21/12/2016 - 12:35

المغار: مهرجان فن النحت السادس يواصل إبداعاته...

على الرغم من ظروف الطقس القاسية، لا زالت أعمال المهرجان السادس لفنّ النحت على الصخر متواصلة، لليوم التاسع على التوالي، كما يشارك في هذا المهرجان مجموعة فنانين ومبدعين من عالم الفن التشكيلي.

المغار: مهرجان فن النحت السادس يواصل إبداعاته...

على الرغم من ظروف الطقس القاسية، لا زالت أعمال المهرجان السادس لفنّ النحت على الصخر متواصلة، لليوم التاسع على التوالي، كما يشارك في هذا المهرجان مجموعة فنانين ومبدعين من عالم الفن التشكيلي، والذين يعكفون على خوض غمار عالمهم الممتع والشاق في آن معًا، وذلك من خلال تجسيد صور فنّية من خلال إبداع مجسمات وأشكال فنية معبرة، لتزيين مداخل ومراكز بلداتهم.

وأكّد عدد من الفنانين أنّ المهرجان قد لاقى إقبالًا لافتًا من قبل عشرات المهتمين الذين توافدوا لساحة المهرجان، للاطلاع على هذه المجسمات التي تمّ تطويع الحجر فيها، وتحويله إلى تحف فنّية مثيرة.

وفي حديثه لموقع عرب48، عبّر الفنان حكمت خريس عن رضاه تجاه هذه الأعمال الفنية، والاهتمام المتزايد من الجمهور والمسؤولين، ورعاية هذه الأعمال الفنية التي تستحق الرعاية، لتطويرها للذوق العام ودعم الفنانين.

وأضاف خريس أنّ المهرجان كان ناجحًا بكلّ المقاييس، وذلك اعتمادًا على نوعية وكمية الإنتاج، كما لاقى المهرجان دعمًا من جمعية 'نيسان'، ورعاية المجلس المحلي، ودعم المهتمين من الجماهير العامة.

ولفت خريس إلى أنّ نوعيّة الصخر المستخدمة هي عامل مهم لإنتاج هذه المنحوتات، وأضاف أنّ صخر المغار هو حجر مميز ورخام قلّ نظيره في العالم، مما يضفي لأعمالنا الفنية جماليات أخرى، خاصة وأنّ هذا النوع من الصخور يتواجد في أراضينا وبلداتنا بكثرة.

وحول اختياره لهذا النوع من الفن الشاق، قال خريس 'صحيح... إنّه نوع من الفنون القاسية التي تحتاج إلى جهد جسماني كبير، وذلك باستخدام الكثير من الأدوات والآلات الصعبة، خلافًا لكل أنواع الفنون المعروفة الأخرى، لكن هناك متعة بالغة عندما تتمكن من تطويع الصخر، لأنّه مادة باقية وأبدية، وتبقى بعد حياة الإنسان.

وحول ما إذا كان هذا النوع من الفنون يوفّر المعيشة اللائقة للفنان، قال خريس، إنّه ليس هناك فنان يستطيع أن يعتاش من هذا لوحده، بل من المفروض أن يكون هناك مصدر معيشي آخر، وبالتالي فإنّه يتوجب عليك كفنان أن تضحي من أجل رسالة ثقافية وإنسانية تؤمن بها، ليصبح عالمك الذي تلتصق به على الرغم من كلّ الظروف المحيطة.

واستعرض الفنان والمشرف الفنّي، جمال حسن، مسيرته الفنّية واعتبار هذا المهرجان هو المهرجان السادس لفنّ النحت هذا العام، حيث قال لموقع عرب48 إنّه ليس بالأمر السهل، مضيفًا أنّ هذا العمل يحتاج إلى رعاية وتوفير المستلزمات الأساسيّة، لإخراجه للنور.

وقال حسن إنّه الموضوع ليس فقط متعلّقًا بالخيال الفني والإبداعي فقط، بل أيضًا الوقت والجهد المبذول المضني لإنتاج أيّ تحفة فنية، وبالتالي هو عمل شاق على نحو خاص، لكن عندما تكون الغاية الأساسية هي رسالة الفنان الثقافية والإنسانية، فإنّ المصاعب تذوب لحساب هذه الرسالة التي نؤمن بها.

وأضاف 'تعمل نخبة من خيرة الفنانين الذين يعملون في ظروف الطقس الماطر والعاصف، ويتغلبون عليها في مواصلة تنفيذ برنامج المهرجان، ومصممون على أن يكون ختام المهرجان لهذا العام هو الأفضل'.

وتابع حسن، أنّ الشعور الأجمل هو عند الانتهاء من العمل، ونحن نشاهد هذه المجسمات تنتصب على مداخل ومراكز البلدات لإعطاء مظهر جمالي، وصبغة ثقافية وحضارية، وهذا بدوره يؤثر على نفوس وثقافة الأجيال حول قيمة الطبيعة والقيم الجمالية وقيم الفن والفنانين، وذلك من خلال تذويت القيم الفنية التي تعكس حبنا لمجتمعنا وللإنسان، والتواصل الإنساني مهما كان انتماؤه.

وفي هذا الصدد قال حسن، إذا كانت الديانات والحكومات لا تستطيع فعل ذلك، فربما يستطيع الحجر المساهمة في هذا الشأن.

التعليقات