04/09/2016 - 20:23

يافا: ندوة حول حركة المقاطعة الدولية لإسرائيل

استضاف فرع التجمع الوطني الديموقراطي، في شارع يفت بمدينة يافا، مساء الخميس، ندوة تمحورت حول تطور حركة التضامن والمقاطعة الدولية لإسرائيل "BDS"، وذلك للتشاور في آلية دعم حملات المقاطعة وتحويلها لأداة ضغط حقيقية على إسرائيل.

يافا: ندوة حول حركة المقاطعة الدولية لإسرائيل

استضاف فرع التجمع الوطني الديموقراطي، في شارع يفت بمدينة يافا، مساء الخميس، ندوة تمحورت حول تطور حركة التضامن والمقاطعة الدولية لإسرائيل 'BDS'، وذلك للتشاور في آلية دعم حملات المقاطعة وتحويلها لأداة ضغط حقيقية على إسرائيل، لتغيير سياستها العنصرية تجاه الشعب الفلسطيني القابع تحت الاحتلال، كما تناول الحاضرون، كذلك، سبل تفعيل القوانين المتعلقة بالمقاطعة من داخل الكنيست الإسرائيلية، وغيرها من آليات مُتاحة.

وشارك في الندوة العشرات من الناشطين السياسيين والاجتماعيين، عرب ويهود، ولفيف من الشخصيات الأخرى.

وشملت الندوة مداخلة لثلاثة مشتركين، النائبة عن حزب التجمع الوطني الديمقراطي، وممثل مجموعة المقاطعة من الداخل، الناشط روني بركان، والباحثة والناشطة الصحافية والمترجمة أورلي نوي، الذين ناقشوا كل من وجهة نظره حملة المقاطعة.

وتسلم عرافة الندوة عضو فرع التجمع والهيئة الإسلامية المنتخبة في يافا، عبد أبو شحادة، والذي بدوره رحب بالحضور بداية، ثم قام بتقديم المشتركين في المداخلتين، وعرض آلية طرح الأسئلة على المشتركين في المداخلات، بعد طرح وجهة نظر كل منهم.

وافتتح الناشط روني بركان كلمة المداخلة قائلًا، 'لم نأتِ إلى هنا من أجل عرض فكرة حملات المقاطعة BDS وغيرها، إنما من أجل إيجاد سُبل لدعمها وتفعيلها بطرق ناجعة وجدية، بحيث تعود نتاجها على أرض الواقع، خاصة في هذا الظرف الذي تشهده الساحة السياسية الإسرائيلية'.

وأوضح في كلمته أن 'حملات المقاطعة مرتبطة بالسياسة الدائرة في هذه الأيام وهي جزء لا يتجزأ منها، وعلينا أن ندرك أن حملات المقاطعة BDS لا تُعطي حلا جذريًا في الصراع القائم بين العرب واليهود، إنما تُشكل جسرَ حوارٍ يُساهم في التداول في حيثيات الصراع وإبراز حقوق المستضعفين فيه'.

وأضاف بركان في كلمته، حول صورة إسرائيل الديموقراطية، مشيرًا إلى أنه 'منذ سنة 2005 إلى اليوم، الكلام نحو دولة إسرائيل تغير كثيرًا في ما يتعلق بصورتها الديموقراطية أمام العالم، واليوم تُصَوّر إسرائيل في العالم على أنها دولة أبرتهايد ولم تعد هي إسرائيل التي صُورت في السابق على أنها عاصمة الديموقراطية في الشرق، ومثال كبير على ذلك، اليهود في الولايات المتحدة كانوا تابعًا أعمى لسياسة إسرائيل والصهيونية العالمية، أما اليوم، تغير توجههم نحو هذه السياسة وأصبح الكثيرين منهم رافضين لها، ومنهم من بات داعمًا قويًا لحملات المقاطعة وBDS'.

وتابع حديثه قائلًا 'اليوم نرى أن المقاطعة وBDS، لم تعد فقط مقاطعة للمنتجات الإسرائيلية، بل أصبحت مقاطعة ثقافية وتربوية، مثل ما حصل في مباراة سلتيك أمام هبوعيل بئر السبع، حينها، رفع عدد كبير من الأسكتلنديين وأعضاء من جمعية BDS الأعلام الفلسطينية، رغم أن الفريق كان مهددا بأنه سوف يعاقب إذا ما فعل ذلك، وسبق أن عوقب الفريق، وبعد هذه المباراة أيضا تم تغريمه ماليًا، إلا أن هذه الحملات أصبحت منتشرة وتتلقى دعمًا كبيرا غير متردد، وكان الأسكتلنديون أكبر مثال على ذلك'.

وفي ختام مداخلته، قال بركان، إننا 'حين نتكلم عن مقاطعة تربوية أو ثقافية، ليس المقصود بأن نُقاطع الأفراد فقط كونهم إسرائيليين، بل تتم مقاطعة شخص بعينه إذا كان يُمثل مؤسسة قد اضطهدت وميزت وتعاملت بعنصرية ضد الشعب الفلسطيني أو غيره، أو إذا كان مبعوثًا من قبل الحكومة نفسها من أجل تبييض وجهها وكأنه مبعوث كمندوبٍ للعلاقات العامة، هُنا وُجب علينا أن نشن حملة مقاطعة دولية عليهم، مع إيصال رسالة للعالم لماذا تمت هذه المقاطعة'.

وتحدثت النائبة حنين زعبي في كلمتها، حول الوضع السياسي الراهن على الساحة الإسرائيلية، وحملة المقاطعة وأهميتها في مناهضة سياسة الأبرتهايد الإسرائيلية.

 

وتطرقت زعبي إلى عدة محاور هامة وعلى رأسها القضية الفلسطينية والاعتقالات الإدارية واعتقالات الأطفال القاصرين.

ثم استهلت كلمتها الناشطة والصحافية أورلي نوي، والتي تطرقت في بداية حديثها للثقافة الإسرائيلية، وقالت 'اليوم الثقافة الإسرائيلية تمر بمرحلة تغيير كبيرة، وهي نحو منعطف هام جدًا، بحيث أصبحت الثقافة المتداولة في إسرائيل هي ثقافة متدنية ورديئة لا ترقى للمستوى المطلوب، الثقافة الإسرائيلية كانت في مقام عالٍ جدا، أما اليوم نلمس التدني الذي حل بها من خلال الحوار السائد في الشارع الإسرائيلي، والذي بغالبيته يتطرق إلى أمور تافهة جدا، حتى أصبحت هذه الثقافة أداة قمع يستعملها القوي ضد الضعيف ليتسلط بها عليه'.

وتابعت نوي في كلمتها، أن 'الخراب الذي حل في الشعب الفلسطيني في سنوات النكبة، لا يمكن محوه من الذاكرة الفلسطينية ولا يمكن محوه من الثقافة، وعلى هذا أصبح اليمين الذي يمثل القوي والذي يفرض رأيه بقوة ويحكم الدولة لأكثر من 12 عاما، ويملك حكم الأغلبية الساحقة، ينزل إلى أتفه المستويات إذ بدأ يلاحق البُسطاء من الناس بعد أن قضى على المفكرين والقوميين، والدليل على ذلك ملاحقتهم المثقفين الفلسطينيين كدارين طاطور، وقضية المسرح وعرض وليد دقة، (في إشارة إلى عرض الزمن الموازي لمسرح الميدان)، وغيره من الأمور البسيطة التي تدل على تدني المستوى الفكري وانحطاطه الذي وصلت إليه هذه الحكومة'.

وختمت نوي حديثها، أن 'أكثر ما يثير غضب حكومة إسرائيل هو الثقافة التي تديرها الوزارة الفلسطينية داخل الأراضي الفلسطينية بعيدا عنها ومن تحت أعينها، لان هذا يصعب عليها التعامل مع هذه الثقافة ويمنع عنها فرض المناهج التعليمية، فهناك تُدرس النكبة ويوم الأرض والنكسة، بعيدًا عن الحكومة الإسرائيلية، الأمر الذي رفع درجة الوعي لدى الفلسطينيين وجعلهم يلجؤون إلى سُبل جديدة في الكفاح، سياسية سلمية ناجعة ولها نتاج جيد كحملات المُقاطعة والتوجه إلى مجلس الأمن والمحاكم الدولية وغيرها'.

اقرأ/ي أيضًا | حملة إسرائيلية على المنظمات العالمية لتشديد حصار الفلسطينيين

وفي ختام الندوة تحدث مركز فرع التجمع الوطني بيافا، سامي أبو شحادة، لـ'عرب 48'، عن أهمية الندوة وعن تأثير حركة المقاطعة، على خلفية استمرار وتعميق واقع الفصل العنصري في البلاد، وتفاقم ظواهر الفاشية في المجتمع الإسرائيلي، وتكثيف الجهود الحكومية والتشريعات المناهضة للديمقراطية والتي تسعي لمزيد من التضييق على العمل السياسي وعلى التفاعلات المتبادلة بين ساحات النضال المختلفة.

التعليقات