيل أخرى بعد أن طالبتنا البلدية بالتعاون معه، وبالفعل، لاقى المهرجان نجاحا كبيرًا، وبعد انتهاء المعرض اجتمعنا مع 'بيلو' ومع جمعية جوار التي تدير متحفنا وبلدية سخنين، وتم الاتفاق على وضع مسودة برنامج لإقامة معارض فنية متداخلة مع المعروضات التراثية التي يحتويها المتحف، والهدف جلب أكبر عدد من السياح للمدينة لإنعاش الحركة والمساهمة بتطوير مدينتنا'.

اتفاق بين البلدية والمتحف بعدم التعاطي مع الشخص

ويتابع أبو ريا: 'في أعقاب المقالات والمقابلات الشخصية واحتكاره للعمل والإعلام، تعززت الشكوك حول نوايا وأهداف المدعو 'بيلو'. ورغم الاتفاق مع الشخص حول العمل المشترك إلا أنه لم يتم التوقيع على أي اتفاق بيننا بسبب تحفظنا على عدد من بنود الاتفاق. بعد أن اقتنعنا بنوايا المذكور أعلمنا رئيس البلدية بتصرف الشخص ونواياه وتصرفاته المشبوهة وتم الاتفاق بيننا بعدم التعاطي مع الشخص المذكور إلى حين عقد جلسة أخرى وصدور قرار آخر، وفي بداية هذا العام عاد وتم عقد جلسة أخرى  مع ممثلين من بلدية سخنين، إلا أنه لم تدعى جمعيتنا وإدارة المتحف لهذه الجلسة، وعلمنا أنه تم الاتفاق باستمرار عمل 'بيلو' بالمدينة بحيث تم فعلا استئناف نشاطه مع وحدة البيئة 'حوض البطوف'، وهناك وضع شعار على المدخل'amoca' ،المتحف العربي للفن الحديث والتراث، ووضع نفس الشعار والمعروضات في أحد المطاعم قبالة استاد الدوحة، إلا أنه لم يعد لمتحف التراث الفلسطيني بعد أن طلبنا منه ذلك، ما أثار شكوكنا أن المستهدف هو متحفنا وما يمثل من رسالة ثقافية ووطنية'.

'بيلو':يعقد مؤتمر صحفي ويعلن انطلاقة متحفه..

وفي قرار وتصميم ملفت، صمم المدعو 'بيلو' على ضرب المتحف الأصيل في سخنين رغم علمه بأنه غير مرغوب به وبسلوكه في المدينة، وبعد التضارب الحاصل قرر 'بيلو' عقد مؤتمر صحفي في مبنى البلدية، إلا أنه نقل فجأة إلى مكاتب وحدة البيئة في المدينة، ويقول أبو ريا إن المذكور أعلن 'عن إقامة المتحف العربي للفن الحديث وعلمنا أنه تقرر إجراء افتتاح المتحف بتاريخ 16 الشهر الجاري بحضور شخصيات سياسية واجتماعية'.

وأضاف أبو ريا أنه في إحدى المقالات يظهر أن وزارة الخارجية الاسرائيلية تفتخر بوجود يهودي من أصل روماني يقيم متحفًا في سخنين، وهذا أيضا له دلالاته وأبعاده، ولفت أبو ريا إلى أن ما يقوم به هذا الرجل 'ليس فقط يضر ويقطع الطريق علينا من تجنيد الميزانيات من الصناديق الداعمة والسفارات وغيرها، بل المؤلم أكثر والأخطر هو استهداف رسالة المتحف ومضامين نشاطه'.

من جهته، اعتبر رئيس بلدية مدينة سخنين، مازن غنايم، أن الحديث يدور عن معرض 'يقيمه الشخص المذكور وليس عن متحف، وقال إن بيلو 'سيقيم معرضًا لأسبوعين ويذهب'. وأضاف 'ما الضرر في أن يقيم معارض ويجلب مئات وآلاف الزائرين لسخنين'. وقال إن على البلدية وأهل المدينة إجراء نقد ذاتي وتساؤل لماذا يستطيع بيلو تجنيد الميزانيات، في حين لم يتمكن القيمون على متحف التراث من ذلك.

 وتابع قائلًا إن الأشخاص 'أنفسهم الذين يتحدثون الآن ويحتجون هم أول من تعاون معه عندما أقيمت المعارض على مدار سنتين في سخنين'. وخلص إلى القول إن 'الرجل سيقيم معرضًا لأسبوعين ويذهب في حال سبيله، ليتحركوا ويعرفوا كيف يتم تجنيد الميزانيات والدعم'.

رسالة المتحف تستهدف على يد مهاجر روماني

بعد أن استعرض مدير المتحف، أمين أبو ريا، مسيرة متحف التراث الفلسطيني في البلاد ودوره الوطني الرائد، قال إنه أثناء التعاون مع الشخص بداية في المعرض الذي دام سنتين شمل السماح له بـ'تعليق لوحات في متحفنا بعد تسوية مع البلدية، إلا أنه فاجأنا حين علق يافطة تحمل اسم 'amoka'، أي المتحف العربي للفن الحديث والتراث، وقرر أن يغير اسم متحفنا الفلسطيني، الأمر الذي مسّ بنا ومسّ بتاريخ المتحف'.

وتابع أبو ريا: 'حينها طالبته على الفور بأن يجمع معروضاته وينصرف من المكان دون تردد'.

 وقال أبو ريا إن المؤامرة تستهدف رسالة المتحف الأساسية التي جاءت لإثبات الحضارة والثقافة الفلسطينية العريقة، وضربة لمسيرة المتحف التي استمرت مدة 25 عاما، واستقباله لوفود من قوميات وأديان مختلفة.

ونوه أبو ريا: 'كأننا نولد اليوم على مهاجر روماني يصور سخنين كأنها عديمة النشاط الثقافي وأنه المسيح المخلص، ونحن نعلم أن له أهدافًا تجارية، ففي حين وظف الملايين لإقامة معارض 'البنالي'، لم يوظف في متحفنا شاقلا واحدا، كما أننا لا نسقط الأهداف السياسية الساعية للقضاء على متحفنا وثقافتنا الوطنية وهي الأخطر، لكننا متمسكون بمتحفنا وثقافتنا وحضارتنا وتاريخنا ولا نحتاج لوصي على هذه الشاكلة'.

بدارنة: مشاركتي في معرض' بيلو' لعدم علمي بالنوايا وسأسحب لوحاتي

تعرض الفنان التشكيلي، محمود بدارنة، ابن مدينة سخنين، للانتقادات بسبب مشاركة لوحاته في معرض 'بيلو' في وحدة البيئة، وأوضح بدارنة لـ'عرب 48' أنه 'حقيقة وبصدق أنا فنان لي رسالة وأسعى لرفعة سخنين وهذا تحد كبير، أنا غير متابع لعمل ونوايا الرجل ومشاريعه الذي يشكك بها أهالي سخنين'.

 وحول مشاركته في معارض 'بيلو' قال إن 'مشاركتي بمعرضه في وحدة البيئة جاءت بسبب اعتقادي وقناعتي أن هذا العمل يخدم مدينتي على المستوى الثقافي والفني ضمن ما أسميناه سخنين بلد الفن، إلا أنه بعد معرفة نوايا الرجل قررت أن أنسحب، وسأقوم بسحب لوحاتي وغدا سأفعل ذلك، ولو أن الموضوع مجرد شكوك، لكنه يكفي لأن أسحب مشاركتي بهذا المعرض وليست لي أي مصلحة شخصية سوى أننا نريد رفع المستوى الفني والثقافي لمدينتنا التي تستحق منا الكثير، ولن أوافق أن أكون بمكان قد يضر بصورة الفن وصورة سخنين، وأعلن أنني منسحب لتدعيم متحفنا وتعزيز دوره'.

من جهته قال مدير عام البلدية، قاسم أبو ريا، في تعقيب مقتضب: 'نحن لسنا ضد العمل المشترك والتعايش الحقيقي، ولكن ليس بين الفرس وراكبها، بل ضمن علاقة متكافئة ومتساوية وعادلة تضمن الحياة المدنية كمواطنين، وبالنسبة للمعرض والمتحف علمت أنه كان في بداية اتفاق على التعاون مع الشخص المذكور ولا أعرف ما الذي حصل بعد ذلك، أنا أهتم بالأمور الإدارية في البلدة ولم أدخل لتلك التفاصيل'.

 

التعليقات