15/02/2020 - 09:43

مدرّس للموسيقى يبني جسورًا سيمفونيّة للتواصل مع المصابين بالتّوحّد

اختار مدرّس تركيّ لغة البشر المشتركة، الموسيقى، لبناء جسر للأطفال المصابين بمرض طيف التّوحّد، يصلون عبره المجتمع والحياة الاجتماعية، ليتمكّن بمنهجه التدريسي هذا من توجيه 15 من طلابه المصابين بالتوحد لدراسة الموسيقى في المدارس الثانوية والجامعات.

مدرّس للموسيقى يبني جسورًا سيمفونيّة للتواصل مع المصابين بالتّوحّد

براقآي مع طلابه (الأناضول)

اختار مدرّس تركيّ لغة البشر المشتركة، الموسيقى، لبناء جسر للأطفال المصابين بمرض طيف التّوحّد، يصلون عبره المجتمع والحياة الاجتماعية، ليتمكّن بمنهجه التدريسي هذا من توجيه 15 من طلابه المصابين بالتوحد لدراسة الموسيقى في المدارس الثانوية والجامعات.

ويعمل المدرس التركي أورجون براقآي، في تدريس الموسيقى بمراكز لدعم الأطفال المصابين بالتوحد بولاية إزمير التركية (غرب)، وقد أسس جوقة وأوركسترا إزمير للمصابين بالتوحد، عام 2013، بهدف المساهمة في دمج الأطفال الذين يعانون من اضطرابات التوحد.

وبدأ براقآي رحلة تأسيس الجوقة بمساعدة 4 طلاب مصابين بالتوحد، وتمكن خلال فترة قصيرة من ضم 40 طالبًا مصابًا بالتوحد إلى الجوقة، والوصول إلى العديد من مرضى التوحد ممن لم يغادروا منازلهم منذ فترة طويلة.

الجوقة خلال تدريباتها (الأناضول)

وخلال فترة وجيزة، استطاع مدرّس الموسيقى، الذي تخرج عام 2004 من قسم تدريس الموسيقى بجامعة "9 أيلول" في إزمير، تمكن من وضع حجر الأساس للجوقة التي تتألف من أفراد يعانون من مرض التوحد.

وتمكن براقآي من تعليم المشاركين في الجوقة العزف على مجموعة من الآلات الموسيقية والغناء، وهو العمل الذي نال إعجاب وتقدير أسر الطلاب.

وأبدى براقآي باستمرار تصميمًا وعزمًا من أجل دمج الأطفال المصابين بمرض التوحد في الحياة الاجتماعية، دفع بالعديد من مدرسي مادة الموسيقى في إزمير إلى التطوع ودعم الجوقة التي تمكنت من تنظيم حفلات موسيقية في تركيا وأكثر من 180 مدينة مختلفة حول العالم خلال 6 سنوات.

وبفضل الموسيقى، تمكن أعضاء الجوقة الذين يعانون من مرض التوحد، من تغيير حياتهم نحو الأفضل ودخول الحياة الدراسية في أقسام الموسيقى بالمدارس الثانوية والجامعات.

خلال التدريبات (الأناضول)

ونقلت وكالة أنباء "الأناضول" عن براقآي قوله إنه عمل لفترة طويلة في مراكز التعليم الخاص بالأطفال المصابين بالتوحد، واستطاع خلال تلك الفترة إقامة رابطة عاطفية مع أولئك الطلاب.

وأضاف براقآي أنه كان يشعر بالسعادة عندما كان يدرس مادة الموسيقى للطلاب الذين يعانون من مرض التوحد، لاسيما وأن التفاعل الذي أبداه هؤلاء الطلاب زاد من حماسته ودفعه نحو إقامة جوقة مكونة من الطلاب المصابين بالتوحد.

وأشار مدرّس الموسيقى إلى أنه واجه مجموعة من العقبات في بداية مشواره، خصوصا من أهالي الطلاب الذين لم يتوقعوا أنه سيكون قادرًا على التعامل مع الأطفال في الجوقة.

"كان حلمي هو بناء جوقة مكونة من الأطفال المصابين بالتوحد"؛ يقول براقآي، ويضيف "لكم حلمت أن أكون معهم لنعزف ونغني معًا، ولطالما وثقت بهم وقد انعكس هذا على تعاملي معهم. لقد نجحنا في بناء تواصل عاطفي معهم ما أدى إلى زيادة عدد أعضاء الجوقة في وقت قصير".

وأشار إلى أن جوقة وأوركسترا إزمير للمصابين بالتوحد، قدمت العام الماضي، حفلات مميزة في عدة بلدان أوروبية أهمها النمسا والمجر، وذلك بدعم من وزارة الثقافة والسياحة التركية، مضيفًا أنه "تلقينا دعوة من كوريا الجنوبية لإقامة حفلة موسيقية بهذا البلد هذا العام، وسنلبي هذه الدعوة بالطبع ونقيم حفلات موسيقية هناك".

وأكد براقآي أن الجوقة توفر التعليم الموسيقي الأكاديمي للعديد من الطلاب، وأن الأطفال الأعضاء في الجوقة تمكنوا في الوقت نفسه من إنهاء المرحلة الإعدادية والثانوية، والالتحاق بأقسام الموسيقى في الجامعات التركية.

واعتبر مدرّس الموسيقى التّركي أن النجاحات التي يحققها أعضاء الجوقة في مجال التعليم الأكاديمي تثلج القلوب، وتشجع الطلاب الآخرين على الالتحاق بالجوقة وتعلم الموسيقى، قائلًا "أشعر بسعادة لا توصف عندما يقول أحد تلاميذي إنه نجح بالامتحان، وحتى أسرهم لا تصدق ذلك عندما يرون هذه الإنجازات التي حققها أطفالهم".

التعليقات