20/05/2018 - 13:51

وفاة المستشرق برنارد لويس: منظّر العداء للعرب والشرق

مثّل لويس الاستشراق الأميركي الجديد، أي انتقال المستشرق التقليدي إلى خبير ومستشار في مراكز البحث التي ترسم السياسات الخارجية تجاه العالم العربي والإسلامي، وكان مؤيدا بارزا لإسرائيل، وأحد أبرز منكري مذابح الأرمن

وفاة المستشرق برنارد لويس: منظّر العداء للعرب والشرق

أعلن أمس، السبت، عن وفاة المستشرق البريطاني - اليهودي الأصل، برنارد لويس، عن عمر ناهز 101 عام. ولُقب لويس في الغرب بـ"مؤرخ الشرق الأوسط"، بعد أن شكلت أعماله أرضية ووجهة نظر غربية معادية لقضايا الشرق الأوسط، وروج وجهة نظره القاضية ضرورة إعادة تقسيم الشرق الأوسط على أساس الدين والعرق، وفروع الطائفية والمذهبية التي أضافها لاحقاً.

واعتبرت صحيفة "واشنطن بوست" أن أعماله شكلت وجهة النظر الغربية تجاه قضايا الشرق الأوسط، وصراع الحضارات رغم دحض النقاد وتفنيدهم لكثير من أطروحاته المثيرة للجدل..

وأصدر لويس على مدار سنوات عمله أكثر من 30 مؤلفا ومئات المقالات والمحاضرات بأكثر من 10 لغات، تحدث معظمها عن خطوط ومعالم الشرق الأوسط الحديث، كالانقسامات الطائفية وصعود "الإسلام الراديكالي" و"الدكتاتورية الراسخة" المدعومة نسبيا من الغرب.

واكتسب لويس مكانة مرموقة بين الساسة الغربيين وغيرهم، بدءا من إسرائيل حيث استضافته رئيسة الحكومة السابقة،غولدا مائير، ومرورا باهتمام المخابرات البريطانية به، وانتهاء باستقطاب ساسة واشنطن له حينما انتقل إلى الولايات المتحدة للتدريس في جامعة برنستون، عام 1974.

ولطالما أثارت طروحات لويس السخط والدهشة بين متابعيه، كموقفه من التدخل في العراق، حين أطلق مقولته "كن قاسياً أو أخرج"، في ما أطلق عليه البعض اسم "مذهب لويس" Lewis Doctrine.

وُلد لويس لأسرة يهودية من الطبقة الوسطى في لندن، في أيار/مايو 1916، واجتذبته اللغات والتاريخ منذ سن مبكرة، واكتشف عندما كان شابا اهتمامه باللغة العبرية ثم انتقل إلى دراسة الآرامية والعربية، ثم بعد ذلك اللاتينية واليونانية والفارسية والتركية.

وتخرج عام 1936 من كلية الدراسات الشرقية والإفريقية (SOAS)، في جامعة لندن، في التاريخ مع تخصص في الشرق الأدنى والأوسط. وحصل على الدكتوراه بعد ثلاث سنوات، من كلية الدراسات الشرقية والإفريقية متخصصاً في تاريخ الإسلام.

وكان لويس يعتبر آخر ممثل للاستشراق الكلاسيكي، واكتسب موقعه العلمي كمتخصص في الفترة العثمانية، إلاّ أن شهرته أتت أيضاً بسبب دعمه لإسرائيل، ما دفعه إلى التبرع بمكتبته إلى مركز موشيه دايان بعد وفاته. وكان من بين أكثر الكتّاب الغربيين قرباً من دوائر صنع القرار في الولايات المتحدة، وطالما سعى إليه السياسيون الأميركيون عبر مراكز بحثية انخرطت في العمل السياسي، خصوصاً بعد أحداث الحادي عشر من أيلول/سبتمبر 2001، أي تلك المراكز التي تسمى في الولايات المتحدة بـ"خزانات الفكر" (Think tank).

ويمثل لويس الاستشراق الأميركي الجديد، الذي أحدث تحولاً وظيفياً من خلال انتقال المستشرق التقليدي إلى خبير ومستشار في مراكز البحث الأميركية التي ترسم السياسات الخارجية تجاه العالم العربي والإسلامي، إذ اعتمدت الإدارة الأميركية، خصوصاً في عهد جورج بوش الابن على خلاصات بعض المناوئين للعرب والإسلام وفي طليعتهم مارتن كريمر وهو تلميذ لويس، ودانييل بايبس.

بعد نكسة حزيران/يونيو العام 1967، نشر لويس مقالا زعم فيه أن "الإنسان الذي يتمتع بإرادة طيبة من الصعب أن يكون معادياً لإسرائيل من دون أن يكون ضد العرب".

ويعتبر لويس أحد أبرز منكري مذابح الأرمن حيث تغير موقفه جذريا من الاعتراف بحدوث "مجازر أودت بحياة أكثر من مليون ونصف على يد العثمانيين" إلى رفض تسمية ما حدث بالمجزرة واعتبارها "أعمال مؤسفة أودت بحياة أتراك وأرمن على حد سواء".

وأدى موقفه هذا إلى محاكمته في فرنسا حيث قررت المحكمة كونه مذنبا بتهمة إنكار مذبحة الأرمن وتغريمه مبلغ رمزي قدره فرنك فرنسي واحد.

التعليقات