22/11/2020 - 21:43

لأول مرة: مسابقة ملاكمة نسائية في غزة

تعتمر مراهقتان فلسطينيتان خوذتين وقفازات وتنتظران بزيهما الأحمر والأزرق، أن يدق الجرس في الحلبة لبدء المنافسة، في نهائيات أول بطولة ملاكمة نسائية مطلقة في قطاع غزة الفقير والمحاصر.

لأول مرة: مسابقة ملاكمة نسائية في غزة

تعتمر مراهقتان فلسطينيتان خوذتين وقفازات وتنتظران بزيهما الأحمر والأزرق، أن يدق الجرس في الحلبة لبدء المنافسة، في نهائيات أول بطولة ملاكمة نسائية مطلقة في قطاع غزة الفقير والمحاصر.

وفي قبو خافت الإضاءة، التف حشد صغير من الأصدقاء وأهالي اللاعبات المشاركات حول الحلبة، بينما كان بعض الأطفال يراقبون المنافسة من خلال الشبابيك.

تابعوا تطبيق "عرب ٤٨"... سرعة الخبر | دقة المعلومات | عمق التحليلات

ووصل المتفرجون الذين كانوا يضعون الكمامات الواقية من فيروس كورونا المستجد، لتشجيع اللاعبتين بصوت مرتفع كاد يحجب صوت المعلق.

كانت اللاعبة فرح أبو القمصان (15 عامًا) تتابع بطولات الملاكمة عبر الإنترنت، قبل أن تقرر خوض غمار تجربة اللعب.

وتقول ابنة العشرين عامًا إن "أتابع ملاكمين مثل محمد علي كلاي ومايك تايسون، يجب مشاهدة مبارياتهم لأن طريقة لعبهم صحيحة، هم دائما يفوزون بالمرتبة الأولى".

وتنافست في البطولة التي أقيمت الجمعة إناث من فئات عمرية مختلفة حسب الأوزان.

تقول ريتا أبو رحمة، صاحبة الشعر البني الطويل وهي ترتدي بزة رياضية إن "كثير من الناس يعتقدون أننا نقوم بشيء خاطئ، وأننا خارجات عن العادات والتقاليد، لكن بالنسبة لي ولأهلي والمجتمع القريب مني، فأنا أمارس شيئًا عاديًا جدًا، وأهلي يدعمونني بشكل كبير". وتضيف أن "بعد مشاهدتهن لي، فان صديقاتي سيسجلن أيضا في هذه الرياضة".

وترى أبو رحمة أنه "لا توجد رياضة للشباب ورياضة للبنات، الذكور والإناث يستطيعون ممارسة أي رياضة يرغبونها، و لا تفقد هذه الرياضة من أنوثتي شيئًا".

ويعيش في قطاع غزة المحاصر التي تديرها حركة "حماس"، نحو مليوني نسمة، يعانون من البطالة المرتفعة التي تصل إلى حوالي 50% بشكل عام، وحوالي 65% في صفوف الشباب.

ويشير المدرب أسامة أيوب (35 عامًا) إلى قلة الإمكانيات وكيف أن كل ما حققه في مجال رياضة الملاكمة كان جهدًا شخصيًا. ويقول إننا "ناد أولمبي للملاكمة، غياب الإمكانيات يعتبر من أهم المعوقات". ويضيف مفتخرًا "هذا مجهود شخصي".

ويعتبر أيوب، إغلاق المعابر أيضًا معضلة يواجهها سكان القطاع. يضيف المدرب أن "لدينا 45 مشاركة اليوم والأفضل سوف تتأهل لتمثيل الفلسطينيين في بطولة في الكويت في شباط/ فبراير 2021".

ويعرب أيوب عن أمله في إجراء تنسيق للوفد الرياضي للسفر والمشاركة في بطولة الكويت، وأن تسمح لهم إسرائيل بالسفر عبر معبر "إيريز".

وتفرض إسرائيل حصارًا على القطاع منذ نحو 14 عامًا. ويخوض الجانبان قتالًا متقطعًا بين الفينة والأخرى.

وشهد القطاع في الأيام الماضية ارتفاعًا مطردًا في أعداد الإصابات اليومية. وأحصى القطاع الذي اكتشفت فيه أول الإصابات المحلية في آب/ أغسطس الماضي، حتى الأحد، نحو 14,800 إصابة، و65 وفاة.

أما إيمان أيوب، شقيقة المدرب أسامة فتقول إن "أرى أن هذه اللعبة جميلة، أشعر بالفرح وأحب هذا الشعور".

وتضيف ذات السنوات العشر أن "بعد أن حققت الفوز، شجعني أمي وأبي للمثابرة والفوز".

التعليقات