18/03/2016 - 14:26

سخنين: مسرح الجوال يواصل مسيرته رغم قلة الدعم

يواصل مسرح الجوال في مدينة سخنين مسيرته الصعبة رغم كل العراقيل، رحلة على الخشبة والكواليس انطلقت منذ عام 1973 ومضى بإنتاجاته المسرحية وعروضه الفنية كأحد أركان الحركة الثقافية الهامة،

سخنين: مسرح الجوال يواصل مسيرته رغم قلة الدعم

يواصل مسرح الجوال في مدينة سخنين مسيرته الصعبة رغم كل العراقيل، رحلة على الخشبة والكواليس انطلقت منذ عام 1973 ومضى بإنتاجاته المسرحية وعروضه الفنية كأحد أركان الحركة الثقافية الهامة، صال وجال في عروضه بمختلف بلدات الداخل وخارج البلاد رغم شح الميزانيات ومصادر التمويل، وذلك إيمانا من القيمين عليه بأنه رغم الإمكانيات المتواضعة يستطيع أن يبدع ويتألق في سماء الفن.

وأكد المدير الفني للمسرح، عادل أبو ريا، لـ'عرب 48' إننا 'نحاول طرق كل الأبواب لحل أزمة المسرح المالية مع الحرص والحفاظ على الاستقلالية من حيث المضمون والعروض'.

مسرح عريق

استعرض المدير الفني لمسرح الجوال، أبو ريا، باقتضاب محطات من مسيرة المسرح، وقال إن 'مسرح الجوال قائم منذ عام 1973 وبطبيعة الحال الظروف كانت قاسية وشاقة للغاية خصوصا وأن فنون المسرح لم تكن منتشرة في ذاك الزمن إذ كان علينا أن نوفر الكوادر والتمويل وقاعات العرض وكذلك جذب الجمهور، إلا أن هذه المصاعب جعلت المسرح مهني في العام 1998 حيث توليت إدارته في عام 2000 واليوم فان الجوال رائد أكثر في البرامج والمشاريع الخاصة به'.

'الحكمة' فكرة لافتة

شدد أبو ريا في خطوة فريدة لافتة وعبر مسيرته الطويلة على أن الجوال أسس لمشروع مسرح 'الحكمة' في إطار مسرح الجوال، وقال إن 'هذا المشروع أقيم داخل مسرح الجوال كجزء من رسالتنا الثقافية والإنسانية، وأن الممثلين فيه هم من ذوي الاحتياجات الذهنية. المسرح يعرض مسرحيات في مختلف البلدات ويلقى احتضانا واهتماما كبيرا، والهدف من هذا المسرح الخاص هو محاولة لدمج هذه الشريحة من المجتمع في إطار آخر حيث يمكن أن يتاح لهم إبراز طاقاتهم ومهاراتهم لتعطينا الإمكانية للتعامل معهم بشكل إنساني أفضل وتحويلهم إلى عناصر فعالة، وهي بالتالي رسالة ثقافية وإنسانية هامة'.

مسرح الأطفال

وتابع أبو ريا أنه 'ضمن مشاريعنا الخاصة بعد إنتاج المسرحيات والعروض للكبار، نحن نقيم مهرجان مسرح الأطفال منذ 16 عاما والذي يلقى مشاركة واسعة ونجاحا لافتا، ونحن الآن نستعد لإقامة المهرجان السنوي للأطفال هذا العام في شهر أيلول/سبتمبر القادم وهو يتضمن أعمال مميزة. حققنا إنجازات ممتازة على الصعيد المهني والفني حيث أن طاقم الممثلين في الجوال هم جميعهم من خريجي أطر أكاديمية في مجال فنون المسرح ولديهم الثقافة والرؤية العصرية للمسرح الحديث، هذا جيل جديد يحمل أفكارا خلاقة من شأنها أن تجدد وتبدع، وهذا ما تطلبه شروط التجديد والتحديث للمسرح'.
 وحول الاقبال على الأعمال المسرحية للكبار، قال أبو ريا، إن 'هذا الجمهور هو شبه ثابت، تعاني جميع المسارح من قلة مشاركة الجمهور، ومن بين نحو 50 مسرحا في البلاد نرى أن 4-5 مسارح تنتج مسرحيات للكبار وهذا يعود لسبب أن هذا العمل مكلف جدا مع شح الميزانيات، وكذلك فإن ضعف مشاركة الجمهور في العروض يعني أيضا أن المردود المادي ضعيف ولا يغطي تكاليف العمل'.

التمويل والاستقلالية

واستطرد أبو ريا أنه 'على ضوء إشكالية الميزانيات والتمويل للعمل الثقافي ومن أجل تنشيط الحركة المسرحية بشكل أفضل أقيم قبل خمس سنوات منتدى الجمعيات الثقافية العربية، وهذا المنتدى يعنى بقضية تجنيد الموارد والميزانيات لتنشيط الحركة الثقافية وقطاع الفنون عامة في البلاد. حققنا بعض التقدم على مستوى الميزانيات نتيجة جهود المنتدى، لكنه غير كاف، ومسرح الجوال على سبيل مثال يعاني من غياب قاعة للعروض ومعظم عروضنا هي خارج المدينة. المطلوب الآن إقامة مسرح بلدي حديث وعصري متاح للجميع وسخنين يليق بها مسرح من هذا النوع، لكن هذا المشروع يحتاج إلى عمل ومتابعة وجدية أكثر'.

نرفض اشتراط الميزانيات بالمضامين

وحول سؤال فيما إذا كان الدعم من الوزارات مشروط بنوعية المضامين الأمر الذي من شأنه أن يعيق عمل المسرح وحريته، شدد أبو ريا أن 'التدخل في قضية المضامين التي برزت مؤخرا هو أمر مقلق للغاية ويتعارض مع قانون حرية الرأي ومقومات وشروط الإبداع، لا أعتقد أننا أو أي مسرح مهني ملتزم سنتراجع عن أي إنتاج مسرحي بسبب أي قانون جائر يستهدف حرية النص والإبداع الفني والثقافي. مسرح الجوال أنتج وعرض عدة أعمال مسرحية سياسية مثل 'عائد إلى حيفا' و'بيت الجنون' و'لماذا' وغيرهان ونحن مستمرون في رسالتنا الثقافية والإنسانية ونرفض أي قيود أو تدخل في النص والمضامين. في صلب رسالة المسرح قيم الحرية والعدالة والمساواة الإنسانية ولن نتنازل عنها ما كان'.

التعليقات