30/01/2017 - 12:12

جبل سمامة التونسي: "إنزال ثقافي" على موطن الإرهاب

أعلن ناشطون تونسيون، جبل "سمامة" بولاية القصرين، عاصمة كونية للثقافة الجبلية، في بادرة قال معلنوها إنها "تحد ثقافي وإبداعي لمحو فكرة كون الجبل موطنًا للإرهابيين، وحدث يعد الأول من نوعه في تونس والعالم العربي".

جبل سمامة التونسي:

أعلن ناشطون تونسيون، جبل "سمامة" بولاية القصرين، عاصمة كونية للثقافة الجبلية، في بادرة قال معلنوها إنها "تحد ثقافي وإبداعي لمحو فكرة كون الجبل موطنًا للإرهابيين، وحدث يعد الأول من نوعه في تونس والعالم العربي".

جاء الإعلان في ندوة صحافية نُظمت أمس، الأحد، فوق سفح جبل "سمامة" بمنطقة الوساعيّة التابعة للقصرين، على هامش تظاهرة أُطلق عليها اسم "الإنزال الثقافي" التي نظمها المركز الثقافي الجبلي، ومؤسسة رامبورغ، وبدعم من المندوبية الجهوية للشؤون الثقافية.

وخلال الندوة قال منسق المركز الثقافي الجبلي، عدنان الهلالي: "تعتبر تظاهرة الإنزال الثقافي، بمثابة تواصل لعدة تظاهرات نظمها المركز الثقافي الجبلي لتنشيط الجبال وفي تحد للخطر الداهم على ساكني الجبل وهو الإرهاب".

وأضاف "هناك نقلة نوعيّة اليوم تتمثل في تبني مؤسسة رامبورغ فكرة بناء مقر للمركز الثقافي الجبلي بمنطقة الوساعية، ليمثل مركزا لثقافة جبلية متجذرة في أرضها".

وتابع: "إعلان سمامة عاصمة كونيّة للثقافة الجبلية هو تعبير عن فعل مقاوم للحفاظ على الجبل وما يمثله من شموخ ومن ثروات طبيعية أصبحت مهدّدة بفعل الإرهاب الذي تجاوز خطره الأمني لتهديد وجود الناس بالمنطقة".

دعم مؤسسة "رامبورغ"، وفقا لرئيسة مؤسسة، ألفة التراس، تمثل في "بناء المركز الثقافي الجبلي بالقرب من سفح جبل سمامة وقد انطلقت أشغال تشييده أمس، الأحد".

والتظاهرة مثلت تواصلا لعديد الأنشطة الثقافية التي نظمها المركز الثقافي الجبلي بسمامة منذ تأسيسه في حزيران/ يونيو 2014، وهي وفقا لمسيري المركز "رسالة تحد ثقافي وإبداعي للتهديد الإرهابي الذي جعل من سمامة مكانا مصنّفا خطيرا وأدى لتوطن الإرهاب، وسقوط ضحايا من العسكريين والمدنيين الساكنين بالقرب من الجبل".

تجدر الإشارة أن الأحداث الإرهابية بجبل "سمامة" أدت إلى سقوط ضحايا من المدنيين قبل أن يتم إعلان المنطقة، عسكريّة مغلقة مما حرم السكان من الثروات الطّبيعية التي يوفرها الجبل.

وفي حديث له، قال منسق المركز الثقافي، عدنان الهلالي: إن "إعلان سمامة عاصمة كونيّة للثقافة الجبليّة هي خطوة جيدة تهدف لكسر الحصار الذي ضرب المناطق الجبليّة المحاصرة بطبعها منذ زمن طويل مرّة بدواعي سياسيّة ومرّة بدواعي أمنيّة".

وتابع: "جبلنا و هو عاصمتنا وفكرتنا و خطوتنا إلى الأمام... لا نحتاج إذنا من أحد كي نعلنه عاصمة كونيّة وبرنامجنا سيدافع عنا لأنه تربوي تثقيفي إبداعي لا استهلاكي فولكلوري زائل. هو مشروع للزرع الثقافي و التأسيسي الفعلي".

تظاهرة "الإنزال الثقافي" واكبها عدد كبير تجاوز الألف من سكان المنطقة ومن تلاميذ مدارس جاؤوا في إطار رحلات إضافة إلى ضيوف من المناطق الساحلية، ومن الجزائر.

اختتمت التظاهرة بحفل موسيقي شارك فيه فنانون من تونس والجزائر، تم تنظيمه على مسرح أُعد فوق سفح الجبل المذكور.

الفنان الجزائري ميمون محمد الصالح، الذي قدم من الجزائر للمشاركة في الاحتفالية قال: "أصبت بالدهشة منذ أن وصلت إلى المنطقة؛ إذ لا شيء يوحي مثل ما اعتدنا سماعه بأن هناك مشاكل أمنية بالمنطقة كرم ضيافة وغناء ورقص الحياة بكل معانيها ويبدو لي إن هذه العمليات الإرهابية التي يشهدها الجبل لم تؤثر على سكانه".

ويمثل جبل سمامة واحدًا من الجبال التي استوطنتها المجموعات الإرهابية منذ 2013 ونفذت فيه عمليات ضد الوحدات العسكريّة والأمنية وطالت ألغامها التي زرعتها المدنيين من سكان المناطق القريبة.

وتفرض الوحدات العسكرية مراقبة شديدة على الجبل لمحاصرة الإرهابيين وأعلنت الجبل منطقة عسكرية مغلقة وهو ما أثر سلبا على حياة سكان المنطقة، وفقا لمراقبين.

التعليقات