24/10/2016 - 18:50

فنانون يمنيون يرسمون المجاعة على الجدران

فنانون يمنيون يخرجون يرسمون في شوارع صنعاء، لوحات لأطفال يتضورون جوعا، بهدف إبراز أحد أهم الآثار المدمرة للحرب اليمنية المُستعرة في بلادهم منذ 19 شهرا والتي تسببت في إفقار ملايين اليمنيين.

فنانون يمنيون يرسمون المجاعة على الجدران

فنانون يمنيون يخرجون يرسمون في شوارع صنعاء، لوحات لأطفال يتضورون جوعا، بهدف إبراز أحد أهم الآثار المدمرة للحرب اليمنية المُستعرة في بلادهم منذ 19 شهرا والتي تسببت في إفقار ملايين اليمنيين.

وكان اليمن بالفعل أفقر بلدان العالم العربي قبل تمرد الحوثي على الرئيس المنتخب، وإعلان التحالف بقيادة السعودية بدعم الشرعية اليمنية، في آذار/ مارس 2015 من أجل إعادة الرئيس عبد ربه منصور هادي لسدة الحكم وطرد الحوثيين المدعومين من إيران من المناطق التي يسيطرون عليها.

وقال سكان في العاصمة اليمنية، إن طائرات حربية تابعة للتحالف الذي تقوده السعودية قصفت أهدافا في صنعاء، فجر الأحد 23 تشرين الأول/ أكتوبر، بعد ساعات من انتهاء هدنة استمرت ثلاثة أيام.

وانتهى وقف إطلاق النار الذي تمت الموافقة عليه لأهداف إنسانية، دون أن يتم تجديده غداة يوم من المعارك الضارية بين طرفي القتال في الحرب التي أتت على الأخضر واليابس في اليمن.

فحتى الآن، لاقى ما يزيد على عشرة آلاف شخص حتفهم، وأُصيب آلاف آخرون، وتعطلت المراكز التعليمية والصحية في البلاد.

وتقول الأمم المتحدة إن زهاء 21 مليون يمني، أي أكثر من ثلثي السكان، في حاجة إلى نوع ما من المساعدات الإنسانية. وتعرض الأطفال على وجه الخصوص لأشد الأضرار.

وقال مواطن يمني يدعى يوسف عبد القوي، إن "الحرب جعلت البلاد مريضة. المجاعة قتلت الناس. نتمنى أن يسمع الجميع في الخارج وفي الداخل لأنه بالنسبة للفرقاء السياسيين يجب أن يعرفوا أن هذا وطنهم ويجب أن يعودون إلى الحوار الوطني."

وفي بيان أصدرته في الآونة الأخيرة، قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة، يونيسيف، إن نحو 2.5 مليون طفل يمني عُرضة للإصابة بالإسهال وإن نحو 1.3 مليون طفل عرضة للإصابة بالتهابات حادة في الجهاز التنفسي ونحو 1.5 مليون آخرين يعانون سوء التغذية بينهم 370 ألفا يعانون حاليا من سوء تغذية حاد.

وقال الفنان التشكيلي اليمني مراد سبيع، إن "اليمنيين يتضورون جوعًا. بحسب الإحصائيات، يُقال إن اليمن أصبح ترتيبه الخامس على مستوى العالم في سوء الصحة وسوء التغذية وما إلى ذلك. هذا رقم مُخيف وعلى الحرب أن تنتهي".

وأمضى سبيع السنوات الست الأخيرة يرسم لوحات جدارية بألوان زاهية في شوارع صنعاء من أجل الترويج للسلام ومناقشة قضايا سياسية واجتماعية حساسة في المجتمع اليمني.

وعلى مدى الشهور القليلة الماضية أبرز سبيع وزملاؤه الفنانون اليمنيون، المشكلات الإنسانية لبلدهم بلوحات صارخة رسموها على جدران شوارع صنعاء.

وكان سوء التغذية والمجاعة هي أحدث محنة اختار الفنانون التعبير عنها.

ويوم أمس الأحد 23 تشرين الأول/ أكتوبر، احتشد مارة بينهم أطفال حول سُبيع بينما كان يرسم لوحة لطفل يتضور جوعا، وهو مُكبل داخل تابوت على جدار بالمدينة. وعلى مقربة منها رسم الفنان ذو يزن العلوي، لوحة تصور طفلا يعاني سوء تغذية ملتف في الجزء السفلي من زجاجة كبيرة خاصة بحليب الأطفال.

وقال الفنان ذو يزن العلوي "إحنا خرجنا في هذه الحملة بسبب الحروب الداخلية والخارجية في اليمن والأزمة الاقتصادية. هذه العوامل كلها أدت إلى مجاعة في اليمن. أدت إلى الفقر أيضا. هناك ما يقارب من 21 مليون يمني بحاجة إلى مساعدات إنسانية."

ورسم فنانون في الشهور الأخيرة صورا لمدارس تعرضت للقصف، كي يبرزوا للمجتمع الدولي اتهامات يوجهها يمنيون وغيرهم بأن التحالف الذي تقوده السعودية يقصف أهدافا مدنية بينها مدارس ومستشفيات.

وسبيع فنان تشكيلي معروف على الصعيد الدولي، بسبب حُسن تعبيره عن الوضع السياسي باليمن من خلال أعماله الفنية.

ونال سبيع جائزة من منظمة إسلامية أميركية على عمل فني له يتعلق بالاختفاء القسري ليمنيين على مر السنين، بسبب أفكارهم السياسية والدينية وإدلائهم بتصريحات.

كما فاز بجائزة الفن من أجل السلام لعام 2014، التي تمنحها مؤسسة فيرونيزي الإيطالية للفنانين الذين يبدون التزامًا بثقافة السلام في أنحاء العالم.

اقرأ/ي أيضًا | توكّل كرمان تهاجم السيسي وتشعل مواقع التواصل

كما حصد في عام 2016 جائزة مؤشر الرقابة على حرية التعبير عن فئة الفنون التي تمنحها منظمة إندكس أون البريطانية سنويًا.

التعليقات