10/10/2019 - 13:35

اختتام مهرجان "أيام فلسطين السينمائية" الدولي بمشاركة واسعة

اختتمت مؤسسة "فيلم لاب فلسطين" مساء أمس الأربعاء، الدورة السادسة من مهرجانها السينمائي الدولي "أيام فلسطين السينمائية" والذي عقد في قصر رام الثقافي مع فيلم "مفك" للمخرج الفلسطيني، بسّام جرباوي الحائز على جائزة "لويجي دو لورانتس" .

اختتام مهرجان

اختتمت مؤسسة "فيلم لاب فلسطين" مساء أمس الأربعاء، الدورة السادسة من مهرجانها السينمائي الدولي "أيام فلسطين السينمائية" والذي عقد في قصر رام الثقافي مع فيلم "مفك" للمخرج الفلسطيني، بسّام جرباوي الحائز على جائزة "لويجي دو لورانتس" في مهرجان فينيسيا الدولي، وبحضور المخرج ومنتجة الفيلم، ياسمين قدومي والممثل الرئيسي، زياد بكري.

وبدأت أمسية اختتام المهرجان بحفل توزيع جوائز "طائر الشمس" الفلسطيني عن افضل الأفلام المشاركة في المسابقة عن فئات الفيلم الوثائقي الطويل والفيلم القصير وفئة الإنتاج. وبناءً على قرارات لجان التحكيم المختصة لكل فئة، فقد فاز الفيلم الوثائقي" أرواح صغيرة للمخرجة دينا ناصر والفيلم القصير "إجرين مارادونا" للمخرج فراس خوري ومشروع المنوي إنتاجه فيلم "فلسطين 87" للمخرج بلال الخطيب. فيما حصل الفيلم الوثائقي "ناطرين فرج الله" للمخرج نضال بدارنة على تنويه خاص من لجنة التحكيم.

وسيحصل الفائز عن الإنتاج على معدات التصوير الصوت من مؤسسة فيلم لاب والتوزيع من شركة ماد سوليوشن للتوزيع بالإضافة إلى مبلغ 10000 دولار. فيما سيحصل كل من الفائز عن فئة الفيلم القصير على جائزة بمبلغ 3000 دولار وعن فئة الفيلم الوثائقي جائزة بمبلغ 4000 دولار. يذكر أن اكثر من 40 فيلمًا تقدم للمسابقة هذا العام، تم اختيار 18 منهم للمشاركة بالمسابقة يشمل 9 أفلام عن فئة الفيلم الوثائقي الطويل، و 9 أفلام عن فئة الفيلم القصير. فيما تقدم 11 مشروع لمسابقة الإنتاج. كما وتم تشكيل 3 لجان تحكيم مختصّة مكونة من سينمائيين ومختصين محليين ودوليين وعرب، لاختيار الأفلام الفائزة بالمسابقة.

وفي هذا السياق أكد وزير الثقافة الدكتور عاطف أبو سيف على أهمية الفعل التراكمي والتكاملي في المشهد الثقافي، وما توصل إليه "أيام فلسطين السينمائية" اليوم كحدث سينمائي فلسطيني بامتياز. كنتاج طبيعي لخطى ثابتة وشراكة حقيقية فيما بين وزارة الثقافة وفيلم لاب فلسطين وجميع الشركاء العضويين للمهرجان والمؤسسة. وما حققه فيلم لاب فلسطين خلال السنوات الماضية دليل على رؤية واضحة مستلهمة من فهم حقيقي لاحتياجات المشهد الثقافي، وبالطبيعة من شغف ووعي بأهمية السينما في تعزيز الرواية الفلسطينية ودورها الحيوي في البنية الثقافية الفلسطينية.

وكان قد افتتح المهرجان الأسبوع الماضي مع الفيلم مرشح فلسطين لجائزة الأوسكار العالمية "إن شئت كما في السماء" وبحضور مخرج الفيلم، المخرج الفلسطيني العالمي إيليا سليمان، حيث كان هذا العرض بمثابة العرض الأول له في العالم العربي وفلسطين بعد أن رشحته وزارة الثقافة لتمثيل دولة فلسطين رسميًا عن فئة الفيلم الأجنبي لجوائز "الأوسكار" في دورتها الثانية والتسعين للعام ،2020 . كما وحضر أمسية الافتتاح رئيس الوزراء د.  محمـــد اشتية ووزير الثقافة الثقافة الدكتور عاطف أبو سيف و رئيس بلدية رام الله م. موسى حديد إلى جانب عدد من السياسيين والدبلومسيين وممثلي البعثات الدولية في فلسطين. وفي سابقة لم يشهدها المهرجان من قبل، ونتيجة للإقبال الكبير الذي شهدته أمسية الافتتاح وامتلاء قاعة قصر رام الله الثقافي، اضطر منظمي المهرجان إلى فتح قاعة إضافية وتنظيم عرض موازي للافتتاح في مسرح دار بلدية رام الله كي يتسنى للجمهور الذي توافد إلى القصر ولم يجد مقاعد ان تتسنى له فرصة مشاهدة الفيلم.

وشهد المهرجان وعلى مدار الأسبوع التفافًا جماهيريًا كبيرًا، حيث نجح في دورته الحالية في استقطاب وعرض اكثر من 60 فيلـماً دوليًا وعربيًا ومحليًا في ستة مدن فلسطينية شملت العاصمة القدس ورام الله ونابلس وبيت لحم وغزة ومدينة الناصرة. هذه الأفلام جاءت من دول عدة عربية وأجنبية تشمل المغرب، تونس، إيران، كوسوفو، البانيا، أفغانستان، الدنمارك، ليبيا، أمريكا، فرنسا، مصر، لبنان وفلسطين.

وتميّز المهرجان هذا العام بجزئيات وبرامج جديدة من أبرزها إضافة البرنامج الموازي للبرنامج العام تحت شعار "لا يعني لا – No Means No" والذي سلط الضوء على صورة المرأة في السينما والعنف الممارس ضدها في المجتمع إذ تم تناول هذا الموضوع والخوض به من خلال عرض أفلام تناولت هذا الموضوع بشكل خاص إلى جانب تنظيم ندوات ومحاضرات مختصة عن صورة المرأة في السينما العربية ومدى مسؤولية صانعات الأفلام بتسليط الضوء على حقوق المرأة ورفع الوعي ومكافحة التحرش الجنسي والصورة النمطية عن المرأة والعنف المبني على النوع الاجتماعي باعتباره انتهاكًا صارخًا لحقوق الإنسان.

كما وتميّزت الدورة الحالية بالبرنامج الغني والخاص بفئة الأطفال واليافعين واليافعات بعنوان "الجيل القادم Next Generation" والذي سلط الضوء على أفلام للأطفال والعائلة من خلال مجموعة من الأفلام القصيرة والأفلام المتحركة للأطفال، شملت أفلامًا قام بإنتاجها الأطفال انفسهم على مدار العام وبتدريب وإرشاد مؤسسة فيلم لاب. بالإضافة إلى عرض فيلم "المغامر طوبي" الذي قامت مؤسسة فيلم لاب بشراء حقوقه وبدبلجته إلى اللغة العربية في خطوة هي الأولى من نوعها في فلسطين التي تم من خلالها دبلجة فيلم للعربية ليتسنى إلى الجمهور الأطفال واليافع مشاهدته ضمن المهرجان.

هذا بالإضافة إلى تنظيم "ملتقى صناع السينما" والذي عقد على مدار 3 أيام، في مدينتي رام الله وبيت لحم، وشارك فيه هذا العام اكثر من 50 ضيفًا\ة من الناشطين\ات في القطاع السينمائي الدولي والعربي والرائدين\ ات في المهرجانات السينمائية الدولية والعربية. وتخلل الملتقى العديد من ورشات العمل وطاولات حوار التي استهدفت المخرجين\ات والمهتمين\ات بصناعة السينما في فلسطين من كافة الأجيال والإعمار بهدف تبادل الأفكار السينمائية وفتح المجال إمام المشاركين لتبادل ثقافة وتجربة صناعة الأفلام متعددة الثقافات وتطوير الرؤية السينمائية مع كافة الضيوف.

وعلى صعيد التعاون السينمائي وبالشراكة مع فريق بحث نصوص الأفلام السينمائية "Le GREC"، ,وبالتعاون مع القنصلية الفرنسية العامة في القدس،  أعلنت فيلم لاب عن الفائزة في برنامج الإقامة الفنية وورشة العمل في فرنسا والتي تهدف إلى التعمّق في كتابة السيناريو الأفلام القصيرة وهي صانعة الأفلام الفلسطينية عايدة قعدان
حيث تم الإعلان عن الفائزة خلال العشاء الرسمي لمهرجان أيام فلسطين السينمائية يوم الجمعة الماضي الموافق 5 تشرين أول/ أكتوبر.

بدوره صرّح المدير الفني لمهرجان "أيام فلسطين السينمائية" المخرج حنا عطالله :" نحن سعداء للغاية بالالتفاف الجماهيري الذي حظيه به المهرجان هذا العام، إذ شهدنا إقبالاً كبيرًا في الستة مدن، منقطع النظير". وأضاف "بالرغم من الظروف السياسية والتمويلية المعقدة إلا ان "فيلم لاب - فلسطين" حريصة على إقامة هذه الفعالية السنوية والتي بدورها تضيف الكثير إلى الحيز الثقافي المحلي عامةً والى المشهد السينمائي الفلسطيني خاصةً، من خلال الأفلام المشاركة والضيوف المشاركين وكونه يساهم في تطوير آفاق سينمائية لدى الجمهور المتلقي".

نظم مهرجان "أيام فلسطين السينمائية" بالشراكة مع وزارة الثقافة الفلسطينية وبلدية رام الله، وبتمويل من كل من البيت الدنماركي في فلسطين، منظمة دعم الإعلام الدولية "IMS"، ومؤسسة التعاون والقنصلية الفرنسية العامة في القدس وبدعم من مؤسسة غياث ونادية سختيان الخيرية والممثلية السويسرية في رام الله وبرعاية كل من جوال وشركة غرغور التجارية وبنك الاتحاد وشركة اتحاد المقاولين "CCC" وبرعاية إعلامية من تلفزيون فلسطين وراديو راية أف ام ومجلة رمان الثقافية وتلفزيون الغد وميدل إيست مونيتور "MEMO".

كما ونظم المهرجان بالتعاون مع العديد من المؤسسات الثقافية بالمدن الفلسطينية المختلفة، في مدينة القدس مع كل من المسرح الوطني الفلسطيني (الحكواتي) والمعهد الفرنسي ومركز السرايا لخدمة المجتمع في البلدة القديمة. وفي رام الله مع مؤسسة عبد المحسن القطان ومسرح وسينماتيك القصبة ومركز خليل السكاكيني. وفي مدينة نابلس مع مؤسسة مشروع الأمل "Project Hope" واسكدار للثقافة والفنون. وفي بيت لحم مع كلية دار الكلمة ودار جاسر ومجموعة باور "Power Group". وفي قطاع غزة مع جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني والمعهد الفرنسي في القدس – فرع غزّة، وفي مدينة الناصرة مع مؤسسة سينمانا.

من الجدير ذكره ان "فيلم لاب - فلسطين" تأسست عام 2014 كمؤسسة غير ربحية، تقوم رؤيتها على صناعة إنتاجية وديناميكية للأفلام في فلسطين عن طريق توفير فضاء مثالي للجمع بين صناع السينما بهدف التحفيز على التعلم، و تبادل الخبرات، وتشكيل مصدر إلهام لبعضهم البعض، بالإضافة إلى إنتاج أفلام فنية، من خلال عرض مخزون متنوع من الأفلام للجماهير. كما يأتي مهرجان "أيام فلسطين السينمائية" ضمن الخطة الاستراتيجية للمؤسسة والتي تقع تحت بند تنمية الثقافة السينمائية، والهدف منها إعادة إحياء الثقافة السينمائية في فلسطين واستقطاب اكبر عدد من المشاهدين للأفلام المستقلة. ويدعو القائمون على المهرجان الجمهور الفلسطيني بزيارة ومتابعة موقع مؤسسة فيلم لاب فلسطين للاطلاع على نشأتها وبرامجها على مدار العام.

 

التعليقات