16/10/2019 - 12:10

نتفليكس: محمد عبد السلام.. قصة حائز نوبل أجحفه وطنه

نشرت منصة بث المحتوى الترفيهي الأشهر عالميا "نتفليكس"، مؤخرا، فيلما وثائقيا يوثق جوانب حياة أحد الفيزيائيين العظماء الذين ظلمهم التاريخ والإجحاف، الباكستاني محمد عبد السلام

نتفليكس: محمد عبد السلام.. قصة حائز نوبل أجحفه وطنه

(أرشيفية - أ ب)

نشرت منصة بث المحتوى الترفيهي الأشهر عالميا "نتفليكس"، مؤخرا، فيلما وثائقيا يوثق جوانب حياة أحد الفيزيائيين العظماء الذين ظلمهم التاريخ والإجحاف، الباكستاني محمد عبد السلام.

ويهدف الفيلم "أول **** يفوز بجائزة نوبل للعلوم"، إلى إعادة إحياء إرث عبد السلام، الذي ظُلم من بلاده بسبب اعتزازه بعقيدته الدينية، رغم تقديمه إحدى أهم نظريات الفيزياء في العصر الحديث.

وحاز الباكستاني محمد عبد السلام، على جائزة "نوبل" للفيزياء عام 1979، بعدما ابتكر نظرية توحيد القوى النووية الضعيفة والكهرومغناطيسية، التي مهدت لاكتشاف الجسيم "بوزون هيغز" الذي يُعتقد أنه المسؤول عن اكتساب المادة لكتلتها.

لكن ما ميّز عبد السلام بشكل خاص، هو محاولته الدؤوبة التوفيق بين إيمانه بالإسلام، والعلوم، وكان يسعى لإيجاد نظرية تفسر فيزياء الجسيمات، بما يتوافق مع معتقداته الدينية، في حين لم يقبل بعض جوانب العلوم التي تتعارض مع إيمانه، مثل نظرية الانفجار العظيم.

ومع ذلك، فإن عقيدته كانت إحدى أسباب تهميشه من قبل دولته المسلمة باكستان، فقد كانت ينتمي إلى الأقلية الأحمدية، التي لوحق وقُتل العديد من أفرادها في خمسينيات القرن الماضي، من قبل الأغلبية، والسلطات التي دأبت على اضطهاد طائفتهم لاعتبارهم "خارجين عن الإسلام".

وولد عبد السلام في مدينة يهانغ الباكستانية عام 1926، وتلقى تعليما جيدا بقرار من والده الذي كان رجلا بسيطا يعمل كاتبا في مكتب مفتش المدارس. وأثمرت موهبته في الرياضيات، وحرص والده على تعليمه، بالاتحاق في جامعة حكومية في لاهور، في سن الرابعة عشرة عاما، لينهي درجة الماجيستر في الرياضيات عندما كان في العشرين من عمره فقط.

ومن ثم التحق عبد السلام بجامعة كامبريدج البريطانية، بعدما قُبلت منحته الدراسية، ليدرس الفيزياء والرياضيات. حيث أنهى دراسة الدكتوراه قبل العودة إلى لاهور ليعمل بروفيسورًا في الرياضيات.

وغادر عبد السلام باكستان إلى كامبريدج عام 1953، ثم انتقل إلى لندن حيث ساهم في إنشاء قسم الفيزياء النظرية بكلية إمبريال، وعلى الرغم من رفض بلده له، إلا أنه استمر في المشاركة بأبرز المشاريع العلمية في البلاد، حيث أسس برنامج الفضاء الباكستاني عام 1961، وشارك، بشكل مثير للجدل، في محاولات الباكستان صناعة سلاح نووي خلال أوائل سبعينيات القرن الماضي، قبل أن يتراجع ويعلن أنه ضد الأسلحة النووية بعد صدور قانون عام 1994 ضد الأحمديين.

ويصور الفيلم تفاني سلام الذي لا يتزعزع، في مواجهة الظروف المحيطة به، لثلاثة أمور مركزية: الفيزياء وإيمانه ووطنيته.

وقال أحد منتجي الفيلم، ذاكر ظافر، لهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، إن طاقم الفيلم الوثائقي، اختاروا هذا العنوان، لتعتيم كلمة "المسلم"، الذي يُفترض أن يحمل اسم "أول مسلم يفوز بجائزة نوبل للعلوم"، في إشارة إلى الإهانة الإنسانية التي ارتكبتها السلطات الباكستانية، عندما محت كلمة "مسلم" عن شاهدة قبر عبد السلام في باكستان، وقال: "أدركنا أنّ قصة عبد السلام، لا بدّ أن تلهم الكثير من الناس على الإصرار في مجال العلوم، واستمرينا 14 عامًا في جمع معلومات عن حياته".

التعليقات