11/12/2016 - 12:03

"راكب الريح"... يحصد الـ"كتارا" ويصل الناصرة

الرواية الفلسطينيّة بخير بعد غسان كنفاني وجبرا إبراهيم جبرا وإميل حبيبي، وقد أكملنا نحن الكتاب والروائيين الفلسطينيين المسيرة ورفعنا من مكانة الرواية الفلسطينيّة.

"راكب الريح"... يحصد الـ"كتارا" ويصل الناصرة

'رواية رجل يخرجُ من أساطير يافا وبحرها وأسوارها، ومن حكاية الولاة والسلاطين والانكشارية والحرملك والجواري والغواية ودسائس القصور'، إحدى الجمل المقتبسة من رواية 'راكب الريح' التي سارت بالقارئ إلى فضاءٍ زمنيّ آخر... وعادت به إلى القرنِ الثامن عشر.

'راكب الريح' هي آخر إصدارات الكاتب والأديب الفلسطينيّ الحاصل على جائزة كتارا للرواية العربيّة، يحيى يخلف، وقد حطّت رحال الرواية في كثيرٍ من المدن والقرى العربيّة للاحتفاء بها، ومؤخرًا وصلت إلى مدينة الناصرة، في أمسية أدار حوارها د. أليف فرانش، وشارك بها د. راوية بربارة ود. رياض كامل بمبادرةٍ من مؤسسة توفيق زياد للثقافة الوطنيّة والإبداع.

الرواية الفلسطينيّة بخير

وأكد الكاتب والروائيّ يحيى يخلف، في حديثٍ أجراه لـ'عرب 48' أنّ 'الرواية الفلسطينيّة بخير بعد غسان كنفاني وجبرا إبراهيم جبرا وإميل حبيبي، وقد أكملنا نحن الكتاب والروائيين الفلسطينيين المسيرة، الرواية الفللسطينية تتصدر اليوم المشهد الثقافيّ العربيّ من خلال توفر عناصر فنيّة عالية أهلتها كي تحظى بالاهتمام والحصول على الجوائز الأدبية المهمة، كـ"البوكر" و"كتارا"، وغيرها من الجوائز'.

وأشار يخلف إلى أن 'راكب الريح' 'فازت بجائزة كتارا مع رواية أرواح كليمنجارو، للروائيّ الفلسطينيّ إبراهيم نصر الله، وأولاد الغيتو للكاتب اللبنانيّ إلياس خوري، وبالتالي الرواية الفلسطينيّة التي تكتب عن فلسطين حاضرة بقوّة، والعمل الثقافي عمل سياسي بوسائل ثقافيّة يستطيع أن يصل إلى عمق الرأي العام من خلال الرواية، ربما نستطيع الاستغناء عن الكتب الدعائيّة والعمل الإعلامي المباشر، الرواية هي التي تقدم الشعب الفلسطيني بصموده، بقوة الحياة في روحه بحنينيه وأنينه وتمسكه بحقوقه الوطنيّة'.

وأضاف يخلف، 'كتبتُ رواية تدور أحداثها في القرن الثامن عشر، هي ليست رواية تاريخيّة ولكن قالبها الزمني تاريخيّ، بمعنى أنّ هناك قصة لبطلة من يافا في ذلك الزمن الجميل، وتحمل الرواية القصّ الظريف، وبها الفنتازيا والرحلة السندباديّة، وقد استلهمت الكثير من الواقعيّة السحريّة الموجودة في ألف ليلة وليلة وقصص سندباد وحكايات التراث'.

النقدُ الأدبيّ للرواية

وأعرب الناقد والدكتور في اللغة العربيّة، رياض كامل، أن 'هذه الرواية يجب أن يقرأها الغريب قبل القريب لأنّها تعكس صورة حضاريّة عن فلسطين وتاريخها وإنسانها الغنيّ بالثقافة والحضارة، وتؤكد على حب الإنسان الفلسطينيّ لتراثه وأرضه وتاريخه وبلاده، ولذلك هي رواية متعددة الجوانب والرؤى، وليست رواية تقليديّة ولا عاديّة'.

وتابع كامل، 'حقيقةً أن الروائي يحيى يخلف هو أحد أعلام الرواية الفلسطينيّة، والذي قدم رواية 'نجران تحت الصفر' التي تتحدث عن الحرب الأهلية في اليمن، ثم تبع ذلك مجموعة من الروايات أجملها 'بحيرة وراء الريح' تتحدث عن النكبة عام 1948'.

وأكد كامل 'أنّ 'راكب الريح'  تدخلُ عالمًا جديدًا غير تلك العوالم التي اعتدنا قراءتها عند يخلف، فكل روايات يخلف تقريبًا تحدثت عن عام 1948 وما حدث بعد النكبة من تشرّد، أما هذه الرواية فتعود بالزمن إلى عام 1795، إلى نهاية القرن الثامن عشر وفيها الكثير من الخيال الجامح والفانتازيا، وهي نوعٌ أدبيّ يصنف ضمن الواقعية السحريّة لاعتمادها بشكلٍ كبير على الأسطورة والخرافة'.

الاحتفاء مع الذات

عن هذا الاحتفاء، قالت عضو هيئة الإدارة في مؤسسة توفيق زياد، السيّدة نائلة زيّاد، أنّه أتى إثر حصد الرواية على جائزة كتارا لعام 2016، وأضافت أننا 'نحب هذه اللقاءات لأنها تقدم للجمهور شيء لا يرونه في حياتهم اليوميّة، فالتلفاز مليء بالقتل والدمار ولكننا نحب الحياة واستمراريتها، وبالأساس نسعى لأن يتثقف الجيل الصاعد ويهتم بالقراءة لأنّ فيها غذاء للروح والتفكير وللحياة بشكلٍ عام'.

وعلّق كامل بدوره، بأن الكاتب يخلف حاول محاورة أبطال روايته في الأمسية الأدبية، وهذا تقليد عند بعض الروائيين العالميين، ومنهم الكاتب الروائي الكبير حنا مينا، الذي كتب عن هذه التجربة وجعل أبطال رواياته يحاكمونه، وهو أسلوب حداثيّ، وما قام به هذه الليلة يحيى يخلف هو محاورة أبطال رواياته.

واستطرد أنّ الروائيّ عندما يكتب يأخذ كثيرًا من الواقع ويحوله إلى الخيال، وهذا ما نسميه في عالم النقد بمصطلح 'الانزياح'، أي ينزاح المكان والشخصيات لتصبح بعيدة عن الواقع وقريبة إلى الخيال، ولا شك أن الجانب الواقعي في الرواية يعيش مع الروائيّ ويكون جزءًا من ذكرياته.

يذكر أنّ الرواية ستتم ترجمتها للإنجليزية والفرنسيّة، وهي الرواية الـ11 للكاتب والروائيّ يحيى يخلف.

اقرأ/ي أيضًا | خابية الحنين: أيلول الأسود وأحداث اليرموك في رواية

التعليقات