19/03/2013 - 23:19

"3 في 1": مسرحية فلسطينية تعرض تجارب ممثليها الشخصية

يقدم ثلاثة ممثلين فلسطينيين من محافطة الخليل تجاربهم الشخصية في العمل المسرحي "3 في 1"، والذي عُرِضَ بداية الأسبوع على خشبة مسرح وسينماتك القصبة في رام الله.

يقدم ثلاثة ممثلين فلسطينيين من محافطة الخليل تجاربهم الشخصية في العمل المسرحي "3 في 1"، والذي عُرِضَ بداية الأسبوع على خشبة مسرح وسينماتك القصبة في رام الله.

يشارك في المسرحية كل من الممثلين إيهاب زاهدة، ومحمد الطيطي، ورائد الشيوخي، وقد جاء في كتيب حولها: "هي مسرحية من نوع آخر، إذ أن الممثلين لا يقومون فيها بالتمثيل وإنما يعكسون ببساطة تجاربهم الحقيقية في الحياة، محاولين إلقاء الضوء على الأوضاع والتحديات التي تواجههم كمواطنين يعيشون ظروفا حياتية صعبة، خاصة في مدينة الخليل من جهة، وفي ظل مجتمع لا يقدر قيمة المسرح من جهة أخرى."

أزمة المسرح في المجتمع الفلسطيني المحافظ

يتناول العمل عدة قضايا يومية، اجتماعية وسياسية واقتصادية، يواجهها الإنسان الفلسطيني يوميا، وعلى رأسها أزمة المسرح في المجتمع الفلسطيني المحافظ، فيبدأ العرض بمشهد لممثل يقوم بأداء دور فتاة في مسرحية يجري الإعداد لها، بسبب عدم وجود أي فتاة تمارس التمثيل.

وتظهر المسرحية مدى رفض الناس أن يتقمص ممثل دور الفتاة بسبب "ما يلحقه ذلك من عار بعائلة الممثل."

ويؤدي كل ممثل في المسرحية أكثر من دور، حيث يتقمص أحدهم تارة دور جار في السكن للممثل، أو عامل في مقهى، وتبرز حواراتهم رفض الناس لفكرة أن التمثيل مهنة مثل باقي المهن.

المعاناة في السفر والفساد

وتقدم المسرحية عرضا لمعاناة الفلسطينيين في السفر، إذ عليهم المرور بنقاط تفتيش فلسطينية يكون المرور عبرها سهلا، وإسرائيلية تقول له إنها يجب أن تراه عند عودته، وأردنية تطلب منه مراجعة مخابراتها، وأجنبية لا تعرف اسم فلسطين.

ويستحضر الممثلون الأوضاع الاقتصادية للفلسطينيين وتأخر رواتب الموظفين في القطاع الحكومي، وأثر ذلك على حياتهم.

ويتناول الممثلون كذلك قضايا الفساد في المجتمع الفلسطيني في الضفة الغربية بطريقة ساخرة، عبر الحديث عن الوساطة والمحسوبية.

الواقع الصعب الذي يواجه أي ممثل في مجتمع محافظ ومحتل

بدوره، قال الممثل ومخرج العمل إيهاب زاهدة بعد العرض وفقا لـ "رويترز": "المسرحية تعكس الواقع والصعوبة التي تواجه أي ممثل في مدينة محافظة مثل الخليل، التي لا يوجد فيها دار للسينما"، وأضاف: "نحن جزء من هذا المجتمع ونعيش ظروفه والمشاكل التي تواجهه، حاولنا قدر الإمكان تناول العديد من القضايا الاجتماعية والاقتصادية والسياسية في هذا العمل."

وقال زاهدة أيضًا إن المسرحية يمكنها أن تستوعب كل جديد، وبالإمكان إضافة أي قضية إليها مع وجود نص بالخطوط العريضة لها.

وأوضح زاهدة أنه يستعد وزملاؤه في الأسابيع القادمة لجولة من العروض في تونس والمغرب، قبل العودة لجولة أخرى من العروض في الأراضي الفلسطينية.

وتعيش مدينة الخليل ظروفا صعبة جدًّا تضاف بالإضافة إلى كون مجتمعها محافظًا، إذ يستوطن فيها حوالي 400 إسرائيلي، يحتلون بلدتها القديمة، وسط حراسة كبيرة من الجيش الإسرائيلي.

إحداث تغيير رغم الصعوبات

وقال الممثل محمد الطيطي: "نص المسرحية هو ارتجالات حياتنا اليومية، ما شاهده الجمهور اليوم هو الحياة الشخصية لنا وحياتنا اليومية في مجتمع محافظ"، وأضاف: "كانت لدينا الإرادة والتصميم لمواصلة عملنا المسرحي بالرغم من الصعوبات الكبيرة والرفض الذي واجهناه في البداية، لكننا استطعنا إحداث التغيير."

وتهدف المسرحية إلى إثارة أسئلة تبقى إجاباتها مفتوحة: "ليش أنا هيك؟ ليش إحنا هيك وليش البلد هيك، وليش الكل محروم، وليش الحقد بيزيد وليش الحب بيقل؟ ليش الكل بطل وليش الكل بيعاني؟ وليش وليش مبتنتهيش."

وقال الطيطي الذي أسس مع زملائه قبل خمس سنوات مسرح "نعم" في محافظة الخليل: "نحن نعمل مع طلبة المدارس بشكل كبير بهدف إيجاد جيل يؤمن بالمسرح ورسالته، لأننا نؤمن أنه من خلال هؤلاء يمكن إحداث التغيير."

أما وليد عبد السلام، المسؤول في وزارة الثقافة الفلسطينية، فقال: "هذه واحدة من المسرحيات الجميلة التي تتميز ببساطتها وعمق القضايا التي تطرحها، وهي تستحق المشاركة في المهرجانات المسرحية."

التعليقات