26/03/2015 - 17:27

عصام بلان: وجودنا هو تراكم لحياة الفلسطينيين قبل النكبة

وأضاف: الأفلام الوثائقية هي سلاح سلمي غاية في الأهمية إن استطعنا استعماله كما يجب. وبإمكاننا من خلاله أن نصل ونوصل الفكرة للمشاهد في أي مكان في العالم

عصام بلان: وجودنا هو تراكم لحياة الفلسطينيين قبل النكبة

بثّت قناة الجزيرة الإخبارية، أمس الأربعاء، فيلم “أكذوبة الانصهار” للمخرج الفلسطيني عصام بلّان، ابن قرية كفركنا، الذي درس الإخراج السينمائي في مدينة روما الإيطالية ويعمل في مجال إخراج الأفلام الوثائقية منذ أكثر من عشر سنوات.

ويعد بلّان من أبرز مخرجي الأفلام الوثائقية في البلاد، إذ أخرج حتى اليوم قرابة 10 أفلام وثائقية وشارك في مهرجانات عدة في الوطن العربي. تناولت أفلامه القضية الفلسطينية والهم الفلسطيني ونضال الفلسطينيين ضد الاحتلال بالإضافة إلى تسليطه الضوء على قضايا الفلسطينيين وما يعانون في هذه الأيام داخل إسرائيل جراء سياسات العنصرية وسلب الأراضي، وممارسات أذرع الأمن الإسرائيلية من خلال فلمه “الشاباك”. ولم يغفل بلّان قضية اللاجئ الفلسطيني التي أخذت حيّزاً مهمًا في جميع أعماله تقريباً.

وفي مقابلة أجراها 'عرب 48' مع بلّان، قال إن “أفلامي الوثائقية سلّطت الضوء على الحياة الفلسطينية قبل النكبة، إذ أن الرواية الصهيونية تحاول إخفاء سيرورة الحياة المدنية والثقافية واليومية للفلسطينيين قبل تهجيرهم من خلال مقولة ’أرض بلا شعب، لشعب بلا أرض’'.

وأضاف بلّان أن “إيماني بأهمية تسليط الضوء على هذه الحياة التي كانت قبل النكبة نابع من إيماني بأن وجودنا اليوم هو تراكم لهذه الحياة التي تحاول إسرائيل طمسها، وبأن حياتنا بأدق تفاصيلها اليوم هي عبارة عن تراكم تاريخي وهوية منذ ما قبل قيام إسرائيل حتى وجب الحديث عنها وإحياءها ولو في الذاكرة فقط”.

وتابع أنه “نحن شعب له هوية وتراث وموروث ونضال تاريخي نستطيع إبرازه والحديث عنه من خلال الصورة والكلمة، ولكل صورة حكاية نستطيع من خلالها دحض الرواية التي تحاول فصلنا عن امتدادنا العربي والفلسطيني، والصورة كفيلة بتمرير هذه الرواية بلا الخوض في الشعارات التي أخذت تخفي الجانب الإنساني شيئا بعد شيئ”.

وشكّل “أكذوبة الانصهار” نقلة نوعية في مضمون أفلام بلّان، إذ سلّط هذا الفيلم الضوء على المجتمع الإسرائيلي وليس الفلسطيني، بعكس ما اعتاد عليه مشاهدو أفلام بلان. وعن هذه النقلة وأسبابها، قال بلّان إن “موضوع الفيلم يتطرّق للتصدّعات والعنصرية داخل المجتمع الإسرائيلي الذي طالما أخفاه الإعلام الإسرائيلي وغفل عنه الإعلام العربي”.

وأضاف أن “هذه القضية غاية في الأهمية كونها تدرس المجتمع الذي نناضل ضده، وسلب أرضنا وهجّر أهلنا، ومن لا يعرف عدوه لن يستطيع محاربته”.

وتابع أن “الأفلام الوثائقية هي سلاح سلمي غاية في الأهمية إن استطعنا استعماله كما يجب. وبإمكاننا من خلاله أن نصل ونوصل الفكرة للمشاهد في أي مكان في العالم، بالإضافة إلى أن الفيلم الوثائقي يعطي للرواية موضوعيتها البعيدة عن الرومانسية والشعار، وكل فيلم وثائقي هو دراسة وبحث وفكرة، ورواية”.

أمّا عن المستقبل، قال بلّان: “حالياً أقوم بإخراج فيلم وثائقي عن قضية تجنيد المسيحيين في جيش الاحتلال الإسرائيلي، والهدف الكامن وراء هذا المشروع ومحاولة سلخ هذه الفئة التي تعتبر جزء لا يتجزأ من الشعب الفلسطيني، وبما أن منطقتنا هي منطقة مركزية بالنسبة للعالم، فإننا سنستمر بالإنتاج لإيصال الرسالة والواقع المرير الذي نحياه بشكل يومي”.

وعن الفيلم فهو من إنتاج شركة الديار لإنتاج المضامين ومن تصوير موفق عودة شريك بلّان الذي لا يفارقه.

التعليقات