22/12/2019 - 10:01

وفاة المفكر الإسلامي محمد شحرور

توفي مساء أمس السبت، المفكر الإسلامي السوري الشهير، د. محمّد شحرور، بحسب ما ورد في حسابه الرسمي على "تويتر"، على أن يُوارى الثرى في العاصمة السوريّة، دمشق

وفاة المفكر الإسلامي محمد شحرور

(تويتر)

توفي مساء أمس السبت، المفكر الإسلامي السوري الشهير، د. محمّد شحرور، بحسب ما ورد في حسابه الرسمي على "تويتر"، على أن يُوارى الثرى في العاصمة السوريّة، دمشق.

وعرف شحرور بتفسيراته الخاصّة لآيات القرآن الكريم في سياقها الإنساني والاجتماعي الحالي، لا سياقها التاريخي فقط، تاركًا عشرة المؤلفات أبرزها "نحو أصول جديدة للفقه الإسلامي" و"القصص القرآني".

درس شحرور الهندسة المدنيّة، ونال شهادة الدكتوراه فيها، ودرّسها في جامعة دمشق، قبل أن ينكبّ على الدراسات الدينيّة، إثر نكسة حزيران/ يونيو عام 1967.

المسلم والمؤمن

ويعتبر شحرور وجهًا أساسيًا من وجوه "الإصلاح الديني"، وقدّم طروحات لاقت نقدا واسعا من التيارات الإسلامية بمختلف توجّهاتها، مثل اعتباره الإسلام "هو التسليم بوجود الله، وباليوم الآخر، فإذا اقترن هذا التسليم بالإحسان والعمل الصالح، كان صاحبه مسلمًا، سواء أكان من أتباع محمد (الذين آمنوا) أو من أتباع موسى (الذين هادوا) أو من أنصار عيسى (النصارى) أو من أي ملة أخرى غير هذه الملل الثلاث كالمجوسية والشيفية والبوذية (الصابئين)"، في حين أن المؤمن بالنسبة إليه "من آمن بالرسالة المحمدية وتكاليفها من شعائر الصلاة والصوم والزكاة والحج وتعبّد الله بالطريقة التي أتى بها الرسول محمد".

كما اعتبر شحرور نصوص القرآن "عبارة عن نصّ إيماني وليست دليلا علميا، بحيث يمكن إقامة الحجّة بواسطتها على أتباع المؤمنين بها فقط، أمّا على غيرهم فلا يمكن".

كما قدّم شحرور قراءة مخالفة للسيرة النبويّة، على اعتبار اجتهادات الرسول في عصره "على أنّها اجتهادات إنسانية وليست وحيا، وهي تدور في حقل تقييد الحلال وإطلاقه فقط، لأنّ الأساس في الحياة هو الإباحة، لأنّ كلّ حرام مرفوض لكن ليس كلّ حلال مقبولًا لأنه يخضع للعرف والقانون. فالتشريع الإنساني عبارة عن تنظيم الحلال وتقييده حسب الأعراف والتقاليد، وقد مارس الرسول كلّ اجتهاداته الشخصية كوليّ أمر أي مُشرّع لمجتمعه لبناء مجتمع مدني (المدينة المنوّرة) ودولة ضمن ظرف تاريخي معيّن يخضع لمتغيّرات الزمان والمكان (تاريخيًا وجغرافيًا وفكريًا). هذا الفهم لاجتهادات النبي هو تطبيق صحيح لما سمّاه علماء الأصول مبدأ 'الأحكام تتغيّر بتغيّر الأزمان'، وهو مبدأ ينطبق على كلّ الاجتهادات الإنسانية بما فيها اجتهاداته (ص) في مهمّة تنظيمه لمجتمعه في المدينة".

الصيام وفق الاستطاعة

من أبرز الفتاوى التي أطلقها شحرور، هي اعتبار الصيام شعيرةً لا فرض، فبالتالي "يأتيه الإنسان طواعية، دون إرغام، وهي أهم تطبيق للآية {لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ} (البقرة 256)، والصيام يفقد معناه إن كان إلزاميًا، لذا فإن فرض عقوبة أو غرامة على المفطرين هو أمر غير مقبول، ومراعاة مشاعر الصائمين أمر جميل، لكن ليس أكثر من ذلك. أيضًا ما نراه من تحميل عباد الله فضلًا بحجة الصيام، أو تعطيل الأعمال والأشغال بهذه الحجة، فهذا أبعد ما يكون عن ديننا".

 

التعليقات