31/03/2016 - 12:04

علاء الأسواني يصدر بالعبرية: هل سيقاضي الناشرين؟

على الرغم من تحذيراته بعدم ترجمة رواياته إلى العبرية، أصدرت دار النّشر توبي بريس Toby Press ترجمة للّغة العبريّة لرواية 'عمارة يعقوبيان' للأديب المصريّ علاء الأسواني، وقالت إنها حصلت على موافقة المؤلف لاعتبارها دار نشر أميركية

علاء الأسواني يصدر بالعبرية: هل سيقاضي الناشرين؟

على الرغم من تحذيراته بعدم ترجمة رواياته إلى العبرية، أصدرت دار النّشر توبي بريس Toby Press ترجمة للّغة العبريّة لرواية 'عمارة يعقوبيان' للأديب المصريّ علاء الأسواني، وقالت إنها حصلت على موافقة المؤلّف لاعتبارها دار نشر أميركية وليست إسرائيليّة، فيما تقوم دار النّشر الإسرائيلية 'زمورا دفير' بتسويقها في المكتبات الإسرائيلية.

وأوضحت منتجة الّرواية باللّغة العبريّة، تامي تشابنيك، أنّ الأسواني يرفض أن تصدر ترجمات كتبه عن دور نشر إسرائيليّة، لذا تمّ إصدار التّرجمة العبريّة عبر دار نشر 'أميركيّة' بعد أن حصلت على حقوق التّرجمة والنّشر بالعبريّة من المؤلّف. ويتّضح من تصفّح صفحة تشابنيك على موقع فيسبوك، أنّها تعمل في دار نشر 'زمورا دفير' المسؤولة عن تسويق الكتاب.

كما وأنّ بحثًا في موقع دار النّشر 'توبي برس' يظهر أنّها متخصّصة بإصدار الكتب الصهيونيّة والدّينيّة اليهوديّة ولها مكاتب في القدس المحتلّة، وتتبع لدار نشر أكبر وهي 'كورين يروشلايم' المتخصّصة بالإصدارات الدّينيّة والتي تأسّست قبل 50 عامًا في القدس.

ويشار إلى أنّ ترجمة سابقة، لعمارة يعقوبيان، قد نشرت، إذ نقلها للعبريّة المترجم عراقيّ الأصل، موشيه حاخام. إلّا أنّ التّرجمة لم تحظ باعتراف الأديب المصريّ الذي لم بيع حقوق التّرجمة للعبريّة، وفقًا لتصريحاته من تلك الفترة، إذ هدّد برفع دعاوى قضائيّة كبيرة ضدّ دور نشر إسرائيليّة ستترجم أيًّا من أعماله الأدبيّة. وتتواجد النّسخة الأولى للترجمة العبريّة على صفحات الإنترنت.  ويشار إلى أنّ المترجم الأوّل لـ'عمارة يعقوبيان'، حاخام، ترجم عدّة أعمال عربيّة للعبريّة، من أهمّها رواية 'باب الشّمس' للروائيّ اللبنانيّ إلياس خوري، كما وترجم أعمالًا ليوسف إدريس ونجيب محفوظ وغيرهم من أعلام الأدب العربيّ الحديث.

ويشار إلى أنّ دار النّشر 'توبي بريس' قامت بإنتاج التّرجمة العبريّة لرواية 'بنات الرّياض' للكاتبة السّعوديّة رجاء الصّانع، من ترجمة غاي هرلينغ.

وتأتي 'وساطة' دور النّشر الأجنبيّة في سياق التّرجمات من العربيّة للعبريّة لتفادي وتجاوز العلاقة ما بين الكاتب العربيّ ودار النّشر العبريّة، لعدم الوقوع في مطبّ التّطبيع. إلّا أنّ حقل التّرجمات من العربيّة للعبريّة اختُرق عبر محطّات وترجمات وخطوات، دفعت التّرجمة لترى النّور، دون حاجز الوساطة ودون الحديث عن التّطبيع، فعلى سبيل المثال، قامت دار النّشر 'أندلس' التي تملكها الناشطة السياسية اليسارية ياعيل ليرر، بترجمة وإنتاج عناوين عربيّة للعبريّة بموافقة الكتاب، مصدرةً الكثير من العناوين العربيّة الحديثة مترجمة للعبريّة، كترجمات الرّاحل محمّد حمزة غنايم لمجموعات شعريّة مختلفة لمحمود درويش، مثل 'لماذا تركت الحصان وحيدًا'، و'سرير الغريبة' و'الجداريّة'، والتي هدفت إلى تعريف الإسرائيليين بالرواية الفلسطينية وثقافتهم، خلافًا لمعظم دور النشر الإسرائيلية التي تقوم بالترجمة عن العربية إما بهدف الربح أو لأغراض سياسية استشراقية وغالباً دون موافقة المؤلفين.

يذكر أن مترجمة 'عمارة يعقوبيان' نقلت أعمالًا عدّة من العربيّة للعبريّة، من أهمّها 'عزازيل' للمصريّ، يوسف زيدان.

ولم يقبل الجمهور الإسرائيليّ على العناوين المترجمة من العربيّة للعبريّة، لأسباب سياسيّة وثقافية، تعكس عقيلته المنغلقة ورفضه الانكشاف على ثقافة المنطقة التي يعيش فيها، وهي الثقافة العربية الإسلامية. 

غلاف 'عمارة يعقوبيان' بالعبرية

 

التعليقات